قال وزير الخارجية وليد المعلم أمس إن سورية «تسير في الطريق الصحيح لأن سياستها مستقلة وتنبع من قرار وطني يخدم مصالح الشعب وقضايا الأمة»، لافتاً الى أن «إسرائيل تتحمل وحدها ومن يرعاها مسؤولية تعطل عملية السلام» في الشرق الأوسط. وأكد أن علاقات سورية مع «محيطها العربي جيدة» وأنها تبذل «جهوداً كبيرة» لتحقيق استقرار العراق وأمنه وتشكيل حكومة وحدة، وأن الأردن ولبنان أرادا أن يكونا في إطار مجلس التعاون الاستراتيجي مع سورية وتركيا، وأن العراق أبدى «رغبة» بالانضمام إليه. وقال إن العلاقة مع إيران «استراتيجية». وكان المعلم يتحدث في افتتاح المؤتمر الأول لقناصل سورية في الخارج بمشاركة 47 قنصلاً، للاستماع الى مقترحاتهم لتطوير آلية عملهم. ويسبق هذا المؤتمر الذي يستمر يومين ويتضمن لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين، المؤتمر الأول لسفراء سورية المقرر عقده في دمشق الصيف المقبل. وتطرق في خطابه الى «ما يتعرض له الوطن من تآمر متواصل بدأت تظهر ملامحه» بعد مذكرات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وكتاب «سر الرؤساء» الصادر في باريس. وزاد: «المؤامرة على سورية مستمرة، لكن اطمئنكم أن هذا البلد بقيادة الرئيس (بشار) الأسد تجاوز العديد، بل العديد جداً، من هذه المؤامرات وأصبح حصناً منيعاً». وتابع: «نسير بالطريق الصحيحة لأن سياستنا مستقلة وتنطلق من مصالحنا الوطنية». وأكد المعلم أن علاقة سورية مع «محيطها العربي جيدة»، وأنها تبذل «جهوداً كبيرة من أجل تحقيق أمن العراق واستقراره وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وكانت اتصالاتنا في الأيام القليلة الماضية مع كل الكتل السياسية العراقية من أجل تحقيق هذا الهدف»، لافتاً الى أن «استقرار العراق وأمنه مهمان جداً لسورية لأن عدم الاستقرار يؤثر بنا مباشرة». وزاد: «كذلك أن أمن واستقرار لبنان جزء من أمن سورية واستقرارها». وعن العلاقة مع تركيا، أوضح انها «استراتيجية في المجالات المختلفة. الحوار والتشاور السياسي مستمران. والعلاقات الاقتصادية تشهد تطوراً ونمواً سريعاً، وهذه العلاقة أصبحت نموذجاً يحتذى به»، لافتاً الى أن لبنان والأردن «أرادا أخيراً أن يكوّنا مجلساً رباعياً بالإضافة الى تركيا وسورية»، وأن العراق «أبدى رغبة بالانضمام الى هذا التجمع الاقتصادي، ونحن نتحدث الآن عن تكتل بشري يزيد على 140 مليون نسمة على أمل أن ينضم إليه آخرون من الدول الشقيقة والصديقة». وأشار الى تأكيد الأسد على «عدم وجود شريك في إسرائيل في شأن السلام، بل ما نراه على أرض الواقع من سياسة الاستيطان المستمرة وسياسة تهويد القدس وهدم المنازل واستمرار الحصار اللاإنساني في قطاع غزة، كل هذه المؤشرات تؤكد عدم وجود شريك للسلام في إسرائيل». وزاد: «إسرائيل وحدها ومن يرعاها تتحمل مسؤولية تعطل عملية السلام». وقال رداً على سؤال إن العلاقة بين سورية وفرنسا «جيدة، خصوصاً العلاقة الشخصية» بين الأسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي. وسئل المعلم عن العلاقات مع إيران، فأجاب: «أولاً، سورية كما قلت تقيم علاقاتها في ضوء مصالحها وقضايا أمتها. منذ انطلاق الثورة الإسلامية في إيران حيث استبدلت السفارة الإسرائيلية بمقر منظمة التحرير الفلسطينية، كان واضحاً وقوف الثورة الإيرانية الى جانب قضية فلسطين، وهي القضية المركزية الأولى للعرب. ثانياً، من خلال الحوار تبين أن إيران داعمة قوية للقضايا العربية ونشأت بيننا وبينها مصالح اقتصادية مشتركة بملايين الدولارات. لذلك اختصر وأقول إن علاقات سورية مع إيران هي علاقات استراتيجية». وتابع إن «الإخوة الإيرانيين أكدواً مراراً أن برنامجهم النووي سلمي، وشاركونا في الدعوة الى إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وهم يعرفون أن سورية تقف ضد أي استخدام عسكري للقدرات النووية»، مشيراً الى «ازدواجية المنظور الدولي لهذه المسألة إذ أن إسرائيل، باعتراف الغرب، تمتلك أكثر من 250 قنبلة نووية، ولديها مفاعلات تنتج السلاح النووي، والعالم يقف بصمت، بل يمنع المنظمات الدولية من توجيه الاتهام الى إسرائيل».