انسحب رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف من انتخابات الرئاسة الإيرانية اليوم (الإثنين) وأعلن تأييده لرجل الدين إبراهيم رئيسي في الانتخابات المقررة الجمعة المقبل. وكان قاليباف وهو قائد سابق في «الحرس الثوري» وقائد سابق للشرطة، واحداً من المنافسين الرئيسين للرئيس الحالي حسن روحاني الذي يخوض الانتخابات سعياً لولاية ثانية. وقال قاليباف في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية «يتعين علي اتخاذ قرار مهم للحفاظ على وحدة القوى الثورية... أطالب كل أنصاري في مختلف أرجاء البلاد بمساعدة إبراهيم رئيسي في الفوز بالانتخابات». وارتفعت شعبية رئيسي باطراد في الأسابيع القليلة الماضية ومن شأن قرار قاليباف إعطاء دفعة له أمام روحاني الذي خفف من عزلة إيران الدولية لكنه أخفق في تحفيز اقتصاد متباطئ. وقال حلفاء قاليباف إنه يحظى بقبول أكبر في العاصمة طهران وبين الناخبين الشبان ولديه خطة اقتصادية أكثر تماسكاً بالمقارنة مع بعض المرشحين «المحافظين» الآخرين. ولكن لم يكن هناك خيار أمام قاليباف سوى الانسحاب من السباق مع إعلان الأحزاب المحافظة والمؤسسات الدينية الرئيسة في البلاد تأييدها لرئيسي وهو رجل دين تلقى العلم على يد المرشد علي خامنئي. وأعلن نبأ انسحاب قاليباف بينما كان رئيسي يلقي كلمة في مدينة شيراز ما أشاع البهجة بين أنصاره. ونشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أنصاراً لرئيسي يهتفون «شكراً قاليباف». ورد رئيسي على الحشد «أنا ممتن للغاية. إن ما فعله تصرف ثوري». وحصل قاليباف على 16.5 في المئة من الأصوات في آخر انتخابات رئاسية وكانت قبل أربعة أعوام وحل في المركز الثاني. وحقق روحاني أكثر من 50 في المئة لذا تفادى خوض جولة ثانية. ولم يكن بعض «المحافظين» سعداء بخوض قاليباف السباق مجدداً ما قد يؤدي إلى شق صفوف ناخبي المعسكر المناهض لروحاني. وقال حسين رسام وهو مستشار سابق للخارجية البريطانية «خوف المحافظين الأساسي هو احتمال تفوق قاليباف على رئيسي الجمعة المقبل من دون أن يمثل تحدياً حقيقياً لروحاني في جولة الإعادة ناهيك عن التغلب عليه». وحذر روحاني أنصاره من أن قاليباف ورئيسي سيعيدان إيران إلى «التشدد». وأضاف اليوم أنه بحاجة إلى تفويض أقوى لتحرير المجتمع الإيراني. وقال نائب مدير مكتب روحاني حميد أبو طالبي في تغريدة على «تويتر» إن معظم أنصار قاليباف سيصوتون الآن لروحاني لأن الاثنين هما المرشحان الوحيدان اللذان يملكان خبرة في الإدارة وخطة متماسكة. * تحالف جديد وقال المحلل السياسي حميد فرح فاشيان «ستنقسم أصوات قاليباف بين روحاني ورئيسي. وفي طهران ستذهب أصواته أساساً لروحاني لكن أنصاره خارج طهران سيصوتون لرئيسي. لكن لا أعتقد أنه سيكون هناك تأثير كبير لأن قاليباف حصل على ستة ملايين صوت في 2013». وبعد دقائق من إعلان النبأ نشرت وسائل إعلام محافظة لافتات يظهر فيها رئيسي إلى جوار قاليباف. وقال محللون إن رئيسي قد يختار قاليباف لمنصب نائب الرئيس حتى يتقرب من التكنوقراط لكن لم يرد أي من المرشحين على مثل هذه التكهنات. وسيظهر قاليباف ورئيسي معاً في حشد انتخابي في طهران غداً.