اختتمت الدورة الثانية لمؤتمر قصيدة النثر المصرية التي عقدت في «أتيليه القاهرة»، تحت شعار «في الإبداع متسّع للجميع»، واستمرّت ثلاثة أيام، تخلّلتها جلسات بحثية وأمسيات شعرية، حظيت بمشاركة نقّاد وشعراء من أجيال عدة. وكانت الدورة الأولى عقدت العام الماضي بجهد مستقّل من عدد من شعراء قصيدة النثر في مصر، في طليعتهم الشاعر عادل جلال، ورجَّح بعضهم أن يكون هدف انطلاق هذا المؤتمر هو الردّ على تجاهل الجهات الرسمية المصرية، وعلى رأسها لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة، لهذه التجربة الإبداعية برمتها. وشهد افتتاح الدورة الثانية حضور رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب هيثم الحاج علي وإعلانه استعداد الهيئة لدعم الدورات المقبلة للمؤتمر، موضحاً اهتمامه بتعزير نشر أعمال علمية واجتماعية، إضافة الى جانب الشعر والقصة والرواية. أكّد الشاعر إبراهيم موسى، الذي كان أحد المشاركين الفاعلين في الدورة الخيرية، أنّ المؤتمر حقق نجاحاً تنظيمياً في دورتيه، تجلت في إصداره «أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية»، بواقع كتاب لكل دورة. وتجلت في شمولية أبحاثه وتعمقها في تحليل بعض القضايا المهمة كتنوع وانفتاح آليات كتابة قصيدة النثر. وقال موسى إن تقاعس بعض الشعراء عن المشاركة في جلسات المؤتمر وأمسياته يؤكد أنها مشكلة تخص المبدعين أنفسهم، فالشاعر الذي يكتب قصيدة النثر ويشعر بالانتماء إليها كما يشعر بتهميشها، كان من المفترض أن يهتم أكثر بالمؤتمر الذي يعبر عنه. ورأى الشاعر حازم حسين، أن جانباً كبيراً من الدراسات «خرجت مركزية في الطرح ويقينية في التسبيب والاستدلال، وبعضها وضع نتائجه قبل فروضه وخطواته، فوجود ورقة بحثية مثلاً تتحدث عن فكرة الموت في قصيدة النثر، يقوم على فكرة مغلوطة على رغم الجهد الذي بذله الباحث في وضع أطر بنيوية لها، وكان يمكن تجاوز البحث فيها من الأساس. فحتى مع وجود تناولات جديدة لإشكالية الموت عند شعراء القصيدة النثرية، هذا لا يبرر نسبها إلى شكل معين للقصيدة من دون آخر، فهذه الاختلافات ترتبط بالعوامل الثقافية في شكل واسع، وهذه العوامل تخضع للزمان والمكان ولا تتوقف على الصنف الأدبي، ولا يمكن تأطيرها بقصيدة النثر بالذات». ومن الشعراء الذين شاركوا في أمسيات المؤتمر؛ جمال القصاص، فتحي عبدالسميع، عاطف عبدالعزيز، محمد أبو المجد، أحمد المريخي، علي عطا، فردوس عبدالرحمن، أشرف الجمال، إبراهيم المصري. أما أنطولوجيا الدورة الأخيرة، والتي جاءت تحت شعار «ينابيع تصنع نهراً»، فضمَّت نصوصاً لشعراء، منهم: إبراهيم داود وأشرف يوسف وعماد غزالي ومحمود خير الله ومحمود شرف وهرمس ويوسف مسلم وهشام محمود، وجورج ضرغام وإيهاب خليفة، وسهير المصادفة، وعلية عبدالسلام وعزة حسين وسارة عابدين وسوزان عبدالعال وخالد السنديوني وعبدالغفار العوضي، وإبراهيم محمد إبراهيم.