أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ببناء تسع محطات تحلية مياه بتقنيات حديثة على ساحل البحر الأحمر، بقيمة تتجاوز بليوني ريال، يتم تنفيذها خلال أقل من 18 شهراً، وبطاقة إجمالية تبلغ 240 ألف متر مكعب يومياً. وقال وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، الذي أعلن الأمر الملكي عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن المشروع سيكون له أثر بالغ في الارتقاء بجودة خدمات المياه ونطاق تغطيتها، سعياً إلى تحقيق أهداف برنامج التحول الوطني 2020، كما ستكون هذه المحطات رافداً قوياً لعمل المؤسسة العامة للتحلية في رفع كفاءة الإنتاج، وتقليل الكلفة الرأسمالية والتشغيلية. وكتب الفضلي: «حققنا هذا العام رقماً قياسياً بزيادة مليون و400 ألف متر مكعب من المياه المحلاة، خلال 13 شهراً، وهو ما يعادل تقريباً إنشاء محطة تحلية جديدة، بقيمة 13 بليون ريال، من دون أية كلفة رأسمالية إضافية». وكانت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة سجلت إنجازاً تاريخياً وقياسياً في تقنية وصناعة التحلية، بزيادة إنتاجها من المياه المحلاة إلى 5 ملايين متر مكعب في اليوم الواحد، وهو ما لم يتحقق طوال تاريخ محطات تحلية المياه، سواء على المستوى المحلي أم العالمي، في سابقة تُعد الأولى من نوعها في العالم، لتعزز بذلك مكانة المملكة المرموقة عالمياً، وتضعها في صدارة الدول ذات القدرة الإنتاجية العالية في هذا المجال. وتأتي هذه الخطوة بعد نجاح المؤسسة في وضع هدفها برفع الإنتاج من 3.6 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، إلى 4.4 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، مع خفض كلفة إنتاج المتر المكعب، من دون أي زيادة في الكلفة الرأسمالية، لتنجح في تحقيق هدفها الأول منتصف عام 2017، قبل أن تعود وترفع سقف الطموحات بالوصول إلى 4.8 مليون متر مكعب يومياً، وتتمكن من تحطيم الرقم المدرج في خطتها التنفيذية، لتصل فعلياً إلى 5 ملايين متر مكعب خلال كانون الثاني (يناير) من العام الحالي 2018. وعبّر محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس علي الحازمي عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز التاريخي، الذي يسجل بمدادٍ من ذهب في سجلات الوطن، ويعزز مكانته في طليعة دول العالم، مؤكداً أن الإنجاز اعتمد على الموارد القائمة والطواقم الفنية والبشرية العاملة بها، ممتدحاً الجهود التخطيطية والتنسيقية كافة التي وقفت وراء النجاح الذي تحقق، والذي أسهمت فيه المحطات، وكل من مركز الأبحاث، وقطاع التشغيل والصيانة، وهو ما كان له الأثر الكبير في جاهزية أنظمة النقل ووضع المحطات قيد الجاهزية العالية، والتي نجحت بدورها في رفع الكفاءة وزيادة معدلات الأداء حتى تحققت الطفرة الإنتاجية غير المسبوقة. وأكد أن جميع محطات المؤسسة العامة لتحلية المياه تعمل بكامل طاقاتها الإنتاجية، وفق أسس منهجية وعلمية، بما يضمن سلامة العاملين فيها ومعداتها، ويواكب التطور والتحول الرقمي والتقني الجديد، الذي يلبي توجهات وتطلعات الدولة، ويسهم في تحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات التي تساعد في تحقيق الأمن المائي، الذي هو أحد أهداف رؤية المملكة 2030.