قتل أربعة أشخاص على الأقل، في هجومين متفرقين نفذتهما عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في بلدات بمنطقة القبائل، وتعرف ولايات شرق العاصمة الجزائرية حالة تصعيد أمني غير مسبوق، ويعطي عناصر «القاعدة» انطباعاً أنهم أمام أسلوب حرب عصابات يستهدف وحدات متنقلة للأمن والجيش. وقتل ثلاثة مدنيين وجرح اثنان في هجوم جديد في ساعة متأخرة من ليلة أول امس، في بلدة الفير الواقعة بدائرة معاتقة بولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، والقتلى هم شاب مغترب قدم الى الجزائر لقضاء شهر رمضان وشقيقه ووالد زوجته. ووقع الاشتباك بين مسلحين والضحايا لما حاول عناصر من «القاعدة» خطف الشاب المغترب، ويعتمد التنظيم في المنطقة كثيراً على أسلوب الخطف لطلب فديات مالية، وقد حاول سكان البلدة إنقاذ الرهينة، فوقع اشتباك بالأسلحة أودى بحياة شقيق الشاب ووالد زوجته. ويعتبر هذا الهجوم الخامس في اقل من أسبوع بولاية تيزي وزو، منذ الهجوم الانتحاري ضد مركز للشرطة في وسط المدينة، ثم مكمن استهدف رئيس أمن دائرة بني دوالة، واشتباك مع قوات الأمن، وتفجير قنبلة استهدفت ضابطاً في الجيش، ومحاولة خطف ليلة الخميس. كما قتل مساء الخميس رئيس فرقة الحرس البلدي بزموري شرق بومرداس، قبل دقائق من أذان المغرب على يد مجموعة مسلحة بالقرب من مسكنه، وأطلق ثلاثة مسلحين النار في صدر الضحية الذي يسكن قرية زعاتري الواقعة على بعد 6 كلم من زموري، وتبدو العملية كأنها عملية اغتيال استهدفته مباشرة. وقد سجلت الحصيلة الأمنية، في النصف الاول من شهر رمضان، استمرار الهدوء الأمني وتراجع دائرة العنف في البلاد، لكنها عادت بسرعة لتشهد تصعيداً غير مسبوق في منطقة القبائل، مقابل تحركات، ولو أن بعضها لا يتصل جغرافياً بالجزائر، لجماعات مسلحة في الساحل الصحراوي. وتشهد الجبهة الأمنية عمليات تمشيط ومتابعات لشبكات الإسناد، في حين توارى عناصر التنظيم عن المواجهة بعد محاولات القيام بعمليات انتحارية قبل رمضان وصفت بالفاشلة، ثم عادوا للظهور في الأيام الخمسة الأخيرة. ففي الشريط الأمني للأسبوع الأول من رمضان، تتنوع التقارير بين قتل مسلحين وتوقيفهم، أو تسليمهم أنفسهم، وتنفيذ عمليات تمشيط، وتفكيك شبكات إسناد وتفكيك قنابل وتدمير مخابئ. ودائما تبقى منطقة الوسط (الثانية في هيكل «القاعدة») الأكثر نشاطاً أمنياً بحكم تموضع الصفوف المقاتلة لتنظيم «القاعدة» عبرها، حيث كشفت عمليات التمشيط أن تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» كان يحضر نفسه لعميات استعراضية، قياساً بنوع الذخيرة والأسلحة المستعادة، وبينها أحزمة ناسفة ومواد تستعمل في حشو مركبات مجهزة للتفجير. لكن الأسبوع الأخير شهد عمليات انتحارية وعمليات اغتيال وكمائن ضد افراد الجيش والشرطة، ومحاولة خطف، واستدعى الأمر تنقل قائد الشرطة اللواء هامل عبد الغني إلى الولاية في منطقة القبائل وطلب لقاءات أخرى لتغيير المخطط الأمني بما يشبه ما كان معتمداً قبل رفع حالة الطوارئ.