كاليفورنيا: «صائد الاختبارات» يقرّ بانتهاك القوانين مع طلاب عرب بينهم سعوديون

أقرّ أميركي في ال 46 من عمره من منطقة لاغونا نيغويل في ولاية كاليفورنيا أمام محكمة أول من أمس (الأربعاء)، بأنه وراء مخطط غير مسبوق لتوظيف نفسه وآخرين لأداء اختبارات في الجامعات والكليات نيابة عن 119 طالباً من بلدان الشرق الأوسط، بينهم سعوديون، في مقابل مالي يصل إلى ألف دولار عن امتحان اللغة الإنكليزية أو الرياضيات، ويتصاعد الأجر كثيراً إذا تم الاتفاق على أن يحضر زعيم الشبكة أو أحد مساعديه المحاضرات نيابة عن الطالب الأجنبي. ويواجه المتهم إيمون دانيال هيغينز احتمال الحكم بسجنه خمس سنوات، بعدما أقرّ أمام قاضي محكمة سانتا أنا الفيديرالية بعد ظهر الأربعاء، بأنه مذنب بتهمة التآمر للاحتيال على قوانين تأشيرة الإقامة في الولايات المتحدة.
وقال مسؤولو الادعاء للقاضي إن هيغينز هو الشخص المحوري في المخطط، الذي استمر منذ كانون الثاني (يناير) 2002 حتى إحباطه في كانون الأول (ديسمبر) 2009. ويأتى الكشف عن المخطط، بعدما تمكّن عملاء دائرة الهجرة من الحصول على أمر قضائي أتاح لهم تفتيش منزل هيغينز، حيث عثروا على 60 رخصة قيادة سيارة مزوّرة، وهي تحمل أسماء الطلاب العرب الذين يتعامل معهم هيغينز، لكن الصور المثبتة عليها هي صورة هيغينز وأعوانه، لتمكينهم من الدخول إلى قاعات الامتحانات والمحاضرات. كما عثروا على أوراق اختبارات ودفاتر تدوين المحاضرات. ومن أبرز أعوان هيغينز امرأة وضعت صورتها على رخصة قيادة كاليفورنية مزوّرة تحمل اسم طالب عربي!
وقال ممثل الادعاء إن هيغينز ليس حاصلاً على أي تعليم جامعي. وعلى رغم ذلك كان يجتاز اختبارات اللغة الإنكليزية والرياضيات بنجاح. وكان يحضر في مقابل أجر نيابة عن زبائنه العرب محاضرات علمي الاجتماع والتسويق.
ويعتقد محققو دائرة الهجرة، بحسب ما أوردت صحيفة «أورانج كاونتي ريجستر» المحلية أمس (الخميس)، أن نحو نصف عدد الطلاب الأجانب الذين استعانوا بخدمات هيغينز عادوا إلى أوطانهم. وأشارت وكالة «أسوشيتد برس» أمس إلى أن مسؤولي الهجرة يعتقدون أن 48 من زبائن هيغينز العرب لا يزالون يقيمون في الولايات المتحدة. وتشير صحيفة الدعوى إلى أن شبكة هيغينز من الزبائن شملت فروع جامعة ولاية كاليفورنيا في كل من لوس أنجليس ولونغ بيتش ودومينيغيز هيلز، إضافة إلى كليات أرفين فالي وسادلباك ووكوستلاين المجتمعية وغولد كوست وأورانج كوست وأل كامينو وسانتا مونيكا.
وتنص أنظمة تأشيرة الإقامة التي تمنح للطلاب (ف -1) على عدم السماح للطالب الأجنبي بالبقاء في الولايات المتحدة ما لم يكن مسجلاً في أية كلية أو جامعة على أساس التفرغ التام للدراسة، على أن يظهر سجله أنه يواظب على محاضراته بمعدل لا يقل عن 18 ساعة أسبوعياً. ويشترط للحصول على تأشيرة إقامة الطالب أن يجلس المتقدم لاختبار كفاءة في اللغة الإنكليزية. كما أن جامعة ولاية كاليفورنيا تشترط أن يجتاز المتقدمون إلى كلياتها اختبارين في الإنكليزية والرياضيات.
وذكرت «أسوشيتد برس» أمس أن الخيط الذي قاد المحققين إلى شبكة هيغينز هو العثور على محفظة ضائعة، وجد فيها عدد من رخص القيادة تحمل صورة ابن أخت هيغينز، لكنها صادرة بأسماء أجنبية اتضح بمقارنتها مع قاعدة المعلومات الحكومية، أنها لعرب حصلوا على تأشيرات للدراسة في الولايات المتحدة.