أظهرت هياكل إنشائية غامضة دائرية الشكل شيّدها الإنسان البدائي قبل حوالي 176 ألف عام باستخدام أجزاء من صواعد رسوبية داخل كهف برونكيل في منطقة افيرون جنوب غربي فرنسا أن هناك مهارات هندسية ودقة عالية تمتع بها لإنشاء واحدة من أقدم الإنشاءات المعروفة، من دون معرفة الغرض من هذه الهياكل في حينها. وقال أستاذ علم ما قبل التاريخ في جامعة «بوردو» جاك جوبر إن الغرض من تشييد هذه الهياكل تحت الارض يبقى لغزاً، وأضاف أن الموقع لم يكن على الأرجح مكانا للعيش أو الطهي لبعده من ضوء النهار، وقال جوبر: «ربما كان لاستخدام منزلي أو ثقافي خاص». ووصف علماء ستة هياكل صخرية قصيرة اكتشفت على بعد 336 متراً داخل الكهف، وأرجع العلماء هذا العمل إلى الإنسان البدائي الذي عاش في أوروبا في ذلك الوقت لكنه اختفى قبل حوالي 40 ألف عام بعدما رحل إنسان «الهومو سابينس» ،الذي ظهر أولاً في أفريقيا قبل قرابة 200 ألف سنة، إلى أوروبا. وشيدت الهياكل بأجزاء من صواعد رسوبية وهي تكوينات صخرية نشأت عن رواسب معدنية جراء تساقط الماء في فناء الكهف. وتوجد آثار نار على الهياكل الستة. وقال أستاذ المناخ القديم في «مرصد علوم المناخ والبيئة» الفرنسي دومينيك جنتي: «نقلوا أكثر من طنين من الصواعد الرسوبية المكسرة».