وضع رئيس الحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة إسماعيل هنية أمس الحجر الأساس لبناء ألف وحدة سكنية في شمال قطاع غزة كمرحلة أولى من مشروع إعادة إعمار المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على القطاع قبل عامين، فيما استشهد فلسطينيان في القطاع أمس. وأزاح هنية الستارة عن المشروع خلال احتفال حضره عدد من الوزراء والنواب وممثلون عن الفصائل، وأعضاء الوفد الليبي الذي يزور القطاع حالياً. وسيتم بناء المدينة السكنية في المنطقة الساحلية غرب بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع، وأوضح هنية انه تم «اختيار المنطقة نظراً إلى أنها مسرح عمليات متقدمة في المواجهة مع الاحتلال الصهيوني باعتبارها تعرضت لجريمة صهيونية كبيرة»، وقال إنه يستحضر «شهداء الشعب الفلسطيني الذين رووا بدمائهم الزكية هذه الأرض المباركة، والجرحى والأسرى الأبطال». وأشار هنية إلى أن المشروع سيفتح الباب أمام تشغيل «مئات المهندسين وآلاف العمال، وهذا تأكيد على شعارنا يد تبني ويد تقاوم. ولا بد من حكومة تحتضن الحالتين، المقاتل والمواطن». وأضاف «ندخل مرحلة جهاد البناء، كي لا يشعر المواطن أن المقاومة مشروع خاسر لا سمح الله». وتابع «نعلن عن هذا المشروع في الذكرى الثانية للحرب وهذا دليل انه لا نفوسنا انكسرت ولا رفعنا الرايات البيضاء». وأضاف أن «المسؤولية والالتزام دفعا الحكومة إلى بذل كل ما في وسعها لتخطو الخطوة الأولى (نحو الإعمار)، وتقدم رسالة لكل من يريد التقدم بدعم الشعب الفلسطيني بأن يتقدم»، مشيراً إلى أن الحكومة تقوم بمحاولات جادة للقفز على كل المعوقات السياسية وغيرها بخصوص الإعمار، لا سيما أن الأموال التي رصدت له (من قبل مؤتمرات وهيئات إقليمية ودولية) لم يصل منها شيء» موضحاً أن «تلك الأموال وضعت تحت الابتزاز السياسي، لذا كان علينا التحرك وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي». وأضاف أنه «سيتم بناء 1000 وحدة سكنية، ولن يتم نقل الناس من دورهم أو الانتقاص منها، بل ستبنى البيوت في أماكنها وبمساحتها نفسها، وصولاً إلى المرحلة الثانية التي سيتم فيها استكمال البناء وإعادة الإعمار تماماً». وذكر هنية بتقديم حكومته «50 مليون دولار» مساعدة عاجلة لآلاف الأشخاص الذين فقدوا بيوتهم خلال الحرب الإسرائيلية قبل عامين. ميدانياً، استشهد فلسطيني وأصيب آخران بجروح في قصف مدفعي إسرائيلي أمس على تلة أبو صفية إلى الشرق من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة. وقال الناطق باسم الإسعاف الطوارئ في القطاع أدهم أبو سلمية ل»الحياة» إن «جثة الشهيد أمجد كامل الزعانين (20 سنة) نقلت من بلدة بيت حانون» إلى مستشفى صغير في البلدة الواقعة عند الطرف الشمالي الشرقي للقطاع. وأضاف أن شابين آخرين أصيبا بجروح طفيفة. إلى ذلك، أعلنت «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» أمس استشهاد أحد عناصرها خلال «مهمة جهادية». وقالت الكتائب إن «القسامي زاهر أحمد جرغون (23 سنة) من مدينة خان يونس استشهد في مهمة جهادية» من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين» الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية أنها أطلقت خمس قذائف هاون على قوة إسرائيلية متوغلة شمال شرقي مدينة رفح جنوب القطاع. وقالت الألوية في بيان صحافي إنها «قصفت بخمس قذائف هاون قوة إسرائيلية خارج بوابة المطبق شرق رفح»، مشيرة إلى أن «عملية القصف تأتي في إطار الرد الطبيعي على ممارسات الاحتلال القمعية في حق الفلسطينيين». وكانت آليات وجرافات عسكرية إسرائيلية توغلت صباح أمس في محيط معبر «صوفا» التجاري المغلق من قبل إسرائيل شمال شرقي رفح، وشرعت في أعمال تجريف وتمشيط وصولاً إلى منطقة قريبة من معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي المدينة وسط إطلاق نار كثيف على منازل المواطنين. إلى ذلك، قال الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أمس نقلاً عن مصادر إسرائيلية إن «صاروخاً فلسطينياً (محلي الصنع) سقط في منطقة غير مأهولة في المجلس الإقليمي أشكول في النقب الغربي» داخل الخط الأخضر، من دون وقوع إصابات أو أضرار.