تشهد دراما رمضان هذا العام عرض عدد من المسلسلات التي تم تصويرها خارج الوطن العربي، إذ وقع الاختيار على قارة أوروبا في أعمال عدة، وحازت روسيا نصيب الأسد من تلك المسلسلات. واختار القائمون على مسلسل «اختفاء»، وهو من نوعية المسلسلات المليئة بالأحداث والتشويق، العاصمة الروسية موسكو لتصوير العديد من المشاهد. والعمل من بطولة نيللي كريم التي تجسد دور دكتورة جامعية في روسيا تبحث عن زوجها حينما تقرر العودة إلى مصر، وأثناء الرحلة تتعرض لعدد من الأزمات، إذ تحاول أن تحل لغز اختفائه وتبحث عن المسؤولين وراء ذلك. ويشارك في البطولة كريم هشام سليم ومحمد ممدوح وبسمة وهو من تأليف أحمد مدحت وإخراج كريم مدحت وإنتاج العدل غروب. مسلسل آخر صوّر في روسيا وهو مسلسل «فوق السحاب» (بطولة هاني سلامة) الذي تدور قصته في إطار من التشويق والأكشن حول شاب مصري نشأ في حارة شعبية وتدفعه ظروف حياته الصعبة للسفر إلى روسيا للبحث عن عمل، وهناك يتعرف الى طالب خليجي في موسكو، وينضمان إلى المافيا. وسرعان ما يتعرض لمطاردات من قبل الشرطة السرية الروسية. ويشارك في العمل الفنانة عفاف شعيب والفنانة اللبنانية ستيفاني صليبا والفنان الكويتي فهد باسم في تجربته الاولى في الدراما المصرية حيث يلعب دور صديق هاني سلامة. ولم يكتف القائمون على العمل بالتصوير في روسيا فقط، بل تم تصوير مشاهد أخرى في 3 دول أوروبية منها المجر والسويد وهولندا. ومن موسكو إلى عاصمة النور، مع مسلسل «أبو عمر المصري» (بطولة أحمد عز)، إذ اختار القائمون عليه العاصمة الفرنسية باريس لتصوير بعض مجرياته، إذ تدور أحداثه حول محام مصري مثالي، أراد أن يحرك المياه الراكدة في المجتمع المصري عبر تأسيسه هو ومجموعة من أصدقائه المحامين الجدد تنظيماً سلمياً يسعى لإيجاد حلول لمشاكل المواطنين البسطاء بعيداً من مافيا المحاماة وأسعارهم المبالغ فيها، إلا أن هذا التنظيم سرعان ما يثير غضب أحد الأجهزة الأمنية التي لم تجد وسيلة قانونية لوقف نشاط هؤلاء الشباب الحالمين بمجتمع مثالي فيلجأ الجهاز إلى وسائل أخرى خارج إطار القانون من خلال تصفية أعضاء هذا التنظيم. وينجو «فخر الدين» الذي يلعب شخصيته عز من محاولة اغتياله فيهرب إلى فرنسا لينتحل شخصية «عيسى ابن خالته» الذي كان يتأهب للسفر لدراسة القانون. ويشارك عز بطولة المسلسل كل من دينا الشربيني وأروى جودة ومنذر ريحانة وصبري فواز. وإلى جانب فرنسا سافر طاقم المسلسل إلى رومانيا لتصوير عدد من المشاهد هناك. مسلسل آخر صور في أوروبا تمهيداً لعرضه في رمضان المقبل وهو «كلام كبار»، وتحديداً في المجر وهو موجه للأطفال ويلعب فيه دور البطولة إيهاب فهمي، إذ يجسد دور عالم كمياء تمكن من اختراع شيء معين يحاول تطبيقه في مصر، ويتعرض للسرقة من قبل جهاز مخابرات أجنبي. وقال مخرج مسلسل «أبو عمر المصري» أحمد خالد موسى ل «الحياة» إن السبب وراء اختيار أوروبا لتصوير عدد من مشاهد العمل وبخاصة دولة رومانيا، هو خدمة قصة المسلسل، بمعنى أن ثمة ضرورة درامية لذلك، ولا سيما أن العمل يقوم على «الأكشن»، ويحتاج إلى طبيعة أوروبية من أجل إقناع المشاهد. وأضاف موسى أن «هناك لقطات في المسلسل تحتاج إلى طبيعة معينة من أجل إخراج المشهد على أكمل وجه»، رافضاً الكشف عن الأحداث التي تستلزم الطبيعة الأوروبية في المسلسل. وقال الناقد الفني طارق الشناوي أن قرار القائمين على الدراما (الجهة المنتجة) السفر إلى الخارج جريء، لكونه سيضاعف من التكاليف المحددة لإنتاج العمل الفني، بخاصة عقب القرارات الاقتصادية المتعلقة بالعملة المصرية المحلية المتمثلة في تعويم الجنيه. وأوضح الشناوى ل «الحياة» أن تصوير المشاهد الخاصة ببعض المسلسلات في أوروبا يحتاج إلى عملة صعبة وبينها الدولار واليورو والاسترليني، ما يعني ارتفاع تكاليف المسلسل، ومن ثم تحسب هذه القرارات لمصلحة المنتجين الذين احترموا الضرورة الدرامية لإخراج العمل الفني. وأشار إلى أن كثيراً من المنتجين يعولون على إعادة ما أنفقوه عبر توزيع هذه الأعمال الدرامية التي تجذب المشاهد، الذي يبقى المستفيد لكونه سيستمع بما سيعرض من هذه المشاهد المصورة في أوروبا، التي ستعطي حياة واقعية للعمل الفني، بخلاف المسلسلات التي يقوم فيها المخرج بتصوير مشاهد داخلية ويكتفي بالإشارة إلى أنها في دول أوروبية، حرصاً على عدم الإنفاق. ورأى أن حرص المنتجين على تصوير المشاهد في أوروبا إيجابي في وقت تتراجع فيه موازنات الأعمال الدرامية.