"موسم الحرائق" في لبنان "الاخضر الحلو" هذا العام كان عارماً وكبيراً و"جنى" أكثر من نصف ما تبقى من المساحات الخضر التي قدّرت العام الماضي ب5 في المئة واصبحت اليوم، بعد اربعة ايام من امتداد ألسنة اللهب، 2 في المئة، وربما لن يبقى منها سوى واحد في المئة أو لا شيء. وعدد الحرائق بلغ في اليومين الاخيرين 185 أتت على أكثر من مليوني متر مربع، أخمد بعضها ولا يزال بعضها الآخر مشتعلاً، على امتداد الوطن شمالاً وجنوباً وجبلاً، ولم تدع حرجاً أو مساحة الا حوّلته رماداً أسود وغباراً تطاير وغشّى السيارات والاحياء السكنية في معظم المناطق وصولاً الى بيروت وضواحيها. والحرائق هذه الايام تندلع لاسباب عدة أهمها هطول المطر في تشرين الاول اكتوبر على اوراق الشجر المتساقطة والاعشاب اليابسة، وقد تلته موجة من الحر 33 درجة فتخمّر وأصدر غاز "ميثان" القابلة للاحتراق، اضافة الى اهمال المواطنين الذين يرمون الزجاجات الفارغة أو أعقاب السجائر في كل مكان، ما يؤدي الى اشتعال أحراج كثيرة وبعيدة، كما هو حاصل اليوم، فلا تتمكّن فرق الاطفاء من الوصول اليها. وهذا ما يجعل شراء طائرة للاطفاء حاجة ماسة وضرورية. وتردد العام الماضي ان طائرة "كانادير" جاءت الى لبنان وأجرت عروضاً اضافة الى ان رئيس الحكومة رفيق الحريري اطلع اثناء زيارته لكندا على نموذج منها. لكنها بقيت في كندا وبقي لبنان يحترق. وتوزّعت الحرائق امس على النحو الآتي: بعقلين وعاريا وبيصور ورشميا والشبانية والشويفات وعين تريز وعرمون وضهر الوحش وبحمدون المحطة وحمانا وضهر البيدر وبرمانا وعيون برمانا والزعرورية وعين دارة ومزرعة يشوع وبتاتر والخريبة ونهر الموت والعدلية وجونية وحارة صخر والكفور، واندلعت حرائق في زبقين وياطر وفي محيط بلدتي ركيه وعزة أتت على عشرات الدونمات من كروم الزيتون وبلغت اطراف الاحياء السكنية اضافة الى بلدات النميرية والشرقية وكوثرية السياد وعنقون ورومين وفرون والغندورية وجبشيت ووادي الحجير والمنصوري وغيرها. وأفادت مصادر الدفاع المدني وفوج الاطفاء انهما يعملان على اخماد الحرائق بالتعاون مع عناصر من الجيش اللبناني وفوج اطفاء دمشق الذي أدخل 9 سيارات بقيادة العقيد عبدالدائم خلف وباشرت مهامها في بعض مناطق المتن والساحل. واعتبر ممثل وزير البيئة نبيل ابو غانم "ان الحرائق الكبيرة التي اجتاحت لبنان تشكل كارثة طبيعية وهي من اكبر الحرائق التي شهدها في تاريخه المعاصر". واضاف في احتفال "يوم البيئة العربي" ان الحرائق ناتجة عن اهمال الاراضي الزراعية، معتبراً ان "المعالجة تتطلب جهود الجميع من وزارات البيئة والداخلية والزراعة والدفاع". وقال "الكل يطالب بطائرة لاخماد الحرائق"