ترى القاصة والكاتبة اليمنية بشرى المقطري، أن «السطحية» تطبع معظم الإنتاج الروائي اليمني، موضحة أن الروائي المعاصر لم يستطع تجاوز إرث محمد عبدالولي. وبعض الكتّاب يدخلون مجال الرواية من دون تجربة إبداعية أصيلة، وغير مسلحين بالتقنيات الكتابية الحديثة. وهي تعتبر نفسها قارئة أكثر منها كاتبة. وقالت إنها تعي تماماً أن كتابتها إن لم تكن فارقة ومتجاوزة، فالأفضل لها ألا تكتب أبداً. وتحدثت المقطري في حوار مع «الحياة» عن انغماس الكاتب اليمني في رائج السياسة وعن مركزية وزارة الثقافة في التعاطي مع كتّاب المحافظات. وانتقدت المجاملات النقدية للأنثى. واتهمت عضو المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين المنتهي ولايته القيادة الجديدة لاتحاد الأدباء بالخنوع لإملاءات الحكومة، لكنها دافعت بشدة عما سمته «وهم الماضي الجميل» لمؤسسي الاتحاد الذي قالت إنه انتهى بوفاة الشاعر محمد حسين هيثم. فإلى تفاصيل الحوار: هناك ما يشبه الاندفاع نحو كتابة الرواية في اليمن، في رأيك ما أسباب هذا النزوع، خصوصاً أنه لا ينهض على أساس متين، كما لا يشي بأي تجاوز في هذا المجال؟ - كان الاعتقاد السائد أن الرواية نتاج لبيئة اجتماعية متقدمة، لكن هذا الطرح لم يعد مقنعاً، بمعنى أن هناك بلداناً متخلفة ظهرت فيها الرواية بشكل لافت ومتجاوز لبلدان أخرى، ولكن في بلادنا يبدو الأمر أكثر تعقيداً حين نتحدث عن نزوع الجيل الشاب لكتابة الرواية، لن نتطرق هنا لمجتمع يعادي الكتابة ولا يشجعها، بل يسعى في رأيي لقتل أي تميز إبداعي يبرز، لأن الرائج هنا هو السطحي المقبول من منظومة اجتماعية متخلفة، هناك العديد من المعوقات الاجتماعية والاقتصادية التي تمنع ظهور منجز روائي فارق، إضافة إلى غياب ممكنات الحياة الثقافية، فلا مسارح، ولا سينما، ولا دور نشر، ولا مكتبات، ولا صحف ثقافية متخصصة، ولا رافد نقدياً يواكب الإصدارات الثقافية، ولا جامعات ذات فضاء حر مهتمة بإنتاج الفعل الثقافي، بمعنى ليس هناك من بنية ثقافية حقيقية رصينة تساعد الأدباء وتمكّنهم من التفاعل الثقافي مع تجاربهم أو مع تجارب الآخر، كل هذه الأسباب وغيرها تقضي على إمكان خلق بيئة ثقافية حرة تنهض فيها كتابة جديدة متحررة ومتجاوزة، قادرة على إعادة قراءة الهوية اليمنية التي أصبحت الآن في مأزق إشكالي في رأيي. لذا فإن معظم الكتابات الروائية التي ظهرت لا تعالج العمق أبداً، بل أغلبها كتابة سطحية أو كتابة ظل حتى لو تناولت مواضيع جديدة أو شائكة في المجتمع اليمني، لكنها لا تخرج عن حيز لفت الانتباه لا أكثر، ولم تقدم رؤية حقيقية لإمكان حياة بديلة غير خانقة، كتابة جديدة لحياة ثانية لا بد أن تُعاش، فهذه الأعمال ما زالت تنتج الرؤية التقليدية، سواء في تقنية الرواية أو في طريقة تقديم الواقع الفج، ولم تكسر رتابة الحياة اليمنية التي نعيشها منذ آلاف السنين، بمعنى أن معظم كتابنا يستنسخون ما هو موجود، من دون محاولة إدهاشنا، ومن دون أن تكون هذه الأعمال معبرة عن الواقع اليمني الذي ما زال بكراً، فجاءت معظم هذه الروايات فقيرة الروح فنياً وفكرياً، لكن هذا العصر عصر الرواية، لأننا لم نعد قادرين على فهم صيرورة الواقع وتعقيداته من دون الرواية، لا بد من ظهور الرواية حتى في أغبى المجتمعات وأشدها ظلمة وتخلفاً وقمعاً كمجتمعنا. لكن المشكلة في رأيي هي غياب النقد الحقيقي، واقتصاره على بعض الأدباء الذين يضطلعون بهذا الدور، من دون أن تكون لديهم مرتكزات حقيقية للرؤية النقدية، فيعملون على تضليل القارئ، ولأن هذا القارئ غير أصيل بما يكفي للتذوق، فإن أمثال هؤلاء هم الذين يروجون لأعمال روائية هشة، ليزيدوا من إرباك المشهد الروائي ككل، وهذا مؤسف. إذاً لا نستطيع القول بوجود كتابة روائية تجاوزت منجز الرواد أمثال محمد عبدالولي على سبيل المثال؟ - أعتقد من الصعب الإجابة على هكذا سؤال، ربما بعد سنوات تكون لدينا قراءة أكثر موضوعية للمنجز الروائي الحالي بكل أبعاده، وإن كنت سأجازف الآن بإجابة تقريبية، فأعتقد علينا أولاً أن نقارب ونفهم الظروف الإبداعية والاجتماعية التي ظهرت فيها عبقرية الروائي محمد عبدالولي، فهذه الظروف في رأيي كانت لمصلحة إبداعه، وأسهمت في خلق وعيه المتجدد، وثقافته المتنوعة، فقد امتلك محمد عبدالولي حساسية العين التي ترى من الخارج وتنفذ إلى عمق الداخل اليمني، لتشرح ذاكرته وصراعاته، وتناقضاته وأزماته الكثيرة، حينما تقرأ الآن محمد عبدالولي، ستجد تلك المسافة الدقيقة للرؤية، العين الأكثر إيغالاً وعمقاً ونباهة وهو يتناول أزمات ومشكلات المجتمع اليمني السبعيني التي لا تختلف في رأي عن الواقع الحالي، فما زلنا نقبع في العصور القديمة، معرفياً وفكرياً، وان استخدمنا الوسائل الحديثة في المعيشة اليومية، لكن الروائي اليمني الآن لا يمتلك الخبرة الكثيفة، والعمق، واللغة التي أفرزتها تجربة محمد عبد الولي، حتى لو ادعى أنه وريث شرعي لهذا المنجز، فالروائي اليمني عموماً، لم يستطع حتى الآن من تجاوز تراث عبد الولي أو حتى المقاربة من رؤيته الدقيقة وفلسفته الخاصة في عرض الواقع، بل نجد أن التقنية الروائية التي امتلكها عبد الولي – على رغم تقليديتها الآن- متجاوزة للكثير من الروايات اليمنية الحالية، وهذا أمر غريب في رأيي. وأنا أعتقد أن السبب تساهل الروائي اليمني وعدم أخذه للكتابة الروائية على محمل الصبر. فبعض كتاب الرواية اليمنية يدخلون إلى الرواية دون أن تكون لهم تجربة إبداعية أصيلة، ويكونوا مسلحين بالرؤية والتقنيات الكتابية الحديثة... هناك أعمال روائية ظهرت في السنوات الأخيرة، استطاعت الإفلات من الطوق وتحقيق مشروعها الروائي الجديد، ولكن هذه الأعمال المتجاوزة لم تظهر من يمن الداخل، بل جاء به بعض الكتاب اليمنيين المقيمين في الخارج أمثال الروائي أحمد زين الذي امتلك في رأيي المسافة الدقيقة لرؤية الواقع اليمني من الخارج، دون أن يعيشه شخصياً بشكل يومي، ولذلك كانت تجربته فريدة وتستحق الإشادة. لست متشائمة لكن الكاتب اليمني الذي يعيش في الداخل لديه الكثير من التحديات التي عليه قهرها، وتكيفها، لخدمة إبداعه، وعليه أولاً تحرير وعيه، حتى يستطيع أن يتجاوز، ولا يرتهن لهذه الظروف القاتلة، ويتجاوز شروط وجوده في هذا الوضع الاجتماعي المعقد حتى يستطيع الكتابة بحرية. ولا ينظر لإنتاج محمد عبد الولي كأسطورة. فلابد أيضاً من الانعتاق من هذا الأسر القاتل لأب الرواية الحديثة في اليمن. ما مرد هذا التخبط الذي يبدو عليه الكاتب اليمني، أقصد عدم الاستقرار على حال واحدة فما بين السياسة بمعناها اليومي والرائج وما بين هم الكتابة في غير مجال، إضافة إلى الشأن المعيشي وغيره وفي مختلف الحالات لا يبدي تمايزاً أو نجاحاً في احدها أو جميعها؟ - ربما عدت هذه بعض المعوقات التي يعاني منها الكاتب اليمني، وإن قلنا تخبطاً، فهذا فيه نوع من الإجحاف والنظرة القاصرة لما يعانيه الكاتب اليمني، فالأمر ليس تخبطاً في رأيي، وإنما انجرار نحو واقع يفرض نفسه على الجميع، فالكاتب لا يستطيع أن يعيش بعيداً عما يحدث على بعد نافذة منه، فالأوضاع المعيشية القاتلة التي تحرق الأعصاب، وتميت القلب تتسلل إلى حياته، وتفرض نفسها بقوة، والأحداث السياسية المعقدة في اليمن تصيب الكاتب اليمني بالكآبة والخوف من الغد. حرب متجددة وغير عادلة في الشمال، وقمع لتظاهرات الجنوب وحقهم في الحياة، مطاردة للصحافيين والتنكيل بهم، والانفراد بالسلطة وعسكرة الحياة، الفقر والتشرد لآلاف النازحين في صعدة، أمام أوضاع كهذه ليس هناك من إنسان يستطع أن يكون محايداً، فعلى رغم أن اليمن دائماً مهد للحروب والاحتقانات السياسية والاجتماعية لكن ما نعيشه الآن هو أكثر كابوسية مما عاشه الآباء والأجداد في العهد الإمامي، أو في حروب الملكيين والجمهوريين، قديماً كان الوعي الدارج أن هناك عدواً واحداً. الإمامة وعودة النظام الإمامي، لكننا نعيش الآن وضعاً مختلفاً، ففي كل يوم تخترع لنا السلطة أعداء جدداً وحروباً صغيرة، ولم تمهلنا حتى لحبس أنفاسنا، وحتى نعيش كبقية خلق الله، نحب ونكتب، بل هناك حرب تنتظرنا في مكان ما، أو مجاعة، أو مطاردة، أو موت مجاني، شخصياً أعتقد أن السلطة تمارس قتلاً نفسياً منظماً على الكتاب، لم يبق لديهم أعصاب هادئة ليكتبوا، بل يصرخوا. ماذا تبقى من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين؟ هل بمقدوره تجاوز الإرث السياسي؟ - الاتحاد منذ سنوات كثيرة لم يعد له وجود حقيقي فاعل في الساحة الثقافية اليمنية، لقد أصيب بشلل، والوضع الثقافي برمته في اليمن ميئوس منه، وليس الاتحاد فقط، فبعض القائمين على هذه المؤسسات، لا يمتلكون استراتيجية ثقافية تنهض بالثقافة اليمنية، والاتحاد كان في ما مضى، يدافع عن هوية وطنية محتملة لكل اليمن، وأصبحت الفكرة التي يدافع عنها، شيئاً من الماضي، فالاتحاد انكفأ في ماضي المؤسسين أمثال عمر الجاوي وغيره من الكتاب الذي كان لديهم هم إبداعي، ورؤية حقيقية لانتشال الوضع الثقافي اليمني، الآن مات أمثال هؤلاء، ولم تكن الذرية جيدة، فنحن نعيش مع قيادات متخلفة، أفرزتها السلطة السياسية الحاكمة لخدمة أغراضها، بجعل الاتحاد يعمل على تبرير السياسة القمعية التي تنتهجها الدولة، ومن ثم إفراغ هذه المؤسسة التي كان لها ماض وتاريخ رمزي، من أي قيمة حقيقية. استطاعت السلطة الآن برموزها الذين يقودون الاتحاد بالقضاء على هذه المؤسسة وإفراغها من كل وهم جميل عاشه الآباء المؤسسون، ومع وفاة الشاعر محمد حسين هيثم انتهى الاتحاد كمؤسسة رائدة تمتلك مشروعاً ثقافياً حقيقياً، وتقوم على خدمة الأدباء وطبع أعمالهم. أنت واحدة من مجموعة من الكاتبات اللائي أعطتهن الكتابة الصحافية حضوراً، ربما فاق حضورهن الأدبي، في رأيك هل تشكل الصحافة الثقافية والسياسية قناة بديلة للتواصل المفقود بين الأديبة والجمهور؟ - أعتقد أن الكتابة المميزة تستطيع فرض وجودها سواء كانت عملاً إبداعياً أو صحافياً، لكن وبسبب غياب الحركة النقدية، وقصورها، فإنه يتم إغفال العمل الأدبي، وهنا لا بد أن أشير إلى كيفية تلقي أمثال هؤلاء للمنتج الأدبي الذي تنتجه المبدعة، فإما التسويق لهذا العمل بما لا يتناسب وحجم إبداعه، كما رأينا في كتابة البعض عن رواية لإحدى الكاتبات اليمنيات، فقد تلقى البعض هذا العمل بالتهليل والتسويق غير المبرر وعلى رغم تقليدية هذا العمل. والبعض الآخر، يقوم بتجاهل إبداع الكاتبات، وهذه أزمة تعيشها الكاتبة اليمنية، فما بين التدليل المفرط وبين التجاهل الأعمى، لكن على رغم هذه الازدواجية فهناك كاتبات استطعن أن يثبتن حضورهن الإبداعي بشكل مميز وبهدوء وصبر ومن دون ضجة، أما الكتابة الصحافية في الشأن السياسي أو الثقافي فهذا أمر طبيعي، ونجد الكثير من الكاتبات في جميع البلدان يمارسن هذا الدور، والمهم في رأيي ألا يؤثر هذا في إبداع الكاتبة، لكن في رأيي أن القارئ لدينا ليس متذوقاً للعمل الإبداعي، وإنما يكون مهموماً بما يكتب عن الوضع السياسي أو المعيشي. وكما قلت فالقلم الجيد يستطيع أن يحقق وجوده، واستمرار يته المهم هو أن نمتلك شغف الكتابة الدائم. تقيمين في تعز وسبق وتحدثتي عن كتّاب المركز وكتاب «الهامش» هل ثمة اختلاف في أوضاع الكاتب المقيم في صنعاء والمقيم في المحافظات؟ - بالطبع هناك اختلاف كبير بين وضع الكاتب المقيم في صنعاء، والكاتب المقيم في تعز أو في الحديدة أو في غيرها من المدن. سواء على المستوى المعيشي، أم على مقدار الانفتاح والتواصل مع العالم، فالكاتب المقيم في صنعاء، في رأيي لديه الكثير من الفرص، سواء في الظهور الإعلامي، وحضور منتديات وفعاليات والاحتكاك بأدباء عرب. يعني هناك مقدار ما من الحظ في الإقامة في صنعاء. أما الكاتب الذي يقيم في المدن النائية أو الجبلية كما في تعز، فإنه يعاني من عزلة، ومن تعتيم إعلامي، وغياب الفرص في المشاركات الخارجية التي في معظمها تقتصر على أدباء في صنعاء، وهؤلاء الأدباء هم المسوقون «إعلامياً» في الخارج، وليس السبب جودة كتاباتهم، لذا نحن نجاهد كثيراً في كسر هذه المركزية القاتلة التي تقوم عليها السياسة الثقافية الرسمية في اليمن، فوزارة الثقافة تكرس أيضاً هذا الإقصاء، وتعمل على تجاهل الأدباء في المدن الأخرى. فنحن نطالب بتوزيع عادل للفرص. أو على الأقل. نطالب أن يكون لنا حظ ما في الحضور الثقافي الذي يتمتع به أدباء صنعاء. ثمة ما يشبه الصخب. اقصد الحديث المتزايد حول أهمية الاتكاء على المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية. فيما لا يزال حضور الكاتب اليمني متقوقعاً في النطاق المحلي؟ - ربما كثير من الأدباء والأديبات أصبح لديهم هذه القناعة اليومية بغياب المؤسسات الثقافية، وانغلاقها على نفسها، بحيث لم تعد تنهض بالفعل الثقافي الحقيقي، والأدباء الذين ما زالوا يعولون على هذا الطرح ربما هم غير واقعيين، فالمؤسسات الثقافية لم يعد لها حضور فاعل، و أنا شخصياً لم أسمع عن أي فعاليات تقوم بها وزارة الثقافة بعد أن أنفض مولد صنعاء عاصمة للثقافة العربية عام 2004، وما صاحبها من صخب وكرنفالية مضحكة، بل لم تستطع الوزارة في تلك الفترة من إقامة بنية تحتية للثقافة اليمنية، لذا انتهى عام صنعاء، ولم يلمس الأدباء أي تحسن للوضع الثقافي، فلا توجد مسارح، ولا صالات عرض. حتى معرض الكتاب الدولي الذي يقام سنوياً، يخلو من ندوات مصاحبة ولا استضافة كتاب عالميين والاطلاع على تجاربهم. ونحن الآن أمام تحد آخر لوزارة الثقافة فهذا العام هو عام تريم عاصمة الثقافة الإسلامية، ولكن الوضع على ما هو عليه. بل للأسف الوضع أكثر مأساوية من قبل خمس سنوات. فتريم ما زالت تعيش تحت كارثة فيضانات العام السابق، ووزارة الثقافة لم تعمل على تكييف تريم، وصيانة متاحفها، وإعادة الحياة لشوارعها المدمرة. بل ليس هناك أي اهتمام رسمي بتريم، وكأنها في كوكب آخر، للأسف نحن نعيش عزلة، أو حالة حصار ثقافي مروع تمارسه الوزارة نفسها، ربما هناك بعض المؤسسات الثقافية الخاصة التي تحاول النهوض بالشأن الثقافي، لكن في الغالبية هي فعاليات محدودة، وتعيد تكريس ذات الرؤية التقليدية. وكما قلت إنني أراهن على المنجز الفردي. ما هي الظروف التي تشتغل في ظلها الكاتبة اليمنية. هل ثمة وضعية خاصة تميزها عن الكاتب؟ هل تسعى من خلال الكتابة إلى تسجيل حضور ما، اجتماعي، على سبيل المثال؟ - على رغم الظروف القاهرة، إلا أن الكاتبة اليمنية تحاول أن تحقق كتابة متجاوزة، وإن كانت تعاني أكثر بسبب الظروف المجتمعية التي وإن تغيرت قليلاً، لكنها عموماً غير متسامحة مع الإنتاج الإبداعي للمرأة، وتنظر إليه بعين الريبة، إما كشيء دخيل وغير مجد، وإما بالرقابة. فأحياناً يخلق هذا لدى الكاتبة نوع من الرقيب الداخلي. فلا تكون متصالحة مع نفسها في الكتابة، وإنما تضطر إلى التخفي، والتمويه حتى لا تصطدم بهذا الرقيب الخارجي أو الداخلي. وأحياناً قد تصل الكاتبة إلى قناعة بأن هذه الكتابة لم تعد تشبهها.
