«ملكة العفاف» المسابقة الأولى عالمياً... لحفظ عرض النبوة!

في الوقت الذي يتنافس فيه محبو الشعر على نيل كعكة «المليون»، هبت مؤسسة الدرر السنية تحت شعار «أمنا عائشة... ملكة العفاف» لإطلاق مسابقتها العالمية الأولى وفاءً لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وإحياءً لسيرتها العطرة، وفي جعبتها 100 ألف للفائز الأول، مع تشديد بارز على رفض المهاترات.
وعلى رغم أن السقف الأعلى للمسابقة مئة ألف ريال للفائز الأول، في وقت تصل فيه جوائز مسابقات الشعر إلى مليون وأكثر أحياناً، إلا أن الإقبال على مسابقة أم المؤمنين يفوق المتهافتين على الشعر، إذ وصل عدد المشتركين في المسابقة ألف مسجل من 40 دولة من شتى أنحاء المعمورة.
من جهته، أكد المدير التنفيذي للمؤسسة والمشرف على اللجنة المنظمة فيصل السليم أن رابط البُنوَّة من أقوى الروابط وأقدسها وأكثرها تأثيراً في النفوس، إضافة إلى أنه يحفز المسلمين على القيام بواجبهم تجاه أمهاتهم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تذكيرهم بهذه الرابطة القوية التي تستحثهم على البر والإحسان، بناء على ذلك كان شعار المسابقة.
وذكر السليم أن المسابقة موجهة لكل مسلم يملك القدرة على البحث والتحليل والكتابة وتستهدف بشكل أخص طلبة العلم والمثقفين ومحبي البحث العلمي، وتهدف إلى تحفيز الهمم لكتابة بحوث علمية مؤصلة تتناول شخصية أم المؤمنين رضي الله عنها وتبرز مكانتها وفضلها في الإسلام.
وحول العناصر المطلوبة في البحث، ذكرت اللجنة المنظمة أن أهم العناصر الواجب توافرها أمور عدة، أهمها أن يتم عرض مختصر لفضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كما يتم عرض الجوانب التي يجهلها الكثيرون في حياتها - رضي الله عنها - من غير الفضائل، مع ضرورة إيضاح العلاقة الحسنة بين أم المؤمنين عائشة وعلي وفاطمة وذريتهما وأئمة آل البيت رضي الله عنهم جميعاً في ضوء الأحاديث والأقوال والأفعال من خلال كتب السنة وروايات الشيعة، إضافة إلى عرض الافتراءات المختلقة والأباطيل التي لا وجود لها عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وبيان بطلانها من خلال كلام أئمة الحديث ونقاده من المتقدمين والمعاصرين.
وشدد السليم على أهمية عرض أهم وأقوى الشبهات حول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والرد عليها. مع التركيز على هذا العنصر، وإعطائه مساحة أكبر في البحث، مع ذكر الفوائد والآثار الإيجابية لحادثة الإفك القديمة والمعاصرة، إضافة إلى إمكان إضافة أي عناصر أخرى يرى الباحث أهمية وجودها في البحث.
وأكدت اللجنة أهمية أن يكون البحث جديداً، وغير مشابه لبحوث أخرى مقدمة للمسابقة، أو سبق نشرها ورقياً أو إلكترونياً، أو تم الدخول بها في فعاليات أو مسابقات أخرى، وأن تحرّي الأمانة العلمية في عزو كل ما يتم نقله أو الاقتباس منه ولو بتصرف هو أحد أهم شروط المسابقة ولن ينظر إلى أي مشاركات تخلُّ بهذه الشروط.
ورفض السليم أن يكون البحث فيه نوع مع المهاترات، أو استخدام أساليب التجريم والسباب والشتائم لأية جهة أو فرد، إضافة إلى أن يكون البحث متصفاً بالأصالة والجدَّة والعمق، مع العناية بالتأصيل العلمي، من خلال الآيات القرآنية والهدي النبوي والمنهج السلفي، وأشار إلى ضرورة مراعاة التسلسل المنطقي في عرض وترتيب المواضيع وعناوينها، وإشباع كل موضوع وإعطاؤه حقه بما يتناسب مع حجم البحث من دون اختصار مخل أو تطويل ممل، واشتمال البحث على جميع العناصر المعطاة. لافتاً إلى أنه يحق للباحث الزيادة عليها، كما أن له الحق في ترتيب المواضيع بحسب ما يراه مناسباً، وله اختيار عناوين البحث بما لا يغيّر الفكرة المطلوبة.
واشترط السليم توثيق كل معلومة واردة في البحث، وعزوها في الهامش إلى مصادرها الأصلية، وضرورة ألا يقل عدد جميع صفحات البحث عن 80 صفحة، وألا تزيد على 150 صفحة بما فيها المراجع. وذلك وفق مواصفات مذكورة بالتفصيل في الموقع الإلكتروني.
واعتبر المشرف العام على موقع الدرر السنية الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف، أن الأسلوب العلمي الهادئ يعد أحد أهم معايير التقويم والمفاضلة بين المتسابقين، والحرص على تجنب أساليب المهاترات التي لا تعبّر عن منهج السلف الصالح في الرد على المخالفين.
وأكد أن المسابقة تهدف إلى بيان فضل أم المؤمنين رضي الله عنها ومكانتها في الإسلام، وتناقش الشبهات المثارة حولها، معتمدة في ذلك على المناقشة العلمية الرصينة بعيداً عن الإثارات وعبارات السباب والشتام.
وحول الإقبال الذي شهدته المسابقة، ذكر السليم أن الإقبال فاق التوقعات، إذ تجاوز عدد المسجلين خلال أقل من أربعة أيام 600 باحث، والآن فاق ألف مسجل من أكثر من 40 دولة إسلامية وغير إسلامية، إذ هناك مشاركات من أوروبا وأميركا وغير ذلك. وكان من بين المسجلين دكاترة وأساتذة جامعات وطلبة علم من الرجال والنساء، وذكر أن التسجيل لا يزال مستمراً.
وفي سؤال حول المشاركات النسائية قال: «إن المجال مفتوح للنساء والرجال على حد سواء، ونتوقع إقبالاً نسائياً كبيراً، لاسيما أن الشخصية محل البحث من النساء. وهذا ما تؤكده نسبة المشارِكات في المسابقة حتى الآن، إذ تقدرها اللجنة بنحو 30 إلى 40 في المئة».
وأضاف: «قمنا بإنشاء صفحة مخصصة يوجد فيها كل ما يحتاجه الباحث من معلومات حول المسابقة، مثل شروط البحث وعناصره وضوابطه ونهاية فترة تسليم البحوث وتاريخ إعلان الفائزين، إضافة إلى إنشاء بريد إلكتروني مخصص للإجابة عن جميع الاستفسارات jawab@dorar.net وبريد آخر لتسلم البحوث musabaqah@dorar.net». وفي ما يتعلق بتقويم البحوث وترشيح الفائزين، ذكر السليم أن البحوث ستقومها لجنة علمية مكونة من مجموعة منتخبة من طلاب العلم المتخصصين، مشيراً إلى أن هناك خمس جوائز نقدية مقدمة للفائزين موزعة على النحو الآتي: الجائزة الأولى: 50 ألف ريال، مع طباعة 5000 نسخة من البحث وتوزيعها مجاناً. الجائزة الثانية: 30 ألف ريال، مع طباعة 3000 نسخة من البحث وتوزيعها مجاناً. الجائزة الثالثة: 15 ألف ريال، مع طباعة 3000 نسخة من البحث وتوزيعها مجاناً. الجائزة الرابعة: 10 آلاف ريال. الجائزة الخامسة: 5 آلاف ريال.
يذكر أن المسابقة تأتي في سياق جملة من حملات النصرة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والتي شهدت نشاطاً مكثفاً في الفترة الأخيرة.