مجلس الاحتياط لضخ أموال جديدة في السوق والدولار إلى تراجع اضافي مقابل سلة عملات

بقيت اسعار الاسهم متقلبة، مع تراجع ملحوظ، بعدما تحدث رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي (المركزي الاميركي) بن برنانكي عن «التيسير النقدي الاضافي في الولايات المتحدة». وزادت الضغوط على سعر صرف الدولار مقابل سلة عملات رئيسية، و»زادت حاجة اعضاء اوبك لضبط المعروض والحد من تجاوز حصص الانتاج ما قد يرفع سعر البرميل الى ما بين 90 ومئة دولار في المستقبل القريب تعويضاً عن للخسائر في مواجهة ارتفاع كلفة الواردات»، كما توقعت مذكرة الى الزبائن في «باركليز كابيتال» في لندن.
وجاء في المذكرة انه «رغم ان السلطات النقدية في منطقة اليورو ستحاول منع العملة الاوروبية الموحدة من تسجيل سعر قياسي مقابل الدولار يتجاوز 1.60 دولار كما حدث العام 2008، الا ان الامر قد يتحقق في الربع الاول من السنة المقبلة».
يُشار الى ان سعر الصرف المرتفع لليورو مقابل الدولار كان بين العوامل التي دفعت النفط في تلك الفترة الى تجاوز المئة دولار للبرميل، وليسجل لاحقاً مستواه التاريخي عند 147 دولاراً للبرميل.
وكان برنانكي اعطى بعد ظهر امس اشارات اساسية عن اجراءت ستُتخذ في اجتماع الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل للجنة السوق. لكنه لم يتحدث مباشرة عن طبيعتها وان كانت التوقعات تفيد بانه سيزيد التيسير الكمي (زيادة السيولة) عبر شراء بعض الاصول من الشركات الاميركية لاعادة تدوير دورة رأس المال.
وبلغت قيمة الاصول التي اصبحت في حوزة مجلس الاحتياط حدود 2.3 تريليون دولار ارتفاعاً من 1.7 تريليون دولار بعد شراء الاوراق المالية للشركات المصرفية والرهونات العقارية التي ادت لازمة الائتمان العام 2008.
وانعكست تصريحات برنانكي في بوسطن سلباً على سعر صرف الدولار الذي زادت خسائره امام اليورو والين والاسترليني.
وارتفع اليورو الى 1.4161 دولار في أعلى مستوياته منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، وأمام الين تراجع سعر الدولار دون 81 يناً وسجل في أحدث تداول 81.06 ين منخفضا 0.5 في المئة. وارتفع سعر الجنيه الاسترليني الى أعلى مستوياته في ثمانية شهور الى 1.6100 دولار وهو أعلى مستوياته منذ 29 كانون الثاني الماضي، في حين تراجع مؤشر الدولار الى أدنى مستوياته حتى الان عند 76.154.
وفي موازاة ذلك قال يورغن ستارك عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الاوروبي امس انه يتعين على الدول تجنب سباق «مدمر» لخفض قيمة عملاتها وتحسين التعاون بدلا من ذلك لمواجهة التقلبات في أسواق الصرف. وقال زميله خوسيه مانويل جونزاليس بارامو العضو في المجلس ان عدم الاستقرار في أسواق الصرف أمر سيء في حد ذاته لكنه رفض أن تكون الاقتصادات الكبرى متورطة في «حرب صرف».
وسيتم البحث مجدداً مع الصين في خفض التوتر في شأن قيمة عملتها (اليوان) المتدني اثناء قمة مجموعة العشرين في سيول في 11 و12 تشرين الثاني، وبعد ايام من القرارات التي ستتخذها لجنة السوق في مجلس الاحتياط التي يُتوقع ان تؤدي الى تراجع اضافي في قيمة الدولار.
ولم تُساعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياط اسعار النفط التي تحولت الى التراجع مجددا في تعاملات متقلبة امس، وبددت المكاسب السابقة. وعند اقفال التداول في سوق لندن تراجع سعر عقود الخام الاميركي الخفيف تسليم تشرين الثاني الى حدود 82 دولاراً للبرميل بعدما تجاوز 83 دولاراً ظهراً وانخفض سعر مزيج «برنت» خام القياس الاوروبي تسليم كانون الاول ( ديسمبر) الى 83 دولاراً.
في المقابل ارتفعت الاسهم الاميركية في بداية التعاملات بعد ملاحظات برنانكي عن اجراءات التيسير النقدي. وتقدم مؤشر داو جونز الصناعي 33.07 نقطة (0.30 في المئة) الى 11127.64 نقطة. وحقق مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» 6.45 نقطة (0.55 في المئة) الى 1180.26 نقطة. وارتفع مؤشر «ناسداك» المجمع 25.62 نقطة أو 1.05 في المئة الى 2461.00 نقطة، لكن اسعار الاسهم ما لبثت ان عاودت الانخفاض بعد ظهر امس ما دفع مؤشر الداو الى حدود11 الف نقطة.