واصلت امس، وحدات من الجيش اللبناني انتشارها في منطقتي وادي حميد والملاهي والعجرم والتي انسحب منها مسلحو «جبهة النصرة» ثم مسلحو «سرايا اهل الشام». وأكدت قيادة الجيش - مديرية التوجيه «تقدم وحدات الجيش صباحاً في مناطق مراح الشيخ والعجرم ووادي حميد من ناحية جرود عرسال، في إطار مواصلة عملية إحكام الطوق وتضييق الخناق على مجموعات تنظيم «داعش» الإرهابي في جرود رأس بعلبك والقاع». وأوضحت ان هذه الوحدات خلال تقدمها «عثرت في منطقتي وادي حميد والعجرم على كمية من الأحزمة الناسفة والعبوات والقذائف المفخخة، وعمل الخبير العسكري على تفجيرها، كما عثرت على جثة تعود لشخص مجهول». وقال رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري ل «الحياة» إنه «لم يتم التعرف الى الجثة التي وجدت وتم نقلها الى مستشفى الرحمة في عرسال». وقال: «إن الجثة كانت متحللة وبدا ان صاحبها توفي او قتل منذ نحو شهر. ولم يكن بإمكان المستشفى الاحتفاظ بها نظراً الى حالتها، وقررنا دفنها ووضع شاهد عليها يدل الى تاريخ ومكان العثور عليها في حال تمت معرفة صاحبها لاحقاً». وقال الحجيري إن الجيش يقوم بمسح المناطق تمهيداً لإفساح المجال امام العراسلة من اصحاب الأرزاق في الجرود من الوصول الى اراضيهم ومقالعهم ومناشرهم». وفي الموازاة، واصل الجيش اللبناني استهدافه مواقع تنظيم «داعش» في جرود بلدة رأس بعلبك - محلة خربة داود، بالقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ. وكان مسلحو «سرايا اهل الشام» الذين انسحبوا من وادي حميد في قافلة واكبها الأمن العام اللبناني والصليب الأحمر اللبناني الى الحدود مع سورية ثم واكبها الهلال الأحمر السوري الى الرحيبة السورية، وصلوا بعيد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء. وقال نازحون سوريون دخلوا عرسال ولم يلحقوا بالقافلة انهم تواصلوا مع المغادرين وأوضاعهم جيدة، وإن التأخير في الوصول الى الرحيبة مرده إلى ان القافلة توقفت لأكثر من ساعتين في فليطا لاستراحة». وقال الناشط السوري في مجال متابعة اوضاع النازحين «ابو اسيل» إن «العائلات التي دخلت عرسال ولم تلحق بالقافلة وعددها 35 عائلة تحاول من جديد الطلب الى الامن العام اللبناني تأمين طريق لها الى الرحيبة». ولفت الى ان القافلة لم تنتظر الناس الذين ارادوا الانضمام الى القافلة بعدما تأخروا في جلب حاجياتهم ولم تنتظرهم اي حافلة». وانتقد عدم متابعة هذه العائلات من الجمعيات الإغاثية الموجودة وسمى «الهلال الأحمر القطري الذي تتوافر لديه شوادر وحاجات لإغاثة هذه العائلات ولم يقدمها لهم بعد». وتسكن العائلات حالياً، وفق «ابو اسيل»، «عند اقارب حتى تأمين خيم لها او المغادرة الى الرحيبة». ولفت رئيس بلدية عرسال الى ان «العائلات التي لم تلحق بالقافلة اول من امس، ترددت، وأنا شخصياً انتظرتها امام حاجز الجيش اللبناني كي اشجعهم على القدوم الى المكان للحاق بالحافلات الا ان البعض اصابه خوف شديد، وطال الانتظار اكثر من نصف ساعة عن موعد انطلاق القافلة فرفض الأمن العام الانتظار اكثر نظراً الى ترابط الأمور اللوجستية المتعلقة بمسار القافلة». واعتبر الحجيري ان الأمور «فتحت وقد نرى المزيد من القوافل، لكنها الآن تتعلق بأناس يرغبون في المصالحة مع النظام السوري وهذه يتولاها «ابو طه» وهو تاجر سوري من عسال الورد، وهو ابلغ الحجيري انه خلال يومين ستنطلق قافلة الى البلدة المذكورة». ابو مالك التلي في أول ظهور علني له بعد انسحابه من جرود عرسال الى ادلب، اعتبر القيادي في «جبهة النصرة» أبومالك التلي في شريط مصور نشره موقع «إباء» الناطق باسم الجبهة او «هيئة تحرير الشام» خلال «لقاء تكريمي للمفرج عنهم في اطار صفقة التبادل مع حزب الله، ان الصفقة «مباركة»، وإن «الذين خرجوا من سجن رومية وسجون لبنان، خرجوا أعزاء منتصرين بحفاظهم على مبادئهم». «حزب الله» وشيّع «حزب الله» وأهالي بلدة انصار الجنوبية المقاتل أحمد محمود رمضان (كربلا) الذي قضى في المعارك التي يخوضها الحزب في سورية الى جانب النظام السوري. وشارك في التشييع مسؤولون في الحزب وفاعليات. وكان نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم اعتبر امام زواره ان «الانتصار على إمارة القاعدة والنصرة التكفيرية هو انتصار لكل اللبنانيين والشرفاء، ومحطة لمزيد من الاستقرار الداخلي سياسياً وأمنياً». ورأى «أن الجهة الوحيدة الجادة التي واجهت خطر الإرهابيين التكفيريين هي محور المقاومة، ولأن المقاومة تعمل للحق وتدافع عن السيادة وتحرر الأرض انتصرت، وهذا تأكيد لسلامة خيار المقاومة»، مشدداً على ان «معادلة الجيش والشعب والمقاومة غير قابلة للتفكيك، وهي الأصلح للبنان السيد المحرَّر والمستقل، ونال لبنان منها الخيرات الكثيرة في السياسة والاستقرار، وأصبح للبنان موقفه وقراره المستقل بسبب المعادلة الثلاثية المنصورة». وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي في ذكرى اسبوع المقاتلين علي محمد باز وعلي محمد حيدر: «إن المقاومة ماضية في طريقها لتحقيق النصر النهائي، وما من عاقل يقرأ التطورات الميدانية والوقائع السياسية إلا ويدرك أن المسار السياسي الذي أخذه بعضهم في لبنان منتظراً سقوط النظام في سورية، وصل إلى خاتمته المخيبة للذين ساروا فيه». ودعا «الخصوم السياسيين في الداخل الى نسج علاقات صحيحة مع المقاومة في لبنان ومع الأشقاء والأصدقاء في الإقليم وفي العالم، وأن يعيدوا حساباتهم في الداخل اللبناني ولا يرتكبوا خطأ التعطيل مرة أخرى إن كان على صعيد رئاسة الجمهورية أو على صعيد قانون الانتخابات». الى ذلك، اعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة انه «استكمالاً لمكافحة تهريب الأشخاص من سورية إلى لبنان، ونتيجة للمتابعة والرصد، تمكنت شعبة المعلومات اول من امس، من توقيف 30 سورياً من بينهم 9 اطفال، في بلدة الصويري البقاعية، لمحاولتهم الدخول إلى الأراضي اللبنانية خلسة. وجرى تسليم الموقوفين الى القطعة المعنية، لإجراء المقتضى القانوني».