في وقت تواجه فيه نساء سعوديات رفضاً لعملهن في أسواق مدن كبرى مثل جدة، تعمل أخريات في مدن أصغر من دون عوائق اجتماعية ملحوظة منذ فترة طويلة، ففي صالة للألعاب الالكترونية تتبع مركزاً تجارياً في مدينة تبوك تعمل السعودية ياسمين مشغلة للألعاب منذ أكثر من خمسة أعوام. وعلى رغم أن راتبها لا يصل إلى 2000 ريال (1950 ريالاً) إلا أنها سعيدة به إذ يسهم في سد احتياجات أسرتها المكونة من أولاد وبنات إضافة إلى والدتها. وذكرت ياسمين ل «الحياة» أنها كانت تواجه مصاعب واعتراضات من بعض «المحتسبين» في بداية عملها لكنها أصرت على العمل حتى أثبتت أن بمقدور المرأة العمل في هذا المجال. وقالت: «كان بعض أقاربي يفضلون في بداية عملي أن نقبل الصدقات، على أن يواجهون ضغطاً اجتماعياً جراء عملي، إلا أنني استطعت عبر ثقتي بنفسي وبدعم المسؤولين عن السوق أن أتخطى وعائلتي تلك الضغوط». وأكدت أن أفراد أسرتها يعبرون عن فخرهم بعملها الآن، لأنها استطاعت أن تسهم في سد حاجات أسرتها، مشيرة إلى أن تعامل أفراد المجتمع معها يختلف من شخص إلى آخر: «البعض يرفض التعامل معي ويمنع أولاده من اللعب في اللعبة التي أشرف عليها، والغالبية يشجعوني ويبدون إعجابهم بعملي». من جانبه، قال المشرف على صالة الألعاب (فضل عدم الكشف عن اسمه) ل «الحياة» إن نجاح تجربة ياسمين شجعه على توظيف سعوديتين في الصالة ذاتها. وأقر بوجود ضغوط لمنع عمل المرأة السعودية في صالة الألعاب، غير أنه أكد أنها خفت في الأعوام الأخيرة، مبدياً تخوفه من رجوع تلك الضغوط، مع «الهجمة» الأخيرة التي تواجه المرأة في عملها موظفة «كاشير» في أسواق جدة.