يدرس مجلس الشورى حالياً، نظاماً للرقابة على الألعاب الإلكترونية، يهدف إلى الحد من المخاطر والآثار السلبية للألعاب الإلكترونية على الأطفال، وذلك بالرقابة المسبقة على محتوى الألعاب، وتزويد الآباء وأولياء الأمور والمربين والمستهلكين بالحد الأدنى للمرحلة العمرية المناسبة لممارسة كل لعبة، لعدم مخالفة المحتوى الإعلامي ثوابتَ المجتمع وقيمه. بالتزامن؛ بدأت هيئة الإعلام المرئي والمسموع في شهر شباط (فبراير) الماضي، تطبيق مشروع تصنيف الألعاب الترفيهية، والمحتوى المناسب لكل فئة عمرية واقتراح فئات عمرية مناسبة لجميع شرائح المجتمع، وسيشمل مبدئياً مدينة الرياض، فيما يطبق في باقي مدن المملكة خلال الفترة المقبلة. وعقدت الهيئة ورشة عمل مع ممثلي شركات الألعاب الترفيهية ومديري الصالات الترفيهية في المملكة، ناقشت الآلية المقترحة للخطة التنفيذية لإطلاق المشروع من خلال تصنيف عمري موحد للألعاب الترفيه في المجمعات التجارية. وقال رئيس «الإعلام المرئي والمسموع» رضا الحيدر، إن مشروع تصنيف الألعاب الترفيهية يهدف إلى صوغ محتوى الألعاب الإلكترونية الترفيهية والموجودة في صالات الألعاب الترفيهية بشكل متناسب للفئة العمرية المحددة لكل فئة. وأكد حرص الهيئة على أن يكون المحتوى «لا يخالف تعاليم الدين، وكذلك العادات وتقاليد المجتمع السعودي ما يوفر للأسر بيئة ترفيهية مناسبة لأولادهم، وأن من أهم دعائم نجاح هذا المشروع تعاون الأسر في التقيد بالتصنيفات العمرية المحددة لكل لعبة». ولقيت الخطوة دعماً من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي، الذين رأوا أن انتشار الألعاب الإلكترونية من دون ضابط نظامي يساعد في تسرّب الكثير من المنتجات المخالفة، وكثيراً ما تحمل مفاهيم وعبارات وسلوكيات وصور لا تناسب مجتمعنا، إضافة إلى الأضرار الصحية والبدنية التي تنتج عن حالات من الإدمان التي يجد المعلمون آثارها على الطلاب ومعاناتهم مع السهر والتشتت والإرهاق . وبدأت كثير من المدارس السعودية خلال الفصل الدراسي الحالي، استثمار ساعات النشاط الأسبوعية لتقديم جلسات توعية بتوجيه استخدام وممارسة الألعاب الإلكترونية باعتدال وانضباط، والحد من انتشار بعض مظاهرها الخاطئة .ويعتبر البعض الألعاب «إحدى وسائل الغزو الفكري وتكوين اتجاهات اجتماعية مضرة أو اختلالات نفسية مؤذية من جهات عدائية للمجتمعات». وحذرت إدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية من استغلال التنظيمات الإرهابية الألعاب الرقمية «لتتمكن من تجنيد الأطفال وزرع الأفكار الإرهابية». وأشارت إلى سعي تنظيم «داعش» الإرهابي لاستغلال هذه الوسيلة لتحقيق أهداف عدة، في محاولته الوصول إلى فئة الشباب وصغار السن لتجنيدهم، ودفعهم إلى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية، ليطبقوا على أرض الواقع ما مارسوه في العوالم الافتراضية. واقترح أعضاء في مجلس الشورى إضافة مادة للنظام تنص على «إيجاد جهاز حكومي أو وضع برنامج تحت مظلة أي من وزارتي التعليم والتجارة يراقب انتشار الألعاب الإلكترونية، ويبين في تقارير تنشر دورياً، وتوجه إلى الشباب والوالدين الآثار المتوقعة لأي لعبة إلكترونية ينتشر استخدامها على الجوانب الفكرية والنفسية والسلوكية». وقال الدكتور جميل القدسي: «لا أنصح بهذه الألعاب، فإضافة إلى تأثير الأشعة المنبعثة من الشاشات والتي تحمل ضرراً تم إثباته؛ أرى وجود صور وخلفيات مخيفة في هذه الألعاب، تعمل على برمجة عقول أطفالنا بشكل سلبي على المستويات كافة، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يجلسون أمام التلفزيون لفترات طويلة أو يلعبون هذه الألعاب هم أقل تركيزاً وقدرة على التعلم وقدرة على الإنجاز من أقرانهم الذين لا يفعلون ذلك، ولذلك فأنا أنصح الأطفال دائما باللعب باستخدام الطرق القديمة، مثل الرياضة التي تبني الجسم والعقل وكذلك الألعاب التي يبتكرونها بوسائلهم البسيطة التي تطور قدرات الطفل العقلية على الإبداع».