طالبت موسكولندن بسحب أكثر من 50 ديبلوماسياً من سفارتها، فيما أعلنت بريطانيا انها تدرس طلباً من روسيا لزيارة مواطنتها يوليا، التي سُمِمت مع والدها العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال في إنكلترا الشهر الماضي. ونشب خلاف آخر بين الجانبين، اذ شجبت موسكو تفتيش طائرة ركاب روسية في مطار هيثرو، وهددت بمعاملة شركات الطيران البريطانية بالمثل. لكن لندن اعتبرت الأمر «روتينياً». وكانت موسكو طردت حوالى 150 ديبلوماسياً، بينهم 60 أميركياً، من 23 دولة كانت اتخذت تدابير مشابهة في حق ديبلوماسيين روس تضامناً مع لندن بعد تسميم سكريبال وابنته. واتهمت الخارجية الروسية أجهزة الاستخبارات الأميركية بمحاولة تجنيد الديبلوماسيين الروس المطرودين. وأمام الديبلوماسيين الروس مهلة تنتهي اليوم لمغادرة الولاياتالمتحدة. لكن واشنطن أشارت إلى إمكان إبدال الموظفين المطرودين، إذ قال مسؤول في الخارجية الأميركية ان بلاده «طردت 48 موظف استخبارات روسياً، لكنها لا تشترط على البعثة الروسية خفض العدد الإجمالي لموظفيها». وزاد: «تبقى الحكومة الروسية حرة في تقديم أوراق اعتماد للمناصب الشاغرة في بعثتها، وسيُدرس كل طلب على حدة». وكانت الخارجية الروسية استدعت السفير البريطاني لوري بريستو الجمعة، وأمهلت لندن شهراً لخفض عدد ديبلوماسيّيها في روسيا، ليتساوى مع عدد الديبلوماسيين الروس في بريطانيا. وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس أن على بريطانيا سحب «أكثر قليلاً من 50» ديبلوماسياً، في إطار «المساواة» في عدد أعضاء البعثات الديبلوماسية. إلى ذلك، قالت ناطقة باسم الخارجية البريطانية ان لندن تدرس طلباً روسياً ل»السماح بزيارة قنصلية» ليوليا سكريبال، في إطار «التزاماتنا وفق القانون الدولي والداخلي، بما في ذلك حقوق يوليا ورغباتها». وذكرت السفارة الروسية في لندن أنها تواصلت مع فيكتوريا سكريبال، ابنة عم يوليا، مشيرة الى أنها «ترغب في الذهاب إلى لندن لزيارتها، بعد تلقي تأكيد بتحسّن وضعها وبأنها باتت قادرة على التواصل». وبثّت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أن يوليا «واعية وتتكلّم»، علماً أن والدها لا يزال في وضع حرج، ولكن مستقرّ. إلى ذلك، بررت لندن تفتيش طائرة ركاب تابعة لشركة «آروفلوت» الروسية آتية من موسكو، في مطار هيثرو، إذ قال وزير الأمن البريطاني بين والاس: «تفتيش الطائرات من قوات الحدود إجراء روتيني لحماية بريطانيا من الجريمة المنظمة ومَن يحاولون إدخال مواد ضارة، مثل المخدرات أو الأسلحة النارية. وبمجرد إجراء هذا التفتيش، سُمح للطائرة بالإقلاع واستكمال رحلتها». لكن السفارة الروسية في لندن تحدثت عن «استفزاز صارخ آخر»، واعتبرت أن الأمر «مرتبط، في شكل أو في آخر، بالسياسة العدائية التي تمارسها الحكومة البريطانية في حق روسيا». وأضافت أن السلطات البريطانية حاولت تفتيش الطائرة في غياب طاقمها، لكنها سمحت لقائدها في النهاية بحضور التفتيش. وأعلن قائد الطائرة أن حوالى 6 رجال أمن بريطانيين، يرتدون ملابس مدنية ومعهم كلاب بوليسية، بحثوا عن مواد محظورة في الطائرة، فيما لوّحت موسكو ب»اتخاذ إجراء مشابه ضد شركات الطيران البريطانية».