أوضح الاختصاصي الإكلينيكي وليد الزهراني ل«الحياة» أن ترسبات نفسية يعاني منها الشخص بسبب العنف اللفظي في مرحلة الطفولة، تتسبب في إصابة بعض السعوديين بمرض نفسي يدعى «توهم الشكل». وقال: «للأسف، ينتشر بين شريحة كبيرة من الأشخاص مرض نفسي يدعى توهم الشكل، وهو ما يدفع المصاب به إلى الاتجاه إلى جراحات التجميل، لعدم الرضا عن الشكل الطبيعي». وأضاف: «على رغم أن كثيراً من الأشخاص شكلهم طبيعي، ولا يعانون من أية إصابات تجبرهم للخضوع إلى جراحة التجميل، إلا أننا نلاحظ الإقبال الكبير عليها، نتيجة ترسبات نفسية داخل الشخص بسبب العنف اللفظي في مرحلة الطفولة، إضافة إلى القنوات الفضائية التي لعبت دوراً كبيراً في إقبال بعض الرجال على جراحات التجميل». ولفت إلى أن الاكتئاب يلعب دوراً كبيراً في جراحة التجميل بسبب الشعور بالنقص، وحب التفاخر، «يتوهم المريض بأن شكله غير مقبول في المجتمع الذي يعيش فيه، وتتولد لديه قناعة بأنه بحاجة إلى جراحة تجميل لتغيير بعض ملامحه إلى الأجمل». وأشار إلى أن «هؤلاء لا يرغبون بالضرورة في الجراحة التجميلية، بل يلجأون إليها معتقدين بأن تحسين مظهرهم الخارجي، سيحسن مشاعرهم نحو أنفسهم، ويكون لديهم شكاوى جسدية متعددة وتضيق في عملية التفكير وتناقص في السلوك العفوي». من جهتها، شددت الاختصاصية النفسية نورة العسيري على ضرورة التعاون بين طبيب التجميل وطبيب والاختصاصي النفسي على التعاون، لأنه أجريت دراسة أخيراً على 3521 امرأة أجريت لهن غرسات تجميلية للثدي، فوجد أن نسبة الانتحار كانت أعلى ثلاث أضعاف لدى هؤلاء النساء من بقية النساء اللاتي لم يخضعن لجراحة التجميل. وأشارت إلى أنه يوجد أشخاص لديهم اضطرابات نفسية حول الجراحات التجميلية المستمرة، وهم يطلق عليهم «مدمنو الجراحة التجميلية» وهو «وسواس قهري» يصيب الشخص بانشغاله بأحد عيوب جسده ولا تستقر حتى يجد الطبيب الذي يجري له الجراحة، ولن يقتنع بها، وإنما يبحث عن عيب آخر في جسده حتى يخضع إلى جراحة أخرى. ونوهت إلى دور الفضائيات التي أصبحت – على حد قولها - تلعب دوراً كبيراً في حياة الأشخاص الذي يعانون من ترسبات داخلية التي تجعلهم يوفرون من مبالغهم المالية، أو حتى يتجهون إلى أخذ قروض من أجل جراحة.