في وقت تتواصل الاشتباكات منذ أسابيع بين عناصر تنظيم «داعش» والقوات الحكومية مدعومة بسلاح الجو الأميركي في ولاية ننغرهار شرق أفغانستان، تبنى التنظيم هجوماً استهدف مستشفى سردار داود خان العسكري في العاصمة كابول، وأسفر عن حوالى 40 قتيلاً و50 جريحاً قضوا خلال 6 ساعات من الاشتباكات. وخلال العام الماضي، شن التنظيم هجمات على مدنيين في كابول استهدف بعضها أهدافاً للشيعة، ما دفع قوات الحلف الأطلسي (ناتو) بقيادة الولاياتالمتحدة أخيراً إلى إعلان حاجته إلى آلاف من القوات لتأمين الاستقرار في أفغانستان، علماً أن الرئيس دونالد ترامب لم يعلن حتى الآن سياسته تجاه هذا البلد. وفجر انتحاري نفسه أمام مبنى المستشفى الذي يضم 400 سرير ويقع في مقابل السفارة الأميركية، ثم تسلل 3 مهاجمين تخفوا بزي أطباء من البوابة الخلفية للمبنى، وألقوا قنابل يدوية في أقسامه وأطلقوا الرصاص من رشاشات «كلاشنيكوف» على المرضى والأطباء والعاملين. وهرعت قوات من وحدة مكافحة الإرهاب لتطويق المستشفى، وهبط جنود من مروحية على سطحها تمهيداً لمواجهة المهاجمين داخل أروقة المستشفى. وأعلن الجيش مقتل جندي واحد في صفوفه. ويعود آخر هجوم ارهابي على مستشفى في أفغانستان إلى حزيران (يونيو) 2011، حين قتل انتحاري قاد سيارة مفخخة 38 شخصاً معظمهم نساء وأطفال داخل قسم التوليد في مجمع طبي بمحافظة لوغار جنوبكابول. ونفت حركة «طالبان» ضلوعها في هذا الاعتداء الذي نددت به، وهو ما كررته في العملية الأخيرة، إذ تنصل الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد من مسؤولية الهجوم، على رغم أنها شنت قبل أسبوع ثلاث هجمات منسقة استهدفت مركزين للشرطة وآخر للاستخبارات في كابول. وأعلنت مقتل 73 عنصر أمن، لكن السلطات قالت إن عدد قتلى وجرحى هذه الهجمات «أقل بكثير». وفيما انهالت رسائل التنديد الدولية بالهجوم على المستشفى الذي يستقبل جميع جرحى الحرب من القوات الحكومية والمتمردين، تعهد رئيس الوزراء الأفغاني عبدالله عبدالله «عدم الصفح أبداً عن المجرمين». واعتبر الرئيس أشرف غني أن الهجوم «يسحق كل القيم الإنسانية». في باكستان، قتل 15 مسلحاً وجنديان في عمليتي دهم نفذهما الجيش في منطقة سوابي بإقليم خيبر بختونخوا (شمال غرب). وأطلق الجيش عملية عسكرية ضد الإرهاب في أنحاء البلاد بعدما قتل 130 شخصاً في عمليات عنف متصاعدة الشهر الماضي، ما خرق أجواء التفاؤل السائدة بتحقيق إسلام آباد مكاسب قوية في حربها المستمرة منذ عقد ونصف ضد المسلحين المتطرفين.