الحوثيون يتهمون ولد الشيخ بإطالة الحرب

استمرت أمس المواجهات بين قوات الجيش اليمني و «المقاومة الشعبية» من جهة وبين ميليشيات جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من جهة ثانية، في جبهات تعز ومأرب والجوف وشبوة، في وقت كثف طيران التحالف العربي غاراته على مواقع الميليشيات وتعزيزاتها في صنعاء ومحيطها وفي محافظة صعدة وعلى امتداد الساحل الغربي في محافظتي الحديدة وتعز.
في غضون ذلك شن الحوثيون هجوماً حاداً على مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ على خلفية إحاطته التي قدمها إلى مجلس الأمن حول تطورات الأوضاع الميدانية والإنسانية في اليمن وتطرقه إلى إطلاق الميليشيات صاروخاً باليستياً على منطقة مكة وتصعيد هجماتها على الحدود السعودية.
وقال الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تصريحات بثتها وسائل إعلام الجماعة، إن ولد الشيخ «يتغافل عما يعيشه الشعب اليمني من واقع مؤلم ومؤسف ويساهم بشكل أو بآخر في إطالة أمد الحرب».
وكان المبعوث الأممي اتهم في إحاطته أمام مجلس الأمن الأطراف اليمنية بأنها «عاجزة» عن تجاوز خلافاتها والتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع، وطالب أعضاء المجلس بدعم خريطة الطريق التي اقترحها للحل وهي الخريطة التي رفضتها الحكومة اليمنية وتحفّظ عليها الحوثيون وحزب صالح.
على الصعيد الميداني، أفادت قوات الجيش والمقاومة بأنها صدت هجمات للميليشيات في منطقتي الصفراء وعسيلان في شبوة، وواصلت السيطرة على مواقع للمتمردين في جبهات تعز إثر معارك سقط خلالها عشرات المسلحين من عناصر الحوثيين وقوات صالح.
وأضافت المصادر أن طائرات التحالف العربي دمرت منصات إطلاق الصواريخ وعربات مسلحة في جبهة حرض الحدودية شمال غرب محافظة حجة، وقصفت منصات لإطلاق الصواريخ الباليستية غرب صنعاء، ما أدى إلى مقتل العشرات من أفراد الميليشيات.
وطاول القصف الجوي في صنعاء مخابئ للمتمردين ومخازن أسلحة في جبل نقم ومعسكر الحفا المجاور وفي كهوف جبلية غرب العاصمة في مديرية بني مطر، كما امتد إلى مناطق نهم وصرواح غرب مأرب وإلى مديرية المتون غرب محافظة الجوف.
وأضافت المصادر الحكومية أن مقاتلات التحالف استهدفت مواقع الحوثيين في مديرية «قفلة عذر» في محافظة عمران (شمال صنعاء) وشنت سلسلة ضربات على أهداف للمتمردين على امتداد الساحل الغربي في محافظة الحديدة شملت مناطق ساحل النخيلة والكويزي والخوخة.
إلى ذلك أكدت مصادر الجيش في المنطقة العسكرية الخامسة مقتل وجرح عشرات المتمردين الحوثيين جراء غارات لطيران التحالف استهدفت خمس عربات تقلهم في منطقة «الوادي» شمال مديرية مستبأ في محافظة حجة، وأضافت أن الغارات تزامنت مع قصف مدفعي على مواقع المتمردين في مزارع الخضراء غرب حرض.
وفي تعز، التي شهدت جبهاتها أخيراً تقدماً للقوات الحكومية، أفادت مصادر ميدانية بأن هذه القوات سيطرت أمس في جنوب تعز على جبل السقق ومنطقة الرضعة وقرية الهوبين ومدرسة الخلل بمنطقة الأقروض جنوب مديرية المسراخ بعد معارك كبدت الانقلابيين خلالها خسائر في الأرواح والعتاد، وأدت إلى فرار فلولهم باتجاه مديرية خدير.
وفي وقت تزداد الأوضاع الإنسانية تدهوراً في صنعاء ومختلف المدن اليمنية نتيجة الانهيار الاقتصادي وعدم صرف رواتب الموظفين للشهر الثالث على التوالي وتفشي الأوبئة، من المقرر أن يعود المبعوث الأممي خلال أيام إلى صنعاء والرياض لمواصلة جهوده لإقناع أطراف الصراع بخريطته المقترحة للسلام.