أصدرت الكاتبة الإماراتية مريم الساعدي كتاباً جديداً بعنوان «العيون البلورية للكتابة» (دار ورق الإماراتية). والكتاب عبارة عن مقالات أدبية ثقافية تتناول فيها الكاتبة هموماً إنسانية مختلفة، وأفكاراً حول الكتابة والكتب والقراءة والإبداع، وتحديات الثقافة والتطرف والسلام، وسبل إيجاد راحة الروح، والآمال المتعلقة بالإنجاز الفردي واتساقها مع الشعور العام، ورؤى مختلفة حول الحياة والحب والتسامح. وتقول الساعدي عن كتابها: «أردت بهذا الكتاب أن أحرك الجو، أقصد أجوائي الخاصة الراكدة عن الإنتاج منذ مدة، فأنا منذ آخر إصدار لي عام 2012 لم أصدر أي كتاب جديد، وهذا بصراحة محبط، فأنت حين تكون كاتباً فإنك لا تشعر بالأمان الوجودي إلا حين تكتب وتصدر الكتب، الكتب مثل الأولاد، كلما أصدرت كتاباً جديداً رزقت بطفل جديد، بقاؤك فترات طويلة من دون إنجاب يشعرك أنك يبست، أنك أرض جافة لا خصوبة فيها، والكتب بالنسبة إلى الكاتب هي أطفال النفوس الخصبة. وبما أني كنت فقط ألتزم بكتابة المقالات، فكرت أن أصدر كتاباً يجمعها، انتقيت منها وأخرجتها في كتاب، لم يكن الكتاب الذي أنتظره من نفسي، أقصد الكتاب الإبداعي الخاص، لكنه في النهاية كتاب يحمل أفكاري على مدى السنين الفائتة، ليس بالضرورة أن تكون أفكاراً عظيمة بالطبع، لكن هو فقط الإحساس أنك مررت على هذه السنين بجدية شخص متأمل، ولم تكن سنين فائتة بلا تفكر يُذكر. صحيح أنني لم أكن في السابق من محبذي فكرة كتب المقالات، فكنت أجدها دليل إفلاس الكاتب الإبداعي، لكن غيّرت رأيي لاحقاً حين أحببت اقتناء كتب مقالات كتّاب كثيرين، تعرف نحن نتغير، نظل نقول نحب ولا نحب حتى نجد أنفسنا، لا نمانع ما كنا لا نحبذه سابقاً وذلك لمعطيات مختلفة كثيرة، منها اختلاف التوقعات ومستوى النضج، الزمن يعيد تشكيل أفكارنا وقناعاتنا وهذه حقيقة. هذا الإصدار بطباعته الجميلة عن دار ورق، منحني إحساس الإنجاز، وهذه دفعة معنوية مهمة، أحتاج بعدها أن أركز بشكل جدي على مشروعي الإبداعي، أو هذا ما أرجوه». يذكر أن للقاصة الساعدي 3 مجاميع قصصية وهي «مريم والحظ السعيد» عن دار ملامح عام 2008، ومجموعة قصصية ثانية بعنوان «أبدو ذكية» عن دار العالم العربي عام 2009، و«نوارس تشي جيفارا» عن دار أثر للنشر والتوزيع، السعودية. 2012، وشاركت الساعدي في محافل أدبية عدة، وتكتب المقالة في صحيفة «الاتحاد» منذ العام 2010.