الجمهور يدعم «شيخ جاكسون» وينقسم حول «القضية رقم 23»

استحوذت سينما إفريقيا السمراء على جوائز الدورة الثامنة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية وعادت إلى مربع التتويجات بعد غياب لافت في السنوات الأخيرة. وقد نال في هذا السياق الفيلم الموزمبيقي «قطار الملح والسكر» التانيت الذهبي لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة وجائزة أفضل صورة إضافة للجوائز الموازية وتتمثل في جائزة النقاد الدوليين المسندة من قبل الاتحاد الدولي لنقاد السينما «فيبرسكي» وجائزة النقد الإفريقية «بولن سومانو فيايرا»، التي تمنحها الجامعة الإفريقية للنقاد السينمائيين. وحصدت جنوب افريقيا التانيت الفضي عن فيلم «المتعلمون». أمّا جائزة أفضل ممثلة فأسندت إلى «فيرو تشاندا بيا» عن فيلم «فيليسيتي» للمخرج آلان غوميس، الذي توج كذلك بجائزة أفضل موسيقى.
المزيد لإفربقيا
وفي المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة، حاز المخرج سمبليس قانو هرمان من بوركينافاسو على التانيت الذهبي عن فيلم «KORO DU BAKORO «، وذهب التانيت الفضي لفيلم « كيميتيو- الشيخ أنتا « للمخرج عصمان ويليام مباي من السنغال ونالت النيجر التانيت الذهبي عن مسابقة الوثائقي القصير بفيلم «جاكنسون» للمخرجين ليندا ليلى دياتا وجون مارك بوتو، وتوج شريط «دام دام» لثلاثي الإخراج «لوبي بابي بونامي» و «كريستوف رولان» و «مارك ريشيا» بالتانيت الفضي للفيلم الروائي القصير. وكان من المنتظر على أي حال، أن تتوج غالبية أفلام افريقيا السمراء بجوائز المهرجان بخاصة أنها نافست بقوة في كل المسابقات وعلى مستوى الأعمال الوثائقية، التي كانت متفردة وثرية بطرحها المغاير والجريء والعميق.
رياح تونسية
والسينما التونسية اعتلت منصة التتويجات أكثر من مرة من خلال فيلم «شرش» (كلمة شرش بالدارجة التونسية ومعناها الريح المقبلة من الشمال أي من أوروبا) والذي حصد خلال الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية جائزة الطاهر شريعة للعمل الأول وجائزة «TV 5 MONDE» لأفضل عمل أول وجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
وتوجت تونس في الدورة المنقضية من مهرجانها العربي الإفريقي ب 9 جوائز في مختلف مسابقات المهرجان، التي سجّلت حضور 10 أفلام تونسية من مجموع 51 فيلماً مشاركاً في المسابقات الأربع للمهرجان (الروائي الطويل - الروائي القصير - الوثائقي الطويل - الوثائقي القصير).
ولقد تميّز جلّ الأعمال التونسية المتوجة في أيام قرطاج السينمائية بتناوله الجريء لقضايا مسكوت عنها على غرار فيلم «في الظل» لندى المازني حفيظ الحائز التانيت البرونزي للوثائقي الطويل وهو عمل يصور شهادات لعدد من المثليين وصعوبات تأقلمهم وعيشهم في مجتمع يرفض وجودهم.
وتمكن الممثل التونسي عبد المنعم شويات من اقتناص جائزة أفضل ممثل عن فيلم «مصطفى زاد» للمخرج نضال شطا، كما حظي فيلم «آية» للمخرجة التونسية مفيدة فضيلة بالتانيت الذهبي لمسابقة الروائي القصير فيما ذهبت جائزة الاتحاد العام التونسي للشغل لأفضل سيناريو لفيلم «على كف عفريت» للمخرجة كوثر بن هنية
وتجدر الإشارة إلى أن التانيت البرونزي كان من نصيب الفيلم المغربي «واليلي» من إخراج فوزي بن سعيدي. ونال فيلم طبيعة الحال» لكريم موساوي من الجزائر جائزة أفضل مونتاج.
وأقرّ مدير أيام قرطاج السينمائية المنتج نجيب عياد بالثغرات المتأتية من سوء تنظيم بعض الفعاليات المبرمجة موضحاً أن الإقبال الكبير وعلى رغم إيجابياته إلا أنه كان سبباً لعدم تمكن الكثرين من محبي السينما من متابعة كل ما يريدونه من أفلام.
وشدد نجيب عياد في كلمته خلال اختتام المهرجان ليلة 11 تشرين الثاني (نوفمبر) على أن التضير للدورة 29 سينطلق مباشرة مع انتهاء حفل الاختتام وتحديداً عبر تقييم الدورة المنقضية والسعي إلى تدارك أخطائها ودعم مكتسابتها.
أما الملفت في أيام قرطاج السينمائية خلال دورتها 28 فكان دعم الجمهور الكبير بالحضور والمتابعة للمنتوج السينمائي المحلي وإقبالهم الكبير على مشاهدة الفيلم المصري «شيخ جاكسون» واللبناني «القضية رقم 23 « وعلى رغم انقسام الشارع السينمائي التونسي حول مسيرة زياد الدويري ومواقفه السياسية والفكرية الواضحة في تناوله السينمائي إلا أن من رفضه احتج في الشارع الرئيسي للعاصمة التونسية تحت شعار تجريم التطبيع ومن فضل مشاهدة الفيلم قبل الحكم على التجربة الجديدة لمخرج «الصدمة» خرج راضياً عن خياره ومقتنعاً بالقيمة الفنية للسينمائي اللبناني الذي أرجع الكثير من متابعي المهرجان عدم تتويجه للأسباب السياسية التي أثرت كذلك في العمل السوري «مطر حمص» لجود سعيد وهو الفيلم الذي أدرجه جانب من مشاهدي أيام قرطاج السينمائية ضمن خانة الأفلام الدعائية للنظام السوري.