ارتفعت حصيلة ضحايا كارثة "أربعاء جدة الجديد" حتى مساء أمس إلى 10 أشخاص، فيما زاد عدد المفقودين إلى ثلاثة لا يزال البحث جارياً عنهم من خلال الفرق الأرضية، وعمليات المسح الجوي التي تنفذها 19 طائرة على مدار الساعة. ووفقاً لمدير المركز الإعلامي للتعامل مع الحالات الطارئة في محافظة جدة اللواء محمد بن عبدالله القرني في تصريحات إلى "الحياة"، فقد بلغ عدد المصابين نتيجة أمطار جدة حتى أمس 114 مصاباً غادر منهم 100 بعد تلقي العلاج اللازم، ولا يزال 11 شخصاً يتلقون الرعاية الطبية في المستشفيات ثلاثة منهم في العناية المركزة. وقال اللواء القرني إن أعمال الإنقاذ مستمرة في الأحياء المتضررة في المحافظة البالغة 23 حياً، إلا أن هناك تركيزاً في أحياء تعد الأكثر تضرراً وهي حي أم الخير وبني مالك والبغدادية والحمراء والنخيل التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في منسوب المياه فيها. وأكد بدء لجان حصر الأضرار العمل في الوقوف على الأحياء المتضررة كافة من خلال 30 لجنة، مشيراً إلى وجود أضرار كبيرة خصوصاً في ما يتعلق بالمركبات، ويجري حصرها حالياً. وأفاد اللواء القرني أن النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز وجه باستئجار أية آليات ومعدات يحتاجها الوضع القائم، والرفع بتقارير يومية عن ما تم إنجازه من أعمال. وقال ناج جرى إنقاذه يدعى عدنان أحمد التقت به "الحياة" أثناء مغادرته طائرة الإنقاذ إن المياه غمرت الطوابق الأرضية للبناية التي يسكنها في حي البغدادية الغربية، وظل نحو 30 ساعة هو وزوجته وأطفاله الثلاثة محتجزين في أعلى البناية من دون كهرباء، حيث حاول طلب النجدة من النافذة من دون جدوى واضطر إلى الصعود إلى سطح العمارة حتى لاحظته إحدى طائرات الإنقاذ ونقلته وأسرته، مشيراً إلى أنه أبلغ رجال الإنقاذ عن وجود عدد من الأسر المحتجزة التي تنتظر نجدتها. وفي السياق ذاته، نفى مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداوي وجود ما يسمى "حفر الموت" كما حدث في كارثة سيول جدة العام قبل الماضي، مؤكداً اختلاف الحدث الحالي، إذ إن ما شهدته جدة الأربعاء الماضي كان عبارة عن أمطار غزيرة استمرت لساعات عدة، وليست مثل فاجعة جدة التي اجتاحتها في ذلك الوقت سيول مندفعة إضافة إلى الأمطار. وقال العميد جداوي إن إدارته استقبلت بلاغين أمس عن مفقودين في منطقتي حي السامر والبلد، لا يزال البحث جارياً عنهما من قبل الفرق الأرضية والطيران العامودي الذي يجري عمليات مسح جوي. ووفقاً لتقرير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة في محافظة جدة مساء أمس فقد بلغ عدد من تم إنقاذهم بواسطة الطيران العامودي 467 شخصاً، إضافة إلى إنقاذ 1451 من طريق الفرق الأرضية، بمساندة 424 فرداً يجرون عمليات المسح للمناطق المتضررة، مستعينين ب 13 قارباً مطاطياً و104 معدات وآليات، وبمشاركة عدد من القطاعات العسكرية. كما جرى إيواء 1500 أسرة حتى مساء أمس بعد نقلهم من خلال حافلات مخصصة إلى الشقق المفروشة، حيث تولت لجنة الإيواء المكونة من الدفاع المدني ووزارة المال إكمال عملية إسكانهم وتقديم المواد الغذائية لهم. وأعلن مدير المركز الإعلامي للتعامل مع الحالة الطارئة في محافظة جدة اللواء محمد القرني معالجة وضع طريق الحرمين وفتحه أمام السيارات أمس، فيما تواصلت أعمال الدفاع المدني والحرس الوطني والجيش والجهات الحكومية الأخرى في إنقاذ المحتجزين في السيارات ومساعدتهم في نقل سياراتهم العالقة من الشوارع والأحياء، إضافة إلى تأمين المواد الغذائية والمياه للمحتجزين في مناطق السامر وأم الخير والتوفيق بواقع 800 وجبة تم تأمينها أمس لكل حي. وأضاف انه جرى فتح معظم الطرق فيما عدا الأنفاق التي لا تزال مغلقة باستثناء نفق قصر السلام ونفق تقاطع الستين مع التحلية المفتوحة. وقال إن هناك دعماً لفرق الدفاع المدني من العاصمة المقدسة والطائف والباحة وينبع والرياض، إضافة إلى قوة الطوارئ للدفاع المدني من الرياض. وفي ما يتعلق بانقطاع التيار الكهربائي كشف اللواء القرني إعادة التيار إلى نحو 78681 مشتركاً من أصل 83042 مشتركاً قطع عنهم التيار. وأوضح التقرير تلقي الهلال الأحمر السعودي 319 بلاغاً، ونقل 97 حالة من خلال الهلال غالبيتها نتيجة السقوط. ولا تزال المحافظة تشهد عدداً من حوادث الالتماسات الكهربائية والانهيارات، إذ باشرت الفرق أمس حادثة حريق اشتعل في حافلتين في شارع حائل أحد الأحياء التي تشهد كميات كبيرة من المياه، إضافة إلى انهيار في مدخل إحدى البنايات السكنية في حي النسيم، وجرى إخلاؤه مساء أمس من السكان، فيما تتواصل البلاغات عن احتجازات تطال غالبية المواقع المتضررة. المتوفون نتيجة الأمطار سعد عبدالله الديمامي (سعودي)، محمد أحمد حيدر علي (يماني)، رجب حبيب كراديشي (تركي)، محمد حسنين فوده (مصري)، عبدالمحسن عوض المطيري (سعودي)، ونيلو مات (فيليبيني)، أنور علي إدريس (بنغلاديشي)، بارا مود كومار (نيبالي)، أميرة آدم محمد اسحاق (تشادية)، وفاطمة آدم محمد اسحاق (تشادية).