بعيداً عن الصور الرسمية التي يتأنق فيها السياسيون ويصافحون بعضهم بعضاً، من أجل أضواء العدسات التي ستحكي في اليوم التالي على صفحات الجرائد ماذا حدث خلف أبواب الغرف المغلقة وعلى طاولة الاجتماعات المليئة بالسرية، التقطت مراسلة صحيفة «بوليتيكو» الأميركية كاري بادف براون، صوراً لزيارة باراك أوباما إلى السعودية، بدءاً من إقلاع الطائرة من المحطة الأوروبية الأخيرة في زيارة الرئيس الأميركي روما، وحتى وصولها إلى قصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في روضة خريم. وبثت الصحافية الأميركية الصور على صفحتها على «تويتر»، لتجد تفاعلاً كبيراً من السعوديين، الذين بدأوا يرفعون معدل متابعيها على موقع التدوين المصغر، لتصل إلى أكثر من 15 ألف متابع. وأرفقت براون، صورها بتعليقات بعيدة عن الرسمية، بدأت بالتعليق على ألواح الشوكولاتة المتواجدة على الطاولات، كما شدها «المشهد» خلف نافذة القاعة التي اجتمع فيها خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس أوباما ومرافقيه. وأرفقت صورة لساعة حائط ذهبية كبيرة في القصر بقولها: «الوقت مهم جداً هنا». وفيما يبدو أن نشاط السعوديين على «تويتر» لفت نظر بعض الصحافيين الأميركيين الذين رافقوا أوباما في زيارته إلى السعودية، وخلق بينهم شيئاً من التنافس على كعكة المتابعة السعودية، إذ شرعوا في نشر صور تفاصيل الزيارة، وإعادة نشر تغريدات بعضهم البعض. وكانت البداية مع الصحافية كاري بادف براون في واحدة من تغريداتها التي أشارت فيها إلى فعالية وانتشار «تويتر» عربياً قائلة: «تأثير تويتر في الشرق الأوسط: 7000 متابع جديد، في أقل من 5 ساعات على وصولي الى الرياض، كله بفضل الصور التي نشرتها من المملكة». ودخلت على الخط نفسه مراسلة صحيفة «تريبيون» في البيت الأبيض كاثلين هنسي قائلة: «لدي شعور جيد حيال 241 متابعاً حصلت عليهم منذ 5 ساعات. قوة تويتر في الشرق الأوسط»، وتابعت نشر صور فعاليات زيارة أوباما إلى السعودية، وختمت تعليقاتها حول الزيارة بإعادة نشر تغريدة لمراسلة «وول ستريت جورنال» كارول لي قالت فيها «نحلق الآن فوق الرياض. وحمامات السباحة. مجمعات سكنية وملاعب تنس وملاعب كرة القدم». مراسلة «تلفزيون بلومبرغ» جوليانا غولدمان كانت من أكثرهم إعجاباً باستراحة الملك عبدالله في روضة خريم واقتنصت صورة للملك مع الخيل علقت عليها: «صورة أخرى من استراحة الملك عبدالله الصحراوية في روضة خريم». وختمت الصحافية كاري بادف براون هذه التغطية بتغريدة كتبتها وهي تغادر الرياض: «وداعاً المملكة العربية السعودية. كانت رحلة مثيرة للاهتمام. شكراً لكل من تابعوني على تويتر»، لتجد رداً من المغردة السعودية باحثة الدكتوراه سمر خان: «استمري في التغريد عن السعودية إذ أردتي مزيداً من المتابعين». يذكر أن دراسة متخصصة أكدت أن نسبة انتشار «تويتر» بين مستخدمي الإنترنت في السعودية تعتبر الأعلى في العالم، إذ تبلغ 40 في المئة، مع معدل نمو سنوي يصل إلى 45 في المئة، مشيرة إلى أن السعوديين ومن يقيم على أرضهم يغردون 150 مليون مرة شهرياً. وأوضحت الدراسة التي أجرتها شركة «واي تو دي» المتخصصة بالتسويق الإلكتروني أن أربعة من كل 10 مستخدمين للإنترنت في السعودية يملكون حساباً في «تويتر»، لافتة إلى أن عدد مستخدمي هذا الموقع في السعودية بلغ نحو 7 ملايين.