بيئة نجران تعقد ورشة عمل عن الفرص الاستثمارية بمنتدى نجران للاستثمار 2025    الطيران المدني ووزارة الرياضة توقّعان مذكرة لتنظيم الرياضات الجوية    أمانة منطقة القصيم تحصد المركز الثالث في مؤشر الارتباط الوظيفي على مستوى أمانات المملكة    جمعية "وقاية" تنظّم معرضاً توعوياً وندوة علمية بمستشفى وادي الدواسر    قطاع ومستشفى النماص يُنفّذ فعالية "اليوم العالمي للأنيميا المنجلية"    "السعودية للشحن" توقّع اتفاقية استراتيجية مع "الخطوط الصينية للشحن" لتعزيز الربط الجوي بين آسيا وأوروبا    "الاستجابة الطبية العاجلة" RPM تكرّم أبطال الطوارئ وشركاء النجاح    بمشاركة 400 طالب.. انطلاق برنامج "موهبة" الإثرائي الصيفي"2025 بمدارس منارات الرياض    أمير تبوك يطلع على التقرير السنوي لأعمال فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة    وزير الخارجية يستقبل وزير خارجية جيبوتي ويرأسان اجتماع لجنة المشاورات السياسية بين البلدين    أمير الشرقية يكرم الداعمين والمشاركين في مهرجان ربيع النعيرية    أمير جازان يكرّم الفائزين بجائزتي المواطنة المسؤولة و"صيتاثون" في دورتها الرابعة    الجامعة الإسلامية تدعم الأبحاث المتميزة    رئيس مجلس الشورى يبدأ زيارة رسمية إلى مملكة كمبوديا    "حرس الحدود" في قطاع الوجه تحبط تهريب 20.3 كجم من مادة الحشيش المخدر    الشؤون الإسلامية في جازان تنفذ جولات ميدانية لصيانة جوامع ومساجد المنطقة    البرلمان العربي من معبر رفح: لا تنسوا فلسطين.. زيارة ميدانية لتحريك الضمير العالمي ووقف العدوان    استعدادات مكثفة لمواجهة موسم الغبار في جازان    من أعلام جازان.. الشاعر والأديب محمد بن علي النعمي    المنتخب الإنجليزي يتوّج بلقب بطولة كأس أمم أوروبا للشباب    كأس العالم للأندية .. تشيلسي يقسو على بنفيكا برباعية ويتأهل لربع النهائي    صنع في مصر بالكامل.. جامعة القاهرة تعلن حصول أول جهاز تنفس صناعي على الترخيص التجاري    المملكة تستعرض تجربتها في بناء منظومة الذكاء الاصطناعي    بعثة الهلال تصل أورلاندو تحضيرًا لمواجهة مانشستر ستي في دور ال16 من كأس العالم للأندية    المملكة تحقق 6 ميداليات عالمية في أولمبياد البلقان للرياضيات للناشئين    ترحيب خليجي باتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية    "رونالدو": الدوري السعودي من الأقوى بالعالم وستنظم أجمل مونديال    أكدت أهمية التحقق من صلاحية السيارة.. المرور: ضبط"2027″ مركبة لوقوفها في أماكن ذوي الإعاقة    1587 حالة ضبط في المنافذ الجمركية خلال أسبوع    الثلاثاء.. بدء التطبيق الإلزامي لخدمة "تصريح التوصيل المنزلي"    بتخريج 63 متدربًا من برامج الدبلوم العالي بأكاديمية الأمير نايف بن عبدالعزيز    انطلاقة عام 1447    مشيداً بجهود الحكومة وتسارع النمو..صندوق النقد: الاقتصاد السعودي واجه الصدمات العالمية بمرونة عالية وتنوع الاستثمارات    ضغوط أمريكية ومطالب مصرية بخطة واضحة.. تحركات دبلوماسية مكثفة لوقف حرب في غزة    فنربخشه وجهته المقبلة.. " دوران" يقترب من مغادرة النصر    في دور ال 16 من كأس العالم للأندية.. سان جيرمان يصطدم بميسي.. وبايرن ميونيخ يواجه فلامنغو    «درجة الغليان» بين منة شلبي وعمرو سعد    متمسكة بمشروعها التوسعي.. إسرائيل تشترط الاحتفاظ بالجولان للتطبيع مع سوريا    بوتين: مستعدون لجولة مفاوضات جديدة مع كييف    استمرار المسار الإثرائي الذكي لتعزيز التجربة .. السديس: الخطة التشغيلية لموسم العمرة تستغرق 8 أشهر    موجز    وزير الدفاع يتلقى اتصالًا هاتفيًا من رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية    تدريب منتسبي الجهات الحكومية والخاصة على الإنعاش والإسعافات الأولية    المملكة تحارب السموم.. وطن بلا مخدرات    تخريج 63 متدربًا من أكاديمية نايف بن عبدالعزيز لمكافحة المخدرات    وكالة الطاقة تدعو لمزيد من الاستثمار لضمان الوصول الشامل للطاقة    الترويج للطلاق.. جريمة أمنية    «السجون» تحتفل بالاعتماد الأكاديمي العسكري    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي ينهي معاناة «ثلاثينية» مع نوبات صرع يومية بجراحة نادرة ودقيقة    تجديد اعتماد «سباهي» لمركزي المربع وشبرا    إطلاق مبادرة «توازن وعطاء» في بيئة العمل    وكالة الشؤون النسائية بالمسجد النبوي تُطلق فرصًا تطوعية لتعزيز تجربة الزائرات    تكليف الدكتور مشعل الجريبي مديرًا لمستشفى الملك فهد المركزي بجازان    نائب أمير جازان يستقبل رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي، ويناقش تحسين الخدمات والمشاريع التنموية    ترامب يحث الكونغرس على "قتل" إذاعة (صوت أمريكا)    وزير الداخلية يعزي الشريف في وفاة والدته    أقوى كاميرا تكتشف الكون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الدفاع البريطاني أكد ان بوسع الرئيس العراقي إنهاء المواجهة كما بدأها . روبرتسون ل "الحياة": يمكن رفع العقوبات الدولية عن العراق بمجرد سماح صدام بعودة المفتشين وتفقّد المواقع الحساسة
نشر في الحياة يوم 20 - 02 - 1998

تحدث وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون في مكتبه في وزارة الدفاع عن آخر تطورات الازمة العراقية، وقال في مقابلة خاصة مع "الحياة" ان من الممكن رفع العقوبات الدولية عن العراق بمجرد ان يسمح الرئيس العراقي صدام حسين لفرق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل بالعودة ودخول المواقع الحساسة.
وأعرب الوزير البريطاني عن ثقته بأن الامكانات العسكرية المتوافرة لدى الولايات المتحدة وبريطانيا كافية للقضاء على التهديد الذي يمثله الرئيس العراقي وإضعاف قدراته العسكرية وامكانات انتاج اسلحة الدمار الشامل. مضيفاً "اننا لن ننفذ ذلك إلا في حال فشل الوسائل الديبلوماسية".
تقرر ان يقوم كوفي أنان الامين العام للامم المتحدة بزيارة العراق في محاولة اخيرة للحل الديبلوماسي. كيف يؤثر ذلك في الموقف البريطاني والاستعدادات لتوجيه ضربات جوية الى العراق؟
- اعتقد ان اهم خبر تلقيناه اليوم كان عن اعتزام الامين العام للامم المتحدة التوجه الى بغداد لتقديم وجهة النظر التي تجمع عليها الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي بشأن ضرورة السماح لفرق التفتيش الدولية بالعودة الى ممارسة مهمتها، وايضاً ما يمكن عمله علاوة على ذلك للتوصل الى تسوية. وانا اعلم ان هناك اجماعاً كاملاً في العالم العربي على ضرورة سماح صدام حسين لفرق التفتيش على الاسلحة بالعودة، لأن الدول العربية تعرف اكثر من غيرها مدى الخطر الذي يمثّله صدام على الدول المجاورة له في هذه المنطقة من العالم. كما تعرف انه استخدم هذه الاسلحة من قبل ضد شعبه وضد الدول المجاورة. ويعني ذلك ان المنطقة بأكملها ستتعرض لأخطار كبيرة اذا سُمح له بتحدي القرارات الدولية في هذه المرة.
تدعو الدول العربية الى التزام العراق قرارات الشرعية الدولية، ولكنها لا تؤيد استخدام القوة العسكرية لتحقيق هذا الغرض.
- اعتقد ان ذلك يرجع الى اننا لن نصل بعد الى النقطة التي تبين بصورة جلية ان كل الوسائل الديبلوماسية قد استُنفدت، ولكن الكويت، وهي اقرب الدول الخليجية جغرافياً الى النظام العراقي كما انها عانت اكثر من غيرها من عدوانه، أعلنت بالفعل عن تأييدها الكامل وعن السماح باستخدام القواعد الموجودة في اراضيها.
وأود التأكيد هنا على ان الصداقة مع الدول الخليجية ومع العالم العربي ككل لها اهمية كبيرة بالنسبة اليّ وبالنسبة الى الحكومة البريطانية، وعلى اننا لم نستنفد الوسائل الديبلوماسية بعد، وفي حال استنفادها سيكون هناك خطر هائل على الدول المجاورة لصدام، وساعتها يمكن ان يكون هناك تغيير كبير في المواقف.
هل سيؤثر عدم استخدام القواعد البحرينية على امكانية توجيه ضربة عسكرية الى العراق؟
- اذا كنا بصدد توجيه ضربة عسكرية وأود ان اؤكد مرة اخرى هنا اننا لا نرغب في توجيه ضربة عسكرية وانما نتبع السبيل الديبلوماسي المدعوم باحتمال استخدام القوة العسكرية لاقناع صدام حسين لتغيير موقفه فإننا نستطيع الحاق اضرار كبيرة بقدرات صدام حسين العسكرية من دون الحاجة الى قواعد اكثر مما هو متاح لنا في الوقت الحالي.
هل تعتقد ان الامكانات العسكرية المتاحة للولايات المتحدة وبريطانيا في المنطقة كافية لتنفيذ اهداف الضربة العسكرية من ناحية القضاء على اسلحة الدمار الشامل العراقية؟
- من المؤكد ان الامكانات المتوافرة لدينا كفيلة للقضاء على التهديد الذي يمثله صدام حسين، ولإضعاف قدراته العسكرية وامكانات انتاج اسلحة الدمار الشامل لديه واستخدامه ضد الدول المجاورة بشكل خاص. لقد كان غزو الكويت بمثابة مفاجأة لنا جميعاً، ولم يكن لدينا معلومات عن العراق بالقدر المتوافر لدينا حالياً. ولكنني على ثقة كاملة من ان الامكانات المتوافرة لدينا تسمح لنا بأن نُضعف بشكل حاد قدرته على تهديد الدول المجاورة وتهديد الاستقرار في المنطقة بأكملها اذا تطلّب الموقف ذلك، ولكننا لن ننفذ ذلك، الا في حال فشل الوسائل الديبلوماسية وفي حال استمراره في تحدي الامم المتحدة بهذا الشكل الذي خططه هو شخصياً.
نشرت الخارجية البريطانية في الايام الاخيرة معلومات مفصلة عن امكانات اسلحة الدمار الشامل العراقية، ولكن لماذا لم تُنشر هذه المعلومات من قبل، وما هو السبب في نشرها في هذا التوقيت بالذات؟
- كانت تصرفات صدام حسين السبب في ذلك، وقد اصبح من المهم ان يعرف الناس كلهم الحقائق من ناحية المواقع العراقية الحساسة، ومدى اهمية ازالة هذه الامكانات من ناحية صدقية الامم المتحدة وضمان امن الدول الخليجية. وهكذا فان من واجبنا
تعريف الناس بما فعله صدام حسين، وبما اكتشفته فرق التفتيش، والاخطار المترتبة على السماح له بالاستمرار في ذلك. لن يكون هناك اي امل في هذه الحالة في نجاح اي معاهدة لازالة الاسلحة البيولوجية، وستتعرض معاهدة القضاء على الاسلحة الكيماوية لخطر كبير، لانه اذا تمكن صدام حسين من تحدي عمليات التفتيش التي وضعت خصيصاً له فان دولاً اخرى ستتنافس في المستقبل للحصول على هذه الاسلحة لردع الدول التي تملكها بالفعل. واعتقد ان هذه ستكون نتيجة فظيعة بالنسبة الى الدول المجاورة لصدام حسين الذي سبق له استخدام هذه الاسلحة بالفعل.
ذكرت يوم امس في مجلس العموم انكم تستطيعون تدمير القدرات العراقية في مجال اسلحة الدمار الشامل، ولكننا نعرف انه يمكن اعادة انتاج الكثير من هذه الاسلحة في فترة قصيرة للغاية. ويقول كثيرون ان الهدف ليس تدمير هذه الاسلحة بقدر ما هو القضاء على صدام حسين نفسه.
- لم أقل في مجلس العموم اننا سندمّر قدراته، بل قلت اننا سنضعف القدرات العسكرية التي يعتمد عليها نظامه، وبذلك تضعف قدرته على حشد هذه الاسلحة وتهديد الدول المجاورة بها. اننا نعرف الكثير عن العراق وقدراته والاسلوب الذي يعمل به الجهاز العسكري العراقي، وهكذا نستطيع استخدام هذه المعلومات لتنفيذ الهجوم بشكل يضمن احداث التأثير المطلوب على جهازه العسكري، وارجو مخلصاً الا يصاب الشعب العراقي بمكروه من جراء ذلك. لقد اكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لتوه في البرلمان مدى حرصنا على الشعب العراقي، واود انا ايضاً ان اؤكد اننا نحرص على هذا الشعب اكثر مما يحرص عليه صدام حسين. وكما ذكر وزير الخارجية روبن كوك يوم امس فان من دلائل حرصنا على الشعب العراقي مضاعفة حجم اتفاق النفط مقابل الغذاء وتحديد اهداف القصف بدقة للتقليل الى اقصى حد من الخسائر في صفوف المدنيين وسعينا الى وسائل لمساعدة الشعب وليس نظام الحكم. ان هذه الاشياء كلها مهمة للغاية بالنسبة الينا، وسنسعى في كل ما نفعله الى عدم الاضرار بالشعب او الاساءة له وتجنيبه المعاناة التي يتعرض لها في ظل نظام الحكم الديكتاتوري.
اذا كانت هذه الضربات العسكرية ستحدّ من القدرات العسكرية العراقية، فان من الضروري ان تكون قوية ومستمرة، فكم تتوقع ان تستمر هذه الضربات؟
- لا استطيع ولا أرغب في تحديد ذلك سلفاً واعتقد انه يجب علينا ألا نقدّم الى صدام اي معلومات عما ينتظره، باستثناء ان الضربة ستكون قوية وانها ستصيب اكثر مما يعتزّ به وهو قوته العسكرية والوسائل التي يمكنه استخدامها لتوجيه هذه الاسلحة الفظيعة الى الدول المجاورة، واننا سنفعل كل ما يتطلبه تنفيذ المهمة. ومع ذلك يستطيع صدام حسين تفادي ذلك. ان مصير العراق وقواته المسلحة وشعبه في يد صدام حسين، وهو يستطيع انهاء هذه المواجه تماماً كما بدأها.
قالت لي الليدي ثاتشر ان اي ضربة عسكرية ستكون موجهة الى القضاء على القواعد التي يستند اليها الرئيس العراقي، ويقول البعض ان تدمير قواعد سلطته او ضربه هو شخصياً يمكن ان يؤديا الى حرب اهلية في العراق. هل وضعت بريطانيا واميركا اي خطط طوارئ لما ستفعلان في حالة نشوب حرب اهلية في العراق؟
- يجب ان يكون مستقبل العراق في يد الشعب العراقي، وفي النهاية سيقدم هذا الشعب صدام حسين الى العدالة لكي يدفع ثمن كل ما سببه لهذا الشعب من شقاء منذ توليه الحكم. ان الشعب العراقي كان يعاني الحرب او العقوبات الدولية على مدى الثمانية عشر عاماً التي انقضت منذ توليه الحكم. هذا هو ما ادى اليه حكم صدام حسين، الى جانب معاملته المزرية لهذا الشعب. ونحن لا نرغب في تصدع العراق وانقسامه الى فئتين متحاربتين. ان العراق دولة عريقة وتتمتع بالعزّة وقد احترمنا سلامتها حتى مع كراهيتنا للديكتاتور الذي يحكمها ومحاولاتنا السيطرة علىه.
لسوء الحظ كان من الصعب على الشعب العراقي مقاومة ما يفعله او الاعتراض عليه.
- ولكن التاريخ يشهد ان اي ديكتاتور لم يستطع الوقوف طويلاً ضد ارادة شعبه، كما ان وحشية نظام حكمه تعني قلّة اصدقائه وكثرة اعدائه.
هل تعتقد ان أمن اسرائيل معرّض للخطر، ام ان امن الكويت هو المعرّض للخطر؟
- اعتقد ان أمن كل الدول المجاورة للعراق معرّض للخطر. ولا اعتقد ان اياً من هذه الدول يمكن ان يشعر بالامان مع احتفاظه بأسلحة الدمار الشامل او القدرة على انتاجها، وفي الماضي عانت اسرائيل والكويت وايران منه، كما انه يقف ضد المملكة العربية السعودية بعنف. وهذه الدول كلها معرّضة للخطر لان تجارب الماضي تثبت انه يستخدم السلاح الذي يملكه. وهذا هو السبب في ضرورة استمرار عمل فرق التفتيش حتى ينفذ بالكامل القرارات الدولية، ليس من اجل الامم المتحدة وحدها ومن اجل العالم الذي يعتمد على الشرق الاوسط، وانما ايضاً من اجل الدول المجاورة لصدام حسين في ذلك الجزء من العالم. لقد كانت منطقة الخليج من اولى المناطق التي زرتها بعد تولي منصب وزير الدفاع، اذ زرت عمان وقابلت السلطان قابوس والكويت وقابلت أمير البلاد، كما ان لي علاقة ودية وثيقة الى اقصى حدّ مع وزير الدفاع الكويتي وتربط اواصر الصداقة بيني وبين وزير الدفاع العماني. وخلال شهر واحد سأقوم ايضاً بزيارة الى المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة. وقبل ايام زار نائبي اللورد غيلبرت البحرين والكويت، كما زار وزراء الدولة للشؤون الخارجية كل الدول الخليجية، ووجهة النظر العربية تهمّنا الى اقصى حد، كما ان أمن الدول العربية المتحالفة معنا يأتي في قائمة اولوياتنا.
يسود شعور عميق بخيبة الامل العالم العربي لانكم تهددون من ناحية بضرب صدام حسين بسبب امتلاكه اسلحة دمار شامل ولا يبدو انكم ترغبون في عمل اي شيء حيال اسرائيل عدوة العرب التي تملك اسلحة نووية وبيولوجية وكيماوية وكل انواع اسلحة الدمار الشامل التي تخطر بالبال. ماذا يمكن ان تقول عن ذلك؟
- اوضحت الحكومة البريطانية ان الشرق الاوسط سيكون من بين اولوياتها خلال فترة رئاستها للاتحاد الاوروبي في النصف الاول من العام الحالي، واننا نهتم بتحقيق العدالة للفلسطينيين، وبتحقيق الامن لاسرائيل والدول المجاورة لها على المدى الطويل، ونشعر بخيبة الامل تجاه تصرفات الحكومة الاسرائيلية حتى الآن وعبرنا عن رأينا في ذلك بصراحة كاملة وسنبذل كل ما في وسعنا لاعادة عملية السلام الى مسارها. وهكذا فان سياستنا ليست ذات جانب واحد موجه ضد صدام حسين. ان روبن كوك والمسؤولين في الخارجية البريطانية يبذلون جهداً كبيراً لبدء عملية السلام مرة اخرى، وأستطيع ان أؤكد لكم ان ذلك من الأولويات المتقدمة للحكومة البريطانية.
الى أي مدى ستستمر فرق التفتيش الدولية في تنفيذ مهمتها، ومتى يمكن ان نتوقع انهاء العقوبات الاقتصادية التي تؤثر على الشعب العراقي؟
- يمكن رفع العقوبات قبل انتهاء فرق التفتيش الدولية من تنفيذ مهمتها. ولا بد ان يكون لدينا نظام للتفتيش على المدى البعيد للتأكد من انه لا يحاول انتاج هذه الاسلحة مرة اخرى. ويرجع السبب الاساسي في استمرار العقوبات الى ان هذه الفرق لم تتمكن من تنفيذ الجزء الاول من مهمتها، ولكن يمكن رفع العقوبات وانهاء ما يصاحبها من شقاء واستغلاله السيء لتلك العقوبات بمجرد سماحه لفرق التفتيش بالعودة وسماحه بدخولها تلك المواقع الحساسة التي لا بد انها تخفي شيئاً معيناً، وإلا لما أثار كل هذه الضجة حولها.
ذكرت صحف بريطانية انكم زودتم العراق ببعض المواد اللازمة لانتاج الآنثراكس وأسلحة كيماوية اخرى، وان التوريد استمر حتى العام 1994. أليس من المفارقات انكم تسعون الى تدمير المواد التي سبق لكم تزويده بها؟
- هناك مفارقات كثيرة في هذا الخصوص، ولكن حزب العمال لم يتول الحكم إلا في مايو أيار الماضي، وليست هناك أي اتهامات منذ ذلك التاريخ. وإنني اتحقق الآن من مدى صحة تلك الادعاءات والتفسيرات التي قدمت بشأنها. وليس هناك بالطبع اي حظر على توريد المواد الطبية الى العراق وكان من المفروض ان يستورد صدام المزيد منها لعلاج المرضى من ابناء شعبه. وليس هناك ايضاً اي حظر على المواد الغذائية، ولكن من المؤسف انه يمكن انتاج الكثير من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية باستخدام هذه المواد البريئة. ومع ذلك كان لا بد من عرض طلب الترخيص لتصدير أي سلع الى العراق من أي دولة اخرى على لجنة العقوبات الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة قبل صدور الترخيص اللازم. ومن المحتمل جداً ان بعض المواد صدرت كمواد طبية بريئة ثم استخدمت لاغراض اخرى. ومع ذلك لا بد من القول ان تقرير سكوت كشف عن تصدير المواد الخطأ الى العراق لفترة طويلة في الماضي. وأنا مصمم، كما ان الحكومة البريطانية الحالية مصممة على الاستفادة من دروس الماضي، بحيث لا نصدر مرة اخرى الى دكتاتور الوسائل الكفيلة بالحاق الضرر بشعبه والدول المجاورة.
هل صحيح انه ليس هناك اجماع في صفوف الاتحاد الاوروبي على الضربة العسكرية، وان الموقف البريطاني تعرض لبعض النقد من جانب الدول الاخرى الأعضاء في الاتحاد؟
- عبر بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي عن اعتقاده بأن التهديد المبكر بالعمل العسكري ليس فكرة طيبة. وفرنسا واحدة من هذه الدول. ولكنني حضرت قبل اسبوعين اجتماعاً مع المستشار كول أعلن فيه ان المانيا ستقدم دعمها السياسي الكامل وستسمح باستخدام القواعد الموجودة في اراضيها للضربة العسكرية. وأعلنت بلجيكا اليوم انها سترسل فرقاطة الى مياه الخليج، كما ان هولندا عرضت مساعدتها. وتعرض اسبانيا والبرتغال ايضاً تقديم المساعدة. واعتقد ان عدداً من الدول الاخرى اتخذ موقفاً سياسياً مشابهاً لموقفنا من دون المشاركة العسكرية بالضرورة. ان اوروبا لم تتوصل الى اجماع فوري ولكن التحالف ينمو يوماً بعد يوم، تماماً كما حدث في العام 1990، مع ازدياد الوعي بمدى جسامة التهديد الذي يمثله صدام حسين بالنسبة الى الدول المجاورة اذا تمكن من الاستمرار في تحديه الحالي للأمم المتحدة وللقانون الدولي. واعتقد ان الكل يرغب، سراً أو علناً، في تأكيد سلطة الامم المتحدة.
ما هو تقديرك لفرص الحل السلمي للأزمة؟
- اذا وافق صدام حسين على الالتزام بما تم الاتفاق عليه بالفعل، وليست هناك اي ضرورة للخلاف اذا لم يكن لديه ما يخفيه. وهذا هو سبيل الحل السلمي، وليس هناك حد زمني محدد، ولكن الوقت ينفد بسرعة، لأنه كلما طال منع المفتشين من اداء مهمتهم ومن دخول تلك المواقع، ستزداد فرص انتاج تلك الاسلحة وقدرته على توجيهها الى الدول المجاورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.