«الغيث» يفتح أبواب الرزق ل«مستغلي المصائب»

ساعدت الأمطار التي هطلت بغزارة على محافظة جدة ليل أول من أمس، في استحداث مهن وفتح أبواب رزق لفئة من الناس استغلوا الموقف وحاجة البعض للمساعدة وتقديم الخدمات مقابل مبلغ من المال.
وخلال رحلتها في الذهاب إلى العمل، رأت ليلى عدداً من الأفراد يعرضون خدماتهم لسحب سيارة علقت في الطريق بسبب المطر مقابل مبلغ من المال قدره 200 ريال. وتقول ل «الحياة»: «سلكنا أنا وزوجي، طريقاً آخر غير الذي اعتدنا الذهاب منه، بعد نصيحة أحدهم، الذي قال إن المياه غمرت الطرق، وأننا لا نستطيع عبورها، وذهبنا بنصيحته من طريق شارع الملك فهد»، إلا أنها تفاجأت بأن هذا الشارع مزدحم بسبب المياه التي تملؤه لدرجة «أننا لم نكن نستطيع رؤية الرصيف حتى بلغنا كوبري الستين، إذ تعطلت عدد من السيارات في الشارع بسبب المياه».
وتضيف: «كانت إحدى السيارات الصغيرة عالقة برصيف الخدمات إذ إن قائدها أراد الذهاب إلى الكوبري، ولكن بسبب المياه التي غمرت الشارع، لم يستطع أن يرى الرصيف وعلقت فيه، حينها أتى عدد من الأفراد يعرضون خدماتهم باستعمال شاحنة سحب صغيرة (ونش) لمساعدته في سحب السيارة مقابل 200 ريال»، مشيرة إلى أنها لاحظت عند وصولها إلى مكان عملها جدلاً دائراً بين امرأة وصاحب «تاكسي» حول زيادة السعر، إذ يريد منها دفع 30 ريالاً في حين أن السعر في الأيام العادية 10 ريالات.
وتؤكد ليلى أنها دهشت من منظر رجل كبير في السن توقفت سيارته في وسط الطريق بسبب المياه، وعندما أراد عبور الشارع رأى حافلة (خط البلدة)، فأسرع في ركوبها بسبب تعبه من المياه التي في الشارع.
وعلى هذا يعلق أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة فلالي بقوله: «إن كل سلعة أو خدمة خاضعة لقانون العرض والطلب، فعندما يزيد الطلب على بعض السلع والخدمات في أوقات معينة لا بد أن يرتفع سعرها، ففي رمضان يزيد سعر سيارة الأجرة نظراً إلى الإقبال الضخم من قبل الناس والمعتمرين»، مؤكداً أن قانون العرض والطلب حقيقي وواقعي.
وأوضح أن هذه الأيام هي بلا شك غير عادية إذ إن «سرعة الوصول إلى مكان ما في الأيام العادية ليست نفسها في الأيام الممطرة، فيستغرق السائق وقتاً أطول في الوصول إلى المكان الذي يريده الزبون، وبالتالي يجب عليه تعويض الوقت الذي استغرقه في الطريق من خلال زيادة السعر».
ولفت فلالي إلى أن من الطبيعي ارتفاع أسعار السلع والخدمات عندما يزداد الطلب عليها ويكون العرض منها قليلاً أو ثابتاً. وأضاف كما أنه «تظهر في مواسم معينة بعض الخدمات والسلع الخاصة بهذه الأوقات فقط، إذ تظهر أو تزيد حاجات الناس إليها في هذه المواسم فقط».