عاشت الكاتبة دلال البزري في القاهرة بين العامين 1999 و2009 أي عشر سنوات. كانت مصر تمثِّل لها «كتاباً» جديداً تقرأه يومياً كما تقول. وهو «كتاب من ورق الكتب والصحف، كتاب من وجوه الناس وشوارعهم، من الصور والشاشة...» وقد اكتشفت مئة مرة في اليوم أنها وُجدت، بغفلة من القدر، أمام حقل لا يتوقف عن إثارة فضولها وأسئلتها، وحثِّها على المقارنة الدؤوب... هكذا تقدم دلال البزري كتابها الجديد «مصر التي في خاطري» (دار الساقي). وفي رأيها أن المصريين قبل الثورة كانوا أضعف من النظام. تحمّلوا الفقر والفساد وقمع الحريات. لكنهم تمكنوا أخيراً من تخطّي الخوف فبادروا وقرروا بأنفسهم. يصف الكتاب أوجهاً من حياة مصريين ومصريات في نهاية عهد الرئيس مبارك. قصص حية تعبّر عن عقلية أو موقف أو أزمة. هذه القصص عاشتها الكاتبة، أو استمعت الى أبطالها، أو شاهدتهم، أو تواطأت معهم: من الحجاب والنقاب، أكثر الظواهر شيوعاً في مجتمع ما قبل سقوط مبارك، الى العلاقة بين النساء والرجال، وحركة أجساد النساء وما تنضح به، الى الحالة الدينية وتمظهراتها في يوميات الناس، وصولاً الى المثقفين ودورهم في تحمّل المسؤولية.