أعلن رئيس الحكومة الفرنسية إيمانويل فالس خلال لقاء مع الصحافة الأوروبية أنه يتوجب على الإتحاد الأوروبي أن يقول إنه لم يعد من الممكن له أن يستقبل المزيد من المهاجرين وأن يعمل على «إيجاد حلول» للذين يغادرون سورية الى الدول المجاورة، بينما تعهدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بمواصلة سياسة الباب المفتوح التي تتبعها مع اللاجئين وذلك في تحدٍ لانتقادات توجَه إليها من الداخل والخارج وزادت بسبب مخاوف متنامية من التهديد الأمني المحتمل بعد هجمات باريس. وأكدت مركل في كلمة استمرت 40 دقيقة أمام مجلس النواب (البوندستاغ) إن مستوى التهديد الأمني في ألمانيا مرتفع لكنها أصرت أن الناس يجب أن يواصلوا حياتهم الطبيعية. وقالت في كلمة قوبلت بتصفيق حاد: «أقوى رد على الإرهابيين هو ان نواصل حياتنا وقيمنا مثلما نفعل الى الآن، بكل ثقة وحرية ومراعاة للغير والتواصل معهم. سنظهر لهم نحن الأوروبيين أن حياتنا الحرة أقوى من أي إرهاب». وقبل ساعات من توجهها للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في باريس قالت مركل إن ألمانيا ستبدي تضامناً مع فرنسا بعد هجمات باريس التي سقط ضحيتها 130 شخصاً. وأكدت مركل التزامها سياسة اللاجئين التي تتبعها، وقالت إن «ألمانيا قاطرة الإقتصاد الأوروبي عليها واجب حماية الفارين من الحرب والصراع في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا». ولتهدئة بعض المنتقدين من حزبها المحافظ بخاصة في ولاية بافاريا التي يدخل معظم المهاجرين إلى ألمانيا منها، قالت مركل إنه سيتم ترحيل المهاجرين الذين لا يحتاجون للحماية إلى أوطانهم. وتابعت: «لكن الإنغلاق على أنفسنا لن يحل المشكلة ببساطة». ورأت أن أوروبا يجب أن تتصدى لجذور الأزمة بالعمل على تحقيق السلام في سورية ومعاملة تركيا كشريك في أزمة اللاجئين. في المقابل، التقى فالس بشكل غير رسمي في قصر ماتينيون صحافيين من وسائل إعلام أوروبية نشرت مقاطع من الحديث معه أمس. وصرح رئيس الحكومة الفرنسية أنه «يجب أن تقول أوروبا إنها لم تعد قادرة على استقبال المزيد من المهاجرين هذا أمر غير ممكن». وأضاف أن «مراقبة الحدود الخارجية للإتحاد الأوروبي أمر مهم لمستقبل الإتحاد. في حال لم نفعل ذلك فإن الشعوب ستقول: كفى أوروبا». في غضون ذلك، أكدت كندا أنها لا تزال ملتزمة باستقبال 25 ألف لاجئ سوري لكنها ستوزع هذه العملية حتى نهاية شباط (فبراير) المقبل لتؤخر بذلك لمدة شهرين تنفيذ الوعد الانتخابي الذي قطعه رئيس الوزراء الجديد جاستن ترودو وذلك لأسباب أمنية ولوجستية. وستنظم كندا جسراً جوياً اعتباراً من الأيام الأولى لشهر كانون الاول (ديسمبر) المقبل مع رحلات تشارتر وطائرات عسكرية بهدف نقل أول 10 آلاف لاجئ سوري إلى أراضيها قبل نهاية العام. وأعلنت الحكومة الكندية ان هؤلاء اللاجئين متواجدون حالياً في الاردن ولبنان وتركيا. وأوفدت الحكومة 500 موظف قنصلي الى هذه الدول الثلاث المجاورة لسورية لاختيار السوريين بشكل مناسب. وتختار كندا الاشخاص الذين تريد استقبالهم بالتعاون مع مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين. وقال رئيس الحكومة الكندية: «لدينا مسؤولية استقبال أعداد اكبر من ضحايا الحرب»، معبّراً عن أمله في «الاعتراف مجدداً بكندا كدولة سخية كما كانت على الدوام». وفي أوج الحملة الانتخابية وبعد الجدل الذي أثارته صورة طفل سوري غريق في اليونان، تعهد ترودو باستقبال 25 ألف لاجئ سوري قبل نهاية السنة. واللاجئون ال 25 ألفاً المزمع استقبالهم سيتم اختيارهم بحلول نهاية السنة على أساس عمليات التحقق الأمنية وتحقيقات أجهزة الإستخبارات، وسيخضعون لفحوصات طبية أيضاً. من جهة أخرى، وصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس، إلى العاصمة الكرواتية زغرب للمشاركة في قمة دول البلقان المخصصة لأزمة الهجرة. وصرح بايدن أن «الولاياتالمتحدة أبدت اهتماماً كبيراً بهذه المنطقة في السنوات ال25 الأخيرة»، مرحباً بجلوس رؤساء دول المنطقة حول مائدة واحدة. وقال إنه «انجاز»، بعد لقائه الرئيس السلوفيني بوروت باهور المشارك في تنظيم القمة الى جانب نظيرته الكرواتية كوليندا غرابار- كيتاروفيتش. وأشار باهور الى أن اللقاء بحث أزمة الهجرة والتهديد الارهابي وأهمية استقرار المنطقة. والتحديات التي تواجهها المنطقة التي تُضاف إلى أزمة الهجرة والتهديد الذي يطرحه الإرهاب، كثيرة. فالعلاقات بين الإثنيات هشة خصوصاً في البوسنة ومقدونيا وكوسوفو فيما يتنامى خطر نفوذ التطرف الإسلامي في البوسنة، وسط وضع اقتصادي صعب مع نسبة بطالة مرتفعة في المنطقة بمجملها خصوصاً بين الشباب. وقالت سيوليتش- فوكادينوفيتش إن «منطقة البلقان تبقى برميل بارود». وأضافت: «في ضوء التهديدات الجديدة تأتي الولاياتالمتحدة بهدف تفادي أي زعزعة محتملة للمنطقة».