حدد رئيس حكومة صرب البوسنة الجديد ميلوراد دوديك برنامج حكومته كالآتي: العمل على تطبيق جميع بنود اتفاق دايتون للسلام ومراعاة حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم وتحقيق استقرار كيان صرب البوسنة. وبطبيعة الحال، ابدى المتشددون معارضة شديدة لهذا البرنامج. وأوضح دوديك في أول تصريح له باعتباره رئيساً لحكومة صرب البوسنة امس الأحد، انه "سيتعاون محلياً ودولياً لتنفيذ التزامات الجمهورية الصربية تجاه اتفاق دايتون للسلام في البوسنة - الهرسك وبما فيه حق اللاجئين والنازحين المسلمين والكروات بالعودة الى مناطقهم في الجمهورية". وشدد على ان الاوضاع في الكيان الصربي متدهورة وانه سيركز اهتمامه على "تحصيل القروض الدولية لتصحيح الوضع الاقتصادي واعادة بناء الجمهورية الصربية اضافة الى القضاء على الجريمة المستفحلة في انحاء الجمهورية". وأشار الى انه سيعمل على نقل عاصمة الجمهورية الصربية من بلدة بالي التي تخضع لهيمنة المتشددين من اتباع زعيم صرب البوسنة السابق المتهم بارتكاب جرائم حرب رادوفان كاراجيتش الى بانيالوكا التي هي اكبر مدينة لصرب البوسنة والتي ولد فيها دوديك عام 1959. ويتزعم دوديك الحزب الاشتراكي الديموقراطي. ورشحته رئيسة صرب البوسنة بيليانا بلافيتش لرئاسة الحكومة بعد ان اخفق مرشحها السابق ملادك ايفانتش في الحصول على تأييد البرلمان. وحصلت حكومة دوديك امس على الثقة بعد مناقشات صاخبة استمرت 11 ساعة. وأيدها 42 نائباً من اصل 83 يتكون منهم برلمان صرب البوسنة وغادر النواب المتشددون وعددهم 41، القاعة اثناء التصويت. ووقف الى جانب رئيس حكومة صرب البوسنة الجديد النواب الاشتراكيون الذين ينتهجون سياسة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش اضافة الى مؤيدي الرئيسة بلافيتش ونائبي الاشتراكي الديموقراطي وممثلي المسلمين. ويعتبر دوديك من المعتدلين ذوي التوجهات الاوروبية ويتمتع بتأييد المسؤولين الدوليين في البوسنة وعرف بمواقفه المناهضة لاسلوب الحزب الديموقراطي الصربي في الحكم وتتكون حكومته من 20 وزيراً تتصف غالبيتهم بالخبرة والاعتدال. وحضر اجتماع برلمان صرب البوسنة كل من الرئيسة بلافيتش والعضو الصربي في هيئة الرئاسة البوسنية مومتشيلو كرايشنيك والمنسق المدني لعملية السلام كارلوس ويستندورب. ورأى مراقبون ان حكومة دوديك "هشة" اذ انها فازت بغالبية نائب واحد فقط في الوقت الذي تتناقض مواقف الاطراف التي ايدتها ويمكن ان تسقط في اي وقت يتمكن المتشددون مثلا من اقناع احد النواب الاشتراكيين التسعة القريبين منهم فكرياً بتغيير موقفه.وساد اعتقاد ان هذه الحكومة تتسم بصفة الوقتية الانتقالية باعتبارها حلا آنياً لمشكلة المهلة القصوى التي اعطاها المنسق المدني ويستندورب لتشكيل حكومة جديدة.