قررت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» أن خير هبة تقدمها لخادم الحرمين الشريفين في ذكرى البيعة هي العمل. الصمت احتراماً لصاحب الحلم وتحويل الفرحة به إلى علم. لقد علم مسؤولو كاوست أنها هبة الملك عبدالله التي أرادها خالدة للأبناء والأحفاد، لكي تساعد انجازاتهم العلمية على رفع مستوى حياة الناس، والتصدي للتحديات الكبيرة التي تواجه البشرية. وأن هذه الهبة أمانة حملوها على سواعدهم لإيصالها إلى المستقبل منارة، فقرروا أن خير شكر لصاحب الأمانة هي أداؤها كما أراد لها. وعلمت الجامعة أنها بغير مواصلة العمل ليل نهار لن تستطيع تحقيق هدف الملك عبدالله، في إيجاد نموذج دائم للتعليم الراقي والبحث العلمي المتقدم، وذلك من خلال إقامة مجمع سكني وأكاديمي كامل يتيح لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة وإدارتها وطلابها والمشاركين فيها وعائلاتهم التمتع بنطاق عريض ثري من البرامج التعليمية والخدمات الاجتماعية. الحمل الذي يقع على عاتق جامعة الملك عبدالله كبير، وطموحها أن تحتفي بعيدها العشرين وقد أضحت منارة فعلية للعلم، يؤمها طلابه من كل مكان، وتعمل على تقدم العلم والتكنولوجيا من خلال البحوث الجريئة والتعاونية، إضافة إلى تثقيف القادة العلميين والتكنولوجيين، وحفز تنويع الاقتصاد السعودي، والتصدي للتحديات ذات الأهمية الإقليمية والعالمية، إلى جانب إجراء البحوث العلمية التي تؤدي إلى الاكتشافات والاختراعات في المجالات الاستراتيجية. وتضع خطة الجامعة العشرينية التنمية الاقتصادية إحدى الركائز الأساسية لمهمة جامعة الملك عبدالله، بالاعتماد على أفضل الممارسات العالمية، تعمل الجامعة على تأسيس مجتمع للبحوث يعزز الإبداع والابتكار، وستدعم الجامعة التحالفات مع المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص من خلال مكتب نقل التكنولوجيا، وبرنامج التعاون الصناعي، وحاضنة الأعمال التجارية، وبرنامج تنظيم المشاريع، وشبكة رأس المال الاستثماري، كما يشمل مجتمعها مدينة للبحوث لدعم الأعمال الجديدة، وتوفير قاعدة للشركات القائمة للاستفادة من خبرة مجتمع الجامعة في العلوم والهندسة. ولا تشبه جامعة الملك عبدالله جامعة في عصريتها أي جامعة أخرى للأبحاث، إذ تهدف إلى ازدهار الشبكات المادية والبشرية - وتمارس عملها بصفة عامة من دون اعتبار للحدود التنظيمية أو الوطنية - بما يؤدي إلى إيجاد وسيلة حيوية لتبادل الأفكار وتطوير معارف جديدة. وانطلاقًا من هذه الروح، وبالتركيز على هذا الهدف، تعمل جامعة الملك عبدالله على تنفيذ رسالتها، خصوصاً في ظل كونها خالية من المعوقات المؤسساتية والبيروقراطية، وينظم هيكلها الأكاديمي فرقًا تضم مختلف التخصصات حول مواضيع أبحاث تطبق العلم والتقنية على المشكلات التي تتصل بحاجات البشر، والتقدم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. ويدرس الطلاب بجامعة الملك عبدالله للحصول على درجات علمية في الدراسات العليا تشمل العلوم الأساسية والتطبيقية، ومن خلال مزج العملية التعليمية والسعي إلى تحقيق تطورات بحثية استراتيجية، يعمل طلاب جامعة الملك عبدالله وباحثوها على تنمية القدرة على تغيير الصناعات القائمة وإنشاء صناعات جديدة. ويمثل حرم الجامعة هذه الفلسفة الأكاديمية الحرة ويشجع علاقات الزمالة مما يؤدي إلى الابتكار والإبداع، كما يعمل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس جنباً إلى جنب مع شركاء من كل من تحالف التميز الأكاديمي وشراكة الأبحاث العالمية في مشاريع أبحاث خاصة في جامعة الملك عبدالله. بعد جيل واحد من الآن، أرى جامعة الملك عبدالله قد قطعت شوطاً طويلاً لتحقيق حلم الملك عبدالله بأن تكون ملتقى للعلوم والبحوث، ومنارة للمعرفة للأجيال المقبلة.