أنا أحسد، أو لنقل أغبط القطريين! إذ قد تكون هي المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها ملعب كرة قدم في دولة عربية، لا يوجد فيه سياج حديدي حاجز بين الجمهور وأرضية الملعب، وإذ أغبط القطريين لهذا التطور غير المسبوق (عربياً) أشد على أيديهم، إذ إنهم ضربوا مثالاً يحتذى باحترام إنسانية الجمهور، وأتمنى من الجمهور نفسه أن يعي هذا الاحترام ويعرف أن أي خرق للنظام داخل الملعب، قد يخيّب ظن بقية الأمم في أخلاق الجماهير الآسيوية عامة، والعربية خصوصاً، والخليجية بشكل أخص. وخروجاً عن موضوع الحسد، ودخولاً لموضوع الحدس، فيا له من شعور مزعج هو ذا الذي يشعر به كاتب الزاوية الرياضية عندما يكون مضطرّاً إلى أن يسلّم مقالة الغد في موعد معيّن، ويكون بعد هذا الموعد بساعة أو ساعتين حدث مهم كان جديراً بأن يكتب عنه! فها أنا أكتب هذه الزاوية قبل مباراة المنتخب السعودي ونظيره السوري، وبعد أن نجح منتخب «النشامي» في خطف تعادل ثمين من المنتخب الياباني، وكان من الممكن أن يحقق الفوز لولا تراخي لاعبيه في الدقائق الأخيرة. وأعتقد أن المنتخب الياباني نجح في امتصاص حماسة المنتخب الأردني الفذ، وانتظر نفاد لياقة أفراده البدنية، ومن ثم فقدانهم التركيز، ليبدأ بعدها في الانقضاض والخروج بنقطة واحدة كان المحتمل أن تكون 3. وبالمناسبة، فالمنتخب الأردني شهد تطوّراً مشهوداً في مستواه تحت إدارة مديره الفنّي العراقي عدنان حمد. وبالنسبة إلى التحكيم، فحدسي لا يتطابق في المباراتين، ولكنّه وللأسف يقول إن التحكيم الجيد الذي أراه أمامي الآن في مباراة اليابان والأردن، قد لا يكون هو التحكيم نفسه الذي سأراه بعد قليل في لقاء المنتخب السعودي أمام شقيقه السوري! ولن أتحدث عن السبب، ولكنه مجرد حدس! أسأل الله أن يهدي حدسي للخير، ويبعده عن سوء الظن بإخوتنا الآسيويين. www.almisehal.net