احتفل السياسي السوداني البارز رئيس حزب «الأمة» المعارض، الصادق المهدي ببلوغه سن الثمانين في العاصمة المصرية القاهرة الخميس الماضي، وذلك في أعقاب مغادرته الخرطوم غاضباً من حكومة الرئيس عمر البشير بعد تعرضه للاعتقال بسبب انتقاده قوات «الدعم السريع» التابعة لجهاز الأمن والمخابرات السوداني. ولم يصدر حزب «الأمة» أي معلومات بعد مضي أكثر من سنة على إقامة المهدي في منفاه الاختياري، على رغم ترحيب الخرطوم مراراً بعودته إلى ممارسة نشاطه من داخل السودان. وكان المهدي من بين المشاركين في اللقاءات الأولى لمبادرة «الحوار الوطني» التي أطلقها البشير في كانون الثاني (يناير) 2014، لكن حزبه أعلن تعليق المشاركة في الحوار بعد اعتقاله في أيار (مايو) 2014، وأطلق سراحه في حزيران (يونيو) من العام نفسه. ووجهت نيابة أمن الدولة للمهدي فور اعتقاله اتهامات عدة من بينها تقويض النظام الدستوري والتحريض ضد القوات الحكومية. وهذه الاتهامات تصل عقوبتها للإعدام، لكن الخرطوم أطلقت سراحه لاحقاً من دون تقديمه إلى محاكمة. وينشط حزب «الأمة» من خلال العمل الجماعي في ائتلافات معارضة مثل «قوى الإجماع الوطني» الذي يضم الأحزاب السياسية المعارضة، وتحالف «قوى نداء السودان» الذي يضم الحركات المسلحة المتمردة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، للعمل على إسقاط نظام الرئيس البشير. وعلى رغم عدم إحداثه أي حراك معارض كبير ضد الخرطوم، إلا أن الحكومة تعتبر حزب «الأمة» أحد القوى السياسية الكبيرة التي يمكنها أن تقود «عملية تغيير»، باعتبار أن الحزب يملك قاعدة عريضة من المؤيدين، وانه لا يزال متمسكا باستعادة الشرعية، إذ انقلب نظام الرئيس البشير على حكومة المهدي في 30 حزيران (يونيو) 1989. وهنأ عدد من المؤيدين المهدي بحلول ذكرى مولده في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، إذ كتب الصحافي خالد عويس: «في ثمانينيتك: نحن نحبك ونقدرك ونحترمك. صحيح، نختلف معك أحيانا، وبحدة أحيانا، لكن، لم نحس يوما ولم نشعر بأن في صدرك ما يشي بأن ثمة شيئا ضدنا. بل كنت على الدوام المحاور المناقش بمحبة وتقدير واحترام، تعلمنا منك أشياء كثيرة، وكنت المعلّم في أمور كثيرة، وكنت الرقم الفكري والسياسي والإنساني الذي لا يمكن تجاوزه». وكتب سيد علي: «كنّا اليوم في ثمانينية الإمام (الصادق المهدي)، وكان هو في أوج أربعينيته، ذهناً متفتحاً وعزيمةٌ شابة. متعك الله بالعافية أيها الديموقراطي الوسطي المتزن».