شدد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي في لبنان ميشال عون في مهرجان انتخابي في بلدة ميروبا عصر أمس، بحضور أعضاء لائحة «التغيير والإصلاح» في دائرة كسروان، على ضرورة انتخاب اللائحة بكاملها «لأن هناك من يحاول أن ينتزع عدداً من المقاعد في مناطق نفوذ «التيار الوطني الحر». وأضاف: «المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء لأنه لا يمكن بناء دولة إذا لم نؤمن الاستقرار والتعاون بين مكونات شعبها، نحن اليوم سنعود الى مرحلة تأمل قبل مرحلة الانتخابات كي نختار نوابنا لأن النواب هم الذين يعيدون تكوين السلطة والمؤسسات الدستورية. أتمنى على كل ناخب أن يكون صادقاً تجاه نفسه ولا يترك خياره يتأثر بمصلحة آنية وظرفية أو بحاجة صغيرة ويترك الحاجة الكبيرة». وتابع عون: «كل مرشح منا له تاريخه وله صدقيته وله طريقة تعامله وله صفاته الخلقية وصفاته الوطنية. لا أحد منا جديد. نأمل بأن يكون قاموسنا الأخلاقي قاسياً عند الخيار. لا نستطيع أن ننتخب أحداً ويداه فاسدتان ولا نستطيع انتخاب أحد رضخ للوصاية وللاحتلال. لا نستطيع أن ننتخب أحداً يستعمل المال السياسي لشراء الضمائر». وقال عون: «تقدمنا ببرنامج مفصل نحدد فيه كل حاجات قطاعات العمل وهو البداية لتطبيق برنامج واسع. منه بالقريب العاجل ومنه بالأمد المتوسط ومنه بالأمد البعيد». وزاد: «نحن ملتزمون هذا البرنامج وكي نتمكن من تحقيقه نريد أكثرية نيابية. إن أي برنامج إصلاحي يمكن أن يفشل إذا لم نؤمن له أكثرية نيابية تريد الإصلاح وتريد التغيير في النهج العملي في سلوك الدولة». وقال: «لم يتسن للبنان لغاية اليوم أن يكون له مجموعة نيابية كبيرة تستطيع فرض نفسها وبرنامجها». ورأى أن موارد لبنان هم الناس، ولا يوجد بلد فقير اليوم بل هناك عقول فقيرة، لا يوجد بلد من دون موارد هناك بلاد مواردها مسروقة، بلاد فقيرة لم تجع في أشد الأزمات وبلاد غنية كثيرة ولكنها فاسدة جاعت شعوبها». وتمنى عون على الناخبين التصويت للائحة كاملة، وداعياً إياهم الى أن لا ينغشوا بما يُهمس في المسايرة هنا وهناك لأن هذا كله يفتفت الجهد». واختتم عون بالقول: «الغاية تفتيت الأكثرية والبرهان على ذلك انه في جبل لبنان وبيروت يعمل اليوم لخرق لوائح التغيير والإصلاح بنائب في جبيل هو ناظم الخوري وبنائب في كسروان اسمه منصور البون وبنائب في المتن اسمه ميشال المر وبنائب في بعبدا اسمه ادمون غاريوس وبنائب في بيروت اسمه نايلة التويني. كلكم تعلمون أن النتائج ستكون متقاربة بين المعارضة والموالاة. بين 4 و5 مقاعد بالزائد أو بالناقص... والغاية أن يسرقوا المقاعد الخمسة من كتلة التغيير والإصلاح. لا تدعوهم ينتزعوها منكم، كنت أتمنى لو أن هؤلاء النواب الخمسة انضموا إلينا ويمشوا بالتغيير والإصلاح». وقال: «تاريخهم معروف أين، وممن قبضوا ومع من تعاطوا السياسة ولمن كانوا خاضعين وأين تلمسوا الدعم والمال كي يصرفوه ويشتروا فيه مواقعهم الجديدة، أنا لا أعتبر هذا هجوماً على أحد. أنا ضد هذه المواقع التي تحاول إعادتنا الى عهد مضى عليه 17 عاماً وقد أدى بنا الى الخراب، الخراب الاقتصادي والسياسي لأنه همش المجموعات اللبنانية الفاعلة في لبنان وهجّر جميع الفعاليات الى الخارج وحطم اقتصادنا وجعل من مجتمعنا مجتمعاً ريعياً ينتظر الشحاذة». وكان عون تطرق في حوار مع الطلاب الى زيارته سورية، فقال: «ربحنا لبنان وليس أصواتاً». ولفت الى أن «في زيارتي سورية تحقق بناء علاقات حسن جوار وتنقية الذاكرة من الأشياء السوداء وفتح صفحة جديدة والكل مطمئنون وحدودنا آمنة. والزيارة لإيران كانت للتعرف إلى النظام الذي يخاف الكل منه فرأيت أن هناك كنائس ومطارنة وممارسة الدين محترمة وتعرفنا الى الجمهورية وهذا انفتاح وبعد للبنان عربي إسلامي. وفي روسيا ناقشنا شأنين مهمين هما الإرهاب والقضية الفلسطينية لأن روسيا ستشهد انعقاد مؤتمر السلام. وزرنا ألمانيا والبرلمان الأوروبي لنخلّص سيادة لبنان من الوصاية السورية». وأضاف: «أما في العام 2009 فسنكون أيضاً تسونامي لأن عندنا برنامج... ولبنان بعد 7 حزيران (يونيو) سيشهد إعادة تكوين للمؤسسات الحاكمة من المجلس النيابي وأمانة سره واللجان البرلمانية وتأليف حكومة جديدة. وستكون معنا الأكثرية ونكلف بالحصة الأولى من الحكم». ورد عون على الكلام عن «الجمهورية الثالثة» فقال: «المثالثة كذبة. اليوم السيد حسن نصر الله خطب ونفاها والرئيس بري كذبها وكذلك فعلت بشدة. وتقصير ولاية الرئيس مستحيل قانوناً ويحتاج الى ثلثي المجلس ولن ينال أحد الثلثين ولو كان عندنا الثلثان وعدّلنا الدستور سيتم رد المشروع وحينها سيحتاج الى 75 في المئة من النواب. يجب أن نميّز الكذبة من الحقيقة. السيد نصر الله قال اليوم إنني لم أقبل بالثلثين بثلث في جزين فكيف بالمثالثة؟».