يا الله، كم تتحمل دورة الخليج من قسوة أبنائها، عندما تسأل عن الأهداف التي انطلقت من خلالها الدورة، تجدها أهدافاً نبيلة وصادقة، وتؤكد على القربى والمحبة! لقد بلغت دورة الخليج من العمر أربعين عاماً، ومع ذلك هناك من لا يزال يصوّب خارج الهدف، وكأننا في معركة خصوم. إذا كنا في كل دورة سنخلق مشكلات لا حصر لها، ونفتح ملفات ساخنة تبدأ من قضية التجنيس، وتنتهي وقد لا تنتهي بقضية البدون، والتجنيس المستتر كما يقول مدير المنتخبات القطرية السابق والفتح الجديد أحمد السليطي بقايا الحجاج. بالله عليكم، هل بقي من أهداف دورة الخليج شيء؟ وهل مثل هذه التفاهات ستخدم الدورة وتساعد في استمرارها؟ مالي أرى إعلامنا الخليجي يصب الزيت على النار، وهو الذي لا يصدق أن يرى قضية حتى يحاول أن يوسع دائرتها، وكأنما ينادي عبر الفضاء «اللي ما يشتري يتفرج!». إن ثورة الإعلام المرئي تحديداً لم تقدم لدورة الخليج إلاّ الوجه القبيح الذي صنعه الإعلام نفسه، ولم تصنعه الدورة، ونسيت وتناست وتجاهلت أن لهذه الدورة أفضالاً، وبها رموز ونجوم، وتخرج من خلالها العمالقة، فلماذا الدوران في فلك آخر؟ لا شك في أن دورة الخليج ليست بطولة لكأس العالم، ولن تكتب ال«فيفا» اسم الفائز بكأسها في سجلاتها، لأنها باختصار دورة «ربعنا»، وكانت بقرار منا، واستمرت طوال هذه الفترة بفضل إرادتنا. ولذلك أعود وأقول إن دورة الخليج التي بدأت من البحرين، وطافت بكل دول الخليج والعراق، واليوم هي في اليمن السعيد من حقها علينا ان أردنا استمرارها أن نتناول في كتاباتنا وبرامجنا وجهها الجميل وأهدافها المثلى. أما إن كنا سنكافئ من يخطئ في حق دولة من الدول الخليجية، ونستضيفه عبر قنواتنا الفضائية، لنظهره أمام العالم على أنه «بطل»، وإن كان مراهقاً، فذلك في رأيي سيشجع الآخرين من أمثاله على التطاول على دول أخرى. ومع احترامي وتقديري لكل الآراء المطالبة باستمرار دورة الخليج، إلاّ أنني لا أتفق مع هذه الآراء، ولا أتفق مع «خلجنة» البطولة، فإن لم نكن «خليجيين بصدق» هدفاً ومصيراً، فلا داعي لاستمرارها. [email protected]