الدوحة - أ ف ب - يخوض قائد منتخب كوريا الجنوبية ونجم مانشستر يونايتد الانكليزي، بارك جي سونغ مباراته الدولية رقم 100، عندما يلعب اليوم مع منتخب بلاده ضد اليابان، واعرب سونغ عن سعادته وفخره للدفاع عن ألوان منتخب بلاده لهذه الفترة الطويلة، وقال: «امر رائع ان اخوض المباراة رقم 100 مع المنتخب الوطني في بطولة رئيسية مثل نهائيات كأس آسيا». وأوضح بخصوص احتمال اعتزال اللعب الدولي بعد البطولة كما كان والده ألمح الى ذلك قبل انطلاقها، قائلاً: «هذه النهائيات تعتبر خاصة جداً بالنسبة لي ولا يوجد أمامي الوقت الكثير لخوض المباريات على المستوى الدولي، وهذا الأمر يجعلني ارغب في الفوز بلقب كأس آسيا أكثر من أي وقت مضى، وفي الوقت الحالي لا يمكنني قول أي شيء بخصوص مستقبلي على المستوى الدولي، سأتحدث عن ذلك بعد كأس آسيا». ويعتبر سونغ أحد رموز كرة القدم في كوريا الجنوبية وأبرز سفرائها في العالم من خلال ارتدائه القميص «الأحمر» الشهير لنادي مانشستر يونايتد الانكليزي، وهو لاعب الوسط الذي لا يتعب ولا يكل، والدينامو الخفي في تشكيلة السير أليكس فيرغوسون والجندي المجهول في صفوف «محاربي التايغوك». واقتحم بارك الساحة العالمية من الباب الواسع، عندما شارك وهو بعمر ال 21 في قيادة بلاده الى المجد واحتلال المركز الرابع في مونديال 2002، الذي أقيم على أرضه، وشارك بارك في مباريات بلاده كافة في المونديالات الثلاثة الاخيرة، وكان نقطة الثقل في تشكيلة المدرب الهولندي غوس هيدينك خلال أمجاد 2002، حيث سجل هدف التأهل الى الدور الثاني أمام البرتغال في الدقيقة ال 70، كما لعب دوراً رئيساً في ألمانيا 2006 تحت اشراف مدرب هولندي آخر، هو ديك ادفوكات، حيث سجل هدف التعادل في مباراة فرنسا واختير افضل لاعب في المباراة، وأسهم ايضاً بتحقيق الانجاز في جنوب افريقيا ببلوغ فريقه الدور الثاني للمرى الاولى بعيداً عن قواعده، كما أسهم ايضاً في تحقيق بلاده اول فوز في كأس العالم خارج القارة الآسيوية على حساب توغو بهدفين في مقابل هدف عام 2006 أيضاً. وأظهر بارك (30 عاماً) انضباطه ونيته بالوصول الى العالمية منذ صغره، فتحقق انتقاله الى نادي كيوتو بوربل سانغا الياباني وهو في ال 18، فأعاده الى الدرجة الاولى عام 2001 وقاده الى تحقيق لقب كأس الامبراطور للمرة الأولى في تاريخه عام 2002، وبعد دوره الفاعل في مونديال 2002، لم يتأخر بارك في اللحاق بهيدينك الى إيندهوفن الهولندي، حيث انتظر حتى الموسم التالي كي يتأقلم مع الحياة الأوروبية، فأصبح أحد نجوم الدوري الهولندي محرزاً ثنائية الدوري والكأس عام 2005، واداؤه مع ايندهوفن أغرى فيرغوسون بعدما راقبه في أكثر من 20 مباراة، فضمه في مقابل اربع ملايين جنيه استرليني، وشارك مع «الشياطين الحمر» في تحقيق اللقب تلو الآخر، لكنه غاب عن نهائي دوري ابطال اوروبا 2008 أمام تشلسي عندما فاز فريقه بركلات الترجيح بقرار من فيرغوسون، وصفه الأخير انه كان من بين الأصعب في مسيرته، وكان ضمن تشكيلة المدرب العملاق التي خسرت نهائي عام 2009 أمام برشلونة الاسباني بهدفي من دون رد. ومدد ابن العاصمة سيول عقده مع مانشستر حتى عام 2012، ويقدر راتبه الشهري ب 65 ألف جنيه إسترليني ليضاهي نخبة اللاعبين في العالم، ويسير بارك بذكاء لافت مع الكرة بخطوط مباشرة نحو المرمى، وتحركاته ممتازة على أرض الملعب، لكن أهم ما يتميز به هو طاقته ومخزونه الهائل، فاعتبر البعض انه يملك ثلاث رئات، غير ان لاعب الوسط دائم الخجل ونجاعته التهديفية ليست مثالية أمام المرمى. واستهل بارك مشواره الدولي بعمر ال 19 كلاعب وسط دفاعي، ومثل بلاده خلال تصفيات ألعاب سيدني الأولمبية 2000، لكنه لم يفرض نفسه الا حين وصول هيدينك الذي نقله الى مركز الجناح، ومنذ ذلك الوقت، أصبح لاعباً متعدد الأدوار، في خط الوسط المركزي، اليمين واليسار بالاضافة الى مركز الجناح الهجومي، وفي تشرين الاول (أكتوبر) من عام 2008، حمل شارة القائد لأول مرة مع بلاده في مباراة ودية أمام أوزبكستان حيث فازت كوريا بثلاثية نظيفة، ومنذ ذلك الوقت بقت الشارة على ساعده وأنهى التصفيات الأخيرة المؤهلة لكأس العالم هدافاً للمنتخب الأحمر برصيد خمسة أهداف.