واجه صندوق تنمية الموارد البشرية سيلاً من الانتقادات «الساخنة» شنّها أعضاء مجلس الشورى في جلسة أمس (الأحد)، حيث استغرب أعضاء المجلس ما ورد في التقرير السنوي الأخير للصندوق وناقشه الأعضاء تحت القبة، وجاء في التقرير أن ما تم صرفه على تدريب طالبي العمل بلغ 620 مليون ريال، والذي يشكل ما نسبته 30 في المئة من المبالغ التي يجب أن تخصص لجانب التدريب، والتي بلغت أكثر من بليوني ريال، فيما بلغت إيرادات الصندوق أكثر من 2139 مليون ريال، وأشار الأعضاء إلى أن تقرير الصندوق لم يوضح أية إحصائيات بشأن المتقدمين والذين تم توظيفهم ومتابعتهم من الصندوق». من جهته، أكد العضو حسن الشهري في مداخلته أن «هناك تجاوزات من بعض الشركات في القطاع الخاص بشأن دعم طالبي العمل، إذ إن النظام يقرر أن تدفع الشركة 50 في المئة من راتب المتدرب، والصندوق يدفع 50 في المئة، ولكن هناك من يستغل ذلك الدعم إذ تصرف تلك الشركات للمتدرب ما يصلها من الصندوق وذلك بهدف تحقيق نسبة السعودة، وفي حال إتمام المتدرب ثلاث سنوات في الشركة تعمل على إنهاء عقده وتسعى إلى استقبال متدربين جدد مدعومين من الصندوق». وتساءل العضو الدكتور سالم القحطاني عن الرسالة التي يتبناها الصندوق، مشيراً إلى أنه ليس من أهدافه التدريب، وعليه التركيز على تمويل المشاريع، لافتاً إلى أن الصندوق أبرم أكثر من 1700 اتفاقية، وأن عدد الفرص الوظيفية الناتجة عن تلك الاتفاقات بلغت 58 ألف فرصة وظيفية، وهذا العدد أقل من المتوقع». وعلى الصعيد ذاته، استغرب العضو الدكتور محمد رضا نصر الله ما تقوم به شركة أرامكو السعودية من توظيف طالبي العمل السعوديين عبر شركات وسيطة من القطاع الخاص تعرف ب «مقاولي الإمدادات» بشكل يتخطى الحد الأدنى المسموح به من وزارة العمل وهو عام واحد، إذ إن السعوديين يشكلون نسبة 20 في المئة من إجمالي العاملين في تلك الشركات. وطالب نصر الله بمسائلة أرامكو السعودية حول استمرار عقود العمالة الأجنبية وعدم إحلال السعوديين مكانهم، ولماذا لا تنتهج شركة أرامكو سياسة التوظيف المباشر للسعوديين مع وجود شواغر هندسية وتقنية ونفطية تتطلبها عمليات التوسع في حقول النفط والغاز. من جانبه، قال العضو الدكتور أحمد آل مفرح إن «تقرير الصندوق لم يتطرق إلى الكراسي التي وقعها مع جامعتي الملك سعود والملك عبدالعزيز والهدف من تلك الكراسي، وأن على الصندوق أن يستفيد من الكراسي القائمة بالجامعات بهدف الدراسات والمعلومات إذا كان هذا هدفه».