كشفت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عن بقايا إنسان قبل حوالى 85 ألف سنة عثر عليها فريق متخصص في المسوحات الجيولوجية شرق مدينة تيماء، ويجسد إرثاً علمياً وتاريخياً وحضارياً. وقالت الهيئة المهندس حسين مانع العتيبي في تصريح له بهذه المناسبة، إن الاكتشاف سيجلب اهتمام الكثير من علماء الجيولوجيا والأحافير والآثار للقيام بدراسات علمية مختلفة معمقة في المجال الجيولوجي، خصوصاً أنه يعتبر أول عينة مباشرة لبقايا الإنسان القديم في شمال غرب المملكة . وبين العتيبي أن هذه الأحفورة المكتشفة عبارة عن عظمة عقلة من الإصبع الأوسط يتجاوز طولها ال 32 مليمتراً وقطرها لا يتجاوز 9 مليمترات، وحفظت بشكل جيد في رسوبيات بحيرات قديمة من عصر «الهولوسين» وسط الكثبان الرملية في صحراء النفوذ، وتعرف المنطقة التي تم العثور على الأحفورة فيها بحيرة الوسطى القديمة التي تبعد 140 كيلومتراً شرق محافظة تيماء في منطقة تبوك، شمال غرب المملكة. وأشار إلى أن الأحفورة تمثل أول دليل ملموس لوجود الإنسان القديم واستيطانه في المملكة قبل حوالى 85 ألف سنة، وتعتبر أقدم أحفورة خارج نطاق أفريقيا وفلسطين، مشيداً بمشاركة هيئة المساحة الجيولوجية في هذا الإنجاز ممثلة في قسمي الأحافير والصخور الرسوبية في مشروع الاستكشاف العام للأحافير الفقارية في المملكة وبالتعاون مع مشروع الجزيرة العربية الخضراء والذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وبمشاركة بعض الشركاء الأوربيين والعالميين في معهد «ماكس بلانك» لعلم تاريخ البشر الموجود في جينا بالمانيا. وأبرزت مجلة Nature Ecology & Evolution's العالمية اكتشاف الأحفورة، والذي سبق أن أعلن عنه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان في محاضرته التي ألقاها في الأكاديمية الفرنسية للنقوش والآداب بباريس في حزيران (يونيو) 2016. وقالت هيئة السياحة والتراث الوطني في تغريدة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن كشف الأحفورة البشرية وجد «أصداء واسعة في المراكز البحثية العالمية».