هبطت أسعار النفط أمس لتظل قرب أدنى مستوى في شهرين وسط مخاوف من أن تتسبب تخمة المعروض من الخام ومنتجات التكرير في الضغط على الأسواق لبعض الوقت. وهبط سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 24 سنتاً إلى 45.45 دولار للبرميل في حين انخفضت أسعار الخام الأميركي 25 سنتاً إلى 43.94 دولار للبرميل. ويقترب الخامان من أدنى مستوى في شهرين سجلاه الأسبوع الماضي. ويقول متعاملون إن النفط يتعرض لضغوط من استمرار وفرة المعروض والمصاعب الاقتصادية المتزايدة. وأورد «مورغان ستانلي» في مذكرة: «يتنامى احتمال تكوين مخزونات أكبر من المعتاد». وتابع المصرف «مع استناد التداولات في السوق في شكل متزايد إلى بيانات وزارة الطاقة الأميركية، قد يكون ذلك محفزاً لمزيد من الهبوط». وأكد «باركليز» أن الطلب العالمي على النفط في الربع الثالث من 2016 ينمو بأقل من ثلث الوتيرة المسجلة قبل سنة متأثراً بالنمو الاقتصادي الضعيف. وتابع المصرف أن دعم الطلب من الدول المتقدمة تلاشى في الوقت الذي يتباطأ فيه النمو في الصين والهند. وفي كندا، قال مسؤولون إن السلطات انتشلت ما لا يقل عن 40 في المئة من النفط الذي تسرب إلى نهر رئيس في غرب البلاد والذي يعادل نحو ألف و572 برميلاً لكن النفط المتسرب لا يزال يتحرك في مجرى النهر ويهدد مياه الشرب في المناطق الواقعة على ضفتيه. وتسرب النفط الثقيل والمخفف من خط أنابيب تابع لشركة «هاسكي» للطاقة ليتدفق إلى نهر نورث ساسكاتشوان. وفي مؤتمر عبر الهاتف مع صحافيين قال مسؤولون من منطقة ساسكاتشوان إنهم أقاموا خمسة حواجز لاحتواء التسرب النفطي ويعملون مع الحكومة الاتحادية في شأن خطة للتطهير. وتلقت الآمال بزيادة صادرات ليبيا من النفط الخام ضربة بعدما رفض رئيس المؤسسة الوطنية للنفط اتفاقاً بين الحكومة وحراس محليين لإعادة فتح موانئ رئيسة. وفي خطاب موجه إلى مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر ومسؤولين في قطاع النفط وديبلوماسيين، قال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله أن من الخطأ مكافأة إبراهيم الجضران رئيس حرس المنشآت النفطية على إغلاق موانئ النفط رأس لانوف والسدر والزويتينة. ومن سنغافورة، أوردت وكالة «رويترز» أن شركات إنتاج البتروكيماويات كانت تتسابق قبل سنة على شراء غاز البترول المسال الذي يجري توريده إلى آسيا، لكن الآن وبعد تدفق الصادرات الأميركية على المنطقة بكميات كبيرة، صارت السوق متخمة بغاز البترول المسال حتى أن السفن الراسية قبالة سواحل سنغافورة أصبحت مخزناً لإمدادات غاز البترول المسال. وتظهر بيانات الشحن المتوافرة لدى «تومسون رويترز» ان أربع ناقلات غاز ضخمة على الأقل تنتظر قبالة السواحل السنغافورية ومن بينها الناقلتان «بي دبليو كارينا» و «بيرغي نانتونغ» اللتان تنتظران منذ ما لا يقل عن أسبوع. وقال تجار ان بعض الناقلات من المتوقع ان تظل راسية حتى أيلول (سبتمبر). والإمدادات من منطقة الشرق الأوسط مرتفعة أيضاً إذ ان هناك أربع ناقلات أخرى بحمولة ساكنة تتراوح بين 53 و59 ألف طن كان جرى حجزها موقتاً لتحميل غاز البترول المسال من قطر وينبع وراس تنورة وفق مصادر ملاحية. وقالت المصادر ان هناك خيارات للسفن لتتحول إلى مخازن عائمة بمتوسط سعر 16 ألف دولار يومياً مع احتمال تخزين غاز البترول المسال على الأرجح حول سنغافورة.