السيد المحرر، تحية طيبة وبعد، نشرت جريدتكم في عددها المؤرخ بتاريخ 21 كانون الأول 1997، حواراً مع التشكيلي السوري عبدالإله فرهود أجراه نجيب نصير. ووردت في عنوان ومقدمة الحوار معلومة تؤكد ان الفنان فرهود هو "مهندس المناظر" المتخصص الوحيد في سورية. وفي هذه المعلومة - التي يبدو ان فرهود أوحى بها لنصير - الكثير من العسف والمغالطة، فإذا كان المقصود بتعبير "مهندس المناظر" ما يسمى بالمدير الفني art director في السينما الاميركية أو المصمم الفني في السينما الروسية - وهذا ما يتضح في سياق الحوار - فإن في سورية عدداً كبيراً من "مهندسي المناظر" الذين أثبتوا وجوداً إبداعياً حقيقياً وأنجزوا التصميم الفني أي "هندسة المناظر" لمجموعة من أهم اعمال السينما والمسرح والتلفزيون. وعلى رغم ان أغلبهم جاء من مجالات اخرى في الفن التشكيلي الديكور - النحت - الرسم... الخ إلا أنهم استطاعوا ان يكتسبوا صفة التخصص في معناها الابداعي الحقيقي كما في بعدها المهني الضيق، وذلك عبر شغلهم على أهم الافلام والمسلسلات والمسرحيات السورية المنجزة منذ السبعينات أفلام ملص والمالح وأسامة محمد على سبيل المثال، ومن أبرزهم الفنانون الكبار حسان أبو عياش، لبيب رسلان، رضا حسحس وغيرهم... أما اذا كان لا بد من مجاراة "فوبيا الشهادات" رغم نسبتها الشديدة في هذا المجال، فأود أن أشير الى ان هناك الكثيرين ممن يحملون شهادات أكاديمية - في هذا التخصص بالذات - من معاهد أوروبية معروفة، وقد عمل هؤلاء في مجالات السينما والمسرح والتلفزيون منذ زمن بعيد وذلك قبل الفنان فرهود أو بالتوازي معه، ولبعضهم انجازات ابداعية حقيقية في هذا المجال، أذكر منهم: الراحل تاج الدين تاجي، نعمان جود، موفق قات، محمود الساحر، حيدر اليازجي، وغيرهم ممن أتموّا دراسات متخصصة في فروع التصميم الفني في معاهد السينما والمسرح الأوروبية.