اعتقدت أن المقلب الذي تعرض له اتحاد الكرة البحريني من سماسرة زعموا أنهم يمثلون الكرة التوغولية لا يتم إلا في الخفاء وبعيداً عن الأضواء، لكن الذي حدث للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لا يختلف كثيراً عما قام به أشباه التوغوليين. فقد شاهد العالم كله اللاعب وهو يخرج محمولاً على دكة إسعاف، بعد أن تعرض لإصابة في كاحله عقب عرقلة قاسية من التشيخي يوفالوسي (مدافع أتليتيكو مدريد)، فقبض عشاق الكرة أنفاسهم منتظرين قرار الأطباء بعد فحصهم أشعة اللاعب الأغلى في العالم، وكانت النتيجة ضرورة ابتعاده عن الملاعب أكثر من أسبوعين، وعلى رغم اعتذار التشيخي، فإن لعنات محبي ميسي ظلت تطارده في المنتديات الإلكترونية وفي مقاهي برشلونة وبوينس آيرس. وعلى رغم كل هذا، فإن المدرب الأرجنتيني بالنيابة سرجيو باتيستا وضع ميسي على رأس قائمة لاعبي التانغو، الذين سيتنقلون يوم 8 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل لمواجهة اليابان ودياً. وتساءل الناس عن السبب الذي جعل باتيستا يقدم على اتخاذ قرار بشأن ضم ميسي للقائمة، وهو غير متأكد من تماثله للشفاء، وأصيب معسكر برشلونة بدهشة لما بلغه الخبر من بوينس آيرس. ولكن عندما استفسر «البراشلة» عن السبب، قيل لهم إن الاتفاق مع الاتحاد الياباني يقضي بأن يكون ميسي حاضراً في المباراة، وأن يلعب ولو دقيقة واحدة في مقابل 200 ألف يورو (...)، ولم يكن بإمكان اتحاد الكرة الأرجنتيني أن ينكث العهد ويخسر المئتي ألف يورو. وكأن اتحاد غروندونا لا يعلم أن قيمة ميسي في السوق تساوي عشرة أضعاف اللاعبين العشرين الذين وضعهم باتيستا في قائمته، وأن المئتي ألف يورو التي يقطع لأجلها آلاف الكيلومترات لا تكفي لتأمين كاحله المصاب. صديقي الذي يحب المقاربة بين الأشياء، قال لي إن فعلة التانغو في الجهر لا تختلف عن فعلة التوغو في السر، ما دام الأمر في الحال هو كسب المال، ولتذهب سيادة التوغو إلى الجحيم، ولتغرق قدم ميسي في الوحل. إن إقدام الاتحاد الأرجنتيني على تغليب منطق المال على صحة لاعب يساوي وزنه ذهباً، يعني أن الذين يصرخون بأعلى صوتهم «انقذوا الكرة من التجار والسماسرة» هم على حق، فالمسألة تجاوزت المراهنات ورشوة الحكام والتلاعب بالنتائج وشراء الذمم إلى العبث بصحة اللاعبين ولو كانوا في قيمة ميسي. لقد أقدم كابيللو في كأس العالم على اصطحاب بيكام معه إلى كأس العالم، بعد أن أصيب في كاحله، ليجلس قريباً منه، ولم يضعه في قائمة اللاعبين تقديراً له. وأقدم لوف على اصطحاب بالاك معه إلى كأس العالم، بعد أن أصيب في كاحله، ولم يضعه في قائمة اللاعبين تقديراً له. وأقدم باتيستا على وضع ميسي في قائمة الفريق بعد أن أصيب في كاحله تقديراً للمئتي ألف يورو. هكذا أرى الأمور فيها كثير من الأنانية، ولا تراعي الجانب الانساني في أي حسابات تقود إلى ملء الجيوب في زمن كله عيوب. أما مورينيو، فإنني لم أخطئ مرة أخرى عندما قلت لكم، إن الرجل لا يختار الطريق الصعب ويبحث دائماً، إذ يكون الربح مضموناً، أي أشبه بالحمام الذي لا يتطلب سوى ماء ساخن (...) وعندما اختار تشلسي والانتر والريال، فلأنها أندية قادرة على أن تجلب أفضل لاعبي العالم. أما منتخب البرتغال فلا يمكنه أن يجلب لاعبين من غير الذين خرجوا من أرحام وأصلاب برتغالية. وبالتالي فالرهان خاسر، والرد على اتحاد الكرة البرتغالي هو «أنا مشغول». [email protected]