ينشد المنتخب السعودي تحقيق انتصاره الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014، عندما يستضيف نظيره الأسترالي مساء اليوم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة، التي تتصدر أستراليا فرقها بعد أن تغلبت في الجولة السابقة على تايلاند بهدفين في مقابل هدف، فيما تتقاسم السعودية وعمان المركز الثاني بعد تعادلهما سلباً في المباراة الافتتاحية. الأخضر أمام مهمة ليست بالسهلة في ظل قوة، وتمرس الخصم في المباريات الكبيرة، إلا أن الفوز سيكون المطلب الأول للمنتخب السعودي، كون أية نتيجة أخرى تدخله حسابات تعتمد على نتائج الفرق الأخرى، وحاول المدرب الهولندي فرانك ريكارد تصحيح أخطاء المباراة السابقة، من خلال المعسكر الذي أقيم في الدمام، وحرص على سرية الحصص التدريبية، عندما أغلق التدريبات في اليومين الأخيرين، بغية إبعاد اللاعبين عن الضغوط وإحاطة أوراقه الفنية بالسرية التامة، ويدرك تماماً أن المنتخب الأسترالي يختلف تماماً عن الخصم في المباراة الماضية من كل النواحي، ما يجعله يسعى جاهداً إلى تغيير الشكل الفني لفريقه. الخطوط الخضراء لم تقدم المستوى المنتظر في مواجهة عمان، والجماهير السعودية تتطلع إلى مشاهدة فريقها بصورة أفضل تؤكد عزمه التأهل إلى المونديال من جديد، خصوصاً أن المدرب تحت يده قائمة جيدة متى ما أحسن اختيار التشكيل المناسب وتعامل كما يجب مع مجريات اللعب، ولن يبالغ المدرب الهولندي ريكارد في الشق الهجومي، كونه يدرك قوة مهاجمي أستراليا، وقدرتهم على الوصول إلى المرمى من أقصر الطرق، لذا سيعمل على إيجاد التوازن بين الخطوط، مع الاعتماد على تنويع الهجمات عن طريق ظهيري الجنب حسن معاذ وعبدالله الزوري تارة ومن العمق تارة أخرى، ويفتقد المنتخب السعودي الهداف الحقيقي، إذ يفشل ياسر القحطاني وناصر الشمراني في تشكيل الخطورة الحقيقية على مرمى الخصم. وعلى الطرف الآخر، يتطلع المنتخب الأسترالي إلى العودة بأفضل النتائج والمحافظة على الصدارة، وهو منتخب كبير ولا يقبل بالخسارة تحت أي ظرف، وبات من أقوى المنتخبات الآسيوية، ويضم بين صفوفه أسماء كبيرة جداً، في مقدمهم لاعب إيفرتون الانكليزي تيم كاهل والمدافع الشهير ساسا لاعب سيونغنام الكوري الجنوبي، إضافة الى هولمان لاعب الكمار الهولندي وكينيدي لاعب ناغويا الياباني وغيرهم من اللاعبين القادرين على ترجيح كفة الكنغر الاسترالي في اعتى المواجهات. المدرب الألماني هولغر أوسيك مدرب ذكي ويجيد التعامل مع كل مباراة على حدة، وعلى رغم تواضع أداء فريقه في المباراة السابقة أمام تايلاند، إلا أنه رفع راية التحدي باكراً، وأكد أنه يعرف نقاط ضعف المنتخب السعودي، وأن هدفه الفوز ولا شيء غيره، ويعتمد أوسيك على البنية الجسمانية للاعبيه في غالب مخططاته الهجومية، من خلال التركيز على الكرات العرضية والتسديد من مسافات بعيدة التي تشكل بالغ الخطورة على مرمى الخصوم. المباراة مفترق طرق للفريقين، ما يجعل الصراع على أشده بين المدربين للظفر بأفضل النتائج التي تمنحهما فرصة مواصلة المشوار نحو مونديال البرازيل بكل ثبات، والمنتخب السعودي يتحصن بالأرض والجمهور، والأسترالي يستند على نشوة السنوات الأخيرة التي تأهل خلالها إلى المونديال الأخير في جنوب أفريقيا، وبلغ نهائي أمم آسيا في النسخة الأخيرة في قطر.