سجلت ادارة الأرصاد الجوية الكويتية أمس بلوغ درجة الحرارة 53 مئوية في محطة رصد تقع شمال مدينة الكويت عند الثانية عشر ظهراً. وجاء ذلك في أوج موجة حر تضرب البلد منذ اربعة ايام وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق متفرقة من العاصمة و ضواحيها و نشوب حرائق. ووصلت «الحرارة» الى مجلس الأمة (البرلمان) حيث هدد نواب باستجواب وزير الكهرباء والماء بدر الشريعان لعدم استعداد وزارته لهذه المشكلة التي تتكرر سنوياً. وبلغت مستويات الأحمال الكهربائية التي سجلتها وزارة الكهرباء والماء مستويات قياسية اذ وصلت عند منتصف النهار إلى 10899 ميغاواط، بزيادة قدرها 300 ميغاواط عن أول من أمس، وهو ما لامس الطاقة القصوى للوزارة البالغة 11000 ميغاواط ، ما يعني ان قطع الكهرباء عن بعض المناطق سيصبح اضطرارياً بعد ذلك. ودفعت الحرارة اللاهبة وزارة التربية الى اقفال المدارس قبل نهاية الدوام وصرف التلاميذ، ما شكل معضلة لبعض المدارس اذ جاءت الأزمة الحرارية في موسم الامتحانات. أما الوزير الشريعان فبدأ بوزارته اولا، اذ صرف الموظفين غير الضروريين عند الحادية عشر ظهراً واغلق اجهزة التكييف وتوجه نحو مبنى «برج التحكم» حيث تدير الوزارة توزيع التيار الكهربائي على الدولة لدرس الوضع والإطلاع على المستجدات بهذا الشأن. كما وزعت الوزارة رسائل قصيرة بالهواتف الخلوية للمواطنين ونشرت في التلفزيون نداءات الى المواطنين والمقيمين لتخفيف استخدامهم الكهرباء وخصوصاً اجهزة التكييف التي تستهلك 80 بالمائة من الطاقة الكهربائية ولكن لا غنى عنها في مثل صيف الكويت. كما امرت بإقفال التكييف في المؤسسات الحكومية والمرافق العامة والمساجد عندما لا تكون في طور الاستخدام. وتسببت موجة الحرارة في حرائق متعددة خلال الايام الماضية، فاحترقت 4 محولات كهرباء على الاقل وعدد من المخازن التجارية، كما نشب حريق اول من امس في مجمع «الصوابر» السكني وسط العاصمة، ما دفع الى اجلاء سكانه، وتم احتواء الحريق بعد اصابة 18 من الاطفائيين والسكان. ولام نواب في مجلس الامة الحكومة عموماً ووزير الكهرباء خصوصاً لعدم الاستعداد لهذه الازمة، لا سيما وأن العجز الكهربائي واضح منذ سنوات وتسبب في انقطاعات للتيار. وطلبت كتلة «الاصلاح والتنمية» التي تضم 4 نواب بعقد جلسة برلمانية خاصة لمناقشة المشكلة. وقال النائب جمعان الحربش ان «الوزير الشريعان وأركان وزارته يتحملون مسؤولية هذا الاخفاق»، في حين سأل نائب آخر «كيف تساعد الكويت وتقرض دولاً عربية وفي افريقيا وآسيا لانشاء محطات توليد كهرباء ولا تكون قادرة على توفير الكهرباء لمواطنيها». معروف ان درجة الحرارة تسجل علمياً من ميزان حراري يوضع في صندوق خشبي يرتفع عن الارض متراً ونصف المتر، ما يعني ان درجة الحرارة تحت الشمس او قرب الارض في الكويت تكون اعلى بكثير وقد تزيد عن 60 درجة، وليس نادراً ان تشهد الكويت موجات حر تزيد فيها الحرارة عن الخمسين درجة، ولكن هذه عادة تأتي في النصف الثاني من تموز (يوليو). وتوقع الفلكي الكويتي محمد العجيري قبل اسبوعين ان يكون صيف هذه السنة «حاراً جداً ومغبرا». وفي اجراء يرمي الى تخفيف الضغط على الشبكة، أمر وزير الدفاع الشيخ جابر مبارك الصباح أمس معسكرات الجيش والقواعد والمرافق العسكرية في البلاد كافة بفصل نفسها عن شبكة الطاقة الكهربائية للدولة واستخدام المولدات الاحتياطية لديها الى حين انتهاء مشكلة العوز الكهربائي، واستثنى المستشفى العسكري من هذا القرار.