طالب «المجلس المركزي الأرثوذكسي» في فلسطين والأردن حكومتي اليونان وقبرص بالتراجع عن خطوات أعلنتا عزمهما على اتخاذها لتعزيز العلاقات مع إسرائيل، مذكراً إياهما ب «الإجراءات الإسرائيلية ضد المسيحيين وعموم الشعب الفلسطيني في الأراضي المقدسة». وقال المجلس في بيان أمس: «فوجئنا بالزيارة التي ينظمها رئيس وزراء اليونان ووزير خارجيته إلى الكيان الصهيوني والإعداد لزيارة مشتركة لحكومة قبرص لتنسيق المواقف إن كانت أمنية أو اقتصادية (غاز ونفط) أو سياسية». وأضاف: «ننظر باستغراب شديد إلى هذا التحول في المواقف السياسية والاقتصادية من الحكومتين الصديقتين اليونانية والقبرصية، وهو التحول الذي سيؤثر بالتأكيد بصورة سلبية على حقوقنا الوطنية السياسية والاقتصادية». ويشكل الأرثوذكس الغالبية العظمى من مسيحيي فلسطين، ويتبعون الكنيسة اليونانية. وتشهد الكنيسة صراعاً غير خفي بين العرب الذين يشعرون بالتهميش في المواقع العليا في الكنيسة واليونانيين الذين يتحكمون بمقدراتها. وتمتلك الكنيسة الأرثوذكسية 15 في المئة من أراضي فلسطين التاريخية. وتقع بعض الأملاك في مواقع حساسة مثل القدس القديمة التي تمتلك الكنيسة الجزء الأكبر منها. ولعب المسيحيون الأرثوذكس دوراً قيادياً مهماً في الحركة الوطنية الفلسطينية، مثل الراحل جورج حبش مؤسس «حركة القوميين العرب» و «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، ونائبه الراحل وديع حداد والأمين العام ل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» نايف حواتمة، والراحل كمال ناصر أحد مؤسسي وقادة حركة «فتح» وعزمي بشارة وحنان عشراوي وغيرهم. وقال البيان: «إننا في المجلس المركزي الأرثوذكسي كنا وما زلنا نعول على موقف الحكومتين الصديقتين اليونانية والقبرصية في تبني مواقفنا في قضايانا العادلة، وعلى رأسها الوقوف في وجه هذه الهجمة الاستيطانية على أرضنا والوقوف في وجه آلة القتل الوحشي وجرائم الحرب التي يرتكبها هذا الكيان الغاصب، بما في ذلك تهجير أبناء هذا الشعب الصامد المجاهد، ومعوّلين على الحكومتين الصديقتين لتأييد نضالنا ضد تسريب وتهويد العقارات والأوقاف والإرث التاريخي الأرثوذكسي، إرث أبائنا وأجدادنا، لمصلحة هذا الكيان الغاصب لأرضنا، الأمر الذي يسهم في هجرة أبنائنا العرب المسيحيين عموماً، والأرثوذكس خصوصاً، مما يُسهم في إفراغ هذا الوطن من مكون أساسي من مكوناته، كوننا حُماة الأوقاف والمدافعين عن الوجود المسيحي». وناشد المجلس الحكومتين اليونانية والقبرصية «الرجوع عن هذه المواقف الداعمة للكيان الغاصب»، معرباً عن أمله برفض الحكومتين الاعتراف باحتلال دولة فلسطين «كما رفضت قيادتنا وشعبنا الاحتلال التركي لقبرص الشمالية». وذكّر المجلس الحكومتين اليونانية والقبرصية بقطاع غزة المحاصر لأكثر من عشر سنوات. وأضاف: «كما نذكر أن دير مار يوحنا في قلب مدينة القدس والمجاور لكنيسة القيامة مغتصب من قبل المستوطنين الصهاينة من دون أي جهود تذكر لاسترداده». وأعرب المجلس عن أمله «ألا يكون هذا التعاون سياسة عامة ونهجاً جديداً، خصوصاً أن الاتحاد الأوروبي ودول العالم وقرارات الأممالمتحدة دانت الاستيطان وسياسات الاحتلال الإسرائيلي».