تتجه «جنرال موتورز»، اكبر شركة سيارات في العالم، الى تقديم طلب الحماية من الدائنين في موعد اقصاه الاثنين بعدما فشلت في تأمين صفقة مقايضة سندات باسهم، طلبتها الحكومة الاميركية مقابل ضخ مساعدات، في وقت ارتفعت اسعار النفط في الاسواق الدولية مع توقعات اقتصادية وبيانات اميركية افادت بان الركود سيدخل «فترة الانحسار» خلال الربع الثالث من السنة، ما سيقود الى تراجع البطالة نسبياً وتحسن الانتاج والطلب وزيادة اكبر في واردات النفط. لكن الاممالمتحدة توقعت ان يرتفع عدد العاطلين عن العمل في العالم الى 50 مليوناً نهاية السنة. واظهرت احصاءات صينية ان الطلب الخارجي الاضافي على السلع ساهم في ارتفاع واردات النفط، ودفع الاسعار الى مستوى اقترب من 64 دولاراً للخام الاميركي وسط توقعات بان يتجاوز سعر البرميل مستوى 150 دولاراً بعد ثلاث سنوات. وكان 74 في المئة من مجموعة اقتصاديين اميركيين شاركوا في استطلاع للرأي لجمعية رجال الاعمال قالوا انهم لاحظوا بوادر انتعاش في الانفاق الاستهلاكي وتحرك الاسواق وارتفاع بسيط في الطلب على السلع المعمرة بعدما ساعدت برامج الحوافز الحكومية في تسهيل الاقراض ودفع دورة العمل مجدداً. ولا يُتوقع ان يتراجع انفاق المستهلك الاميركي اكثر من 0.4 في المئة، مقارنة مع العام السابق، انخفاضاً من توقعات في الربع الاول زادت على 1.3 في المئة. ويمثل الانفاق الاستهلاكي نحو 70 في المئة من الاقتصاد الاميركي. ويظهر الاستطلاع الذي يعتبر الافضل في تبيان وضع الاقتصاد الاميركي، ان اسعار المنازل والعقار ستصل الى ادنى مستوى في نهاية الربع الجاري (الثاني) قبل ان تعاود الارتفاع بقوة بعد موسم العطلات الذي يبدأ في تموز (يوليو). ويتوقع الاقتصاديون ان يُبقي مجلس الاحتياط الفيديرالي اسعار الفائدة على الدولار عند مستوى قريب من صفر على ان يبدأ رفع الفائدة تباعاً في نهاية النصف الثاني من السنة المقبلة الى 1.25 في المئة في نهاية العقد. في المقابل خفضت الاممالمتحدة توقعاتها لنمو الاقتصاد الدولي في 2009 وقالت انه سينكمش بنسبة 2.6 في المئة بسبب «ازمة الائتمان العالمية التي تواصل الضغط على الاقتصاد الحقيقي في انحاء العالم». وكان وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي حذر الاثنين في اجتماعات روما، وبعدما تحدث عن ضعف الاستثمار الدولي في التنقيب عن النط، من «اننا قد نرى، خلال سنتين او ثلاثة، تكراراً لمستوى الاسعار العام الماضي او اسوأ» في حين اشارت وكالة الطاقة الدولية الى ان الاسعار قد تتجاوز 150 دولاراً خلال سنوات قليلة في حال تعافي الاقتصادات الدولية من الركود. يُشار الى ان اسعار النفط بلغت مستوى 147 دولاراً في تموز الماضي، كما استعاد الخام نحو 30 دولاراً من خسائره بعدما سجل ادنى المستويات في تاريخه الحديث منتصف كانون الاول (ديسمبر) الماضي عند 32.40 دولار للبرميل. وفي موازاة الحديث عن الانتعاش اوقف فشل مديري شركة «جنرال موتورز» امس، في تأمين قبول مبادلة حملة سندات بقيمة 27 بليون دولار من الديون باسهم كما اقترحت الحكومة لزيادة مساعداتها الشركة، الى تباطؤ المسيرة التصاعدية لاسواق الاسهم في الولاياتالمتحدة واوروبا بعدما خشي المستثمرون من انعكاسات طلب الشركة للحماية من الدائنين او الافلاس في موعد اقصاه الاثنين المقبل. ومن بين كبار الدائنين للشركة الاميركية شركات يابانية، منها «بريدجيستون» وميتسوبيشي» و»ايسين سيكي» للاطارات وقطع الغيار، ما قد يحملها خسائر تتجاوز خمسة بلايين دولار. وانعكس وضع شركة السيارات الاميركية سلباً في سوق صرف العملات اذ استعاد الدولار بعض خسائره الصباحية بعدما اعاد المتعاملون تقويم مراكزهم بالقطع خصوصاً ان سعر الاسترليني سجل 1.6030 دولار في اعلى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عندما تراجع الى نحو 1.34 دولار. كما تحسن الدولار مقابل اليورو بعد ظهر امس الى 1.3918 دولار.