الرياض تستضيف غدًا مؤتمر "موني 20/20 الشرق الأوسط"    القطاع الرياضي ينضم إلى «جائزة العمل» في نسختها الخامسة    هددت بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.. إيران ترد على مجموعة السبع وتحذر من آلية الزناد    مسيرات الدعم السريع تستهدف مواقع حيوية    الناتو على خط المواجهة.. روسيا تكثف هجماتها المسيرة على أوكرانيا    النصر يتخطى الخلود ويتصدر «روشن»    رباعية الأخدود والفتح جرس إنذار.. هشاشة الدفاع تؤرق «لوران بلان»    الرياض يعبر النجمة بثنائية    الهيئة العامة لمجلس الشورى تعقد اجتماعها الأول للسنة الثانية من الدورة التاسعة    نائب وزير العدل يفتتح المؤتمر الدولي الثاني للتدريب القضائي    «حين يكتب الحب».. فيلم في الطريق    مفتي عام المملكة يستقبل مدير عام الدفاع المدني    تداولات الأسهم تنخفض إلى 2.7 مليار ريال    إطلاق برنامج شتاء السعودية 2025    نمو السيولة في الاقتصاد السعودي بأكثر من (239) مليار ريال خلال عام بنهاية يوليو (2025م)    تشكيل الهلال المتوقع أمام الدحيل    غيابات في الاتحاد أمام الوحدة الإماراتي في نخبة آسيا    ماجد عبدالله يسلّم كريستيانو رونالدو جائزة الحذاء الذهبي لموسم 2024-2025    "الهيئة العامة للعقار" تُعلن عن بدء أعمال السجل العقاري ل (10) أحياء بمنطقة مكة المكرمة    النفط يتعافى جزئيا رغم التوترات    الجيش اللبناني يتسلّم دفعة من أسلحة المخيمات الفلسطينية    من جازان إلى العالم: إنجاز إسعافي يدخل غينيس    ميقاتي يواجه تحقيقاً قضائياً في فرنسا    تصاعد الهجمات يفاقم التوتر بين روسيا وأوكرانيا    بعد ضرب قطر: ترمب مخدوع أو متواطئ    السفير العجالين يقدم أوراق اعتماده لرئيس جمهورية جيبوتي    الصحة تطلق حملة التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية    من المسارح البريئة يدق ناقوس الخطر    استمرار هطول الأمطار الرعدية على بعض مناطق المملكة حتى يوم الجمعة المقبل    رسميًّا.. خلو المملكة من مرض الرعام    أمير منطقة جازان يستقبل أبناء قاضي التمييز بجازان سابقًا    أمير القصيم يطلع على برنامج الخرائط الإلكترونية وانجازات جمعية التنمية الاجتماعية الأهلية بالشماسية    مؤتمر حائل لأمراض القلب : منصة علمية لتعزيز التقدم الطبي في أمراض القلب    نائب أمير الشرقية يستقبل أمير الفوج الحادي عشر ومدير فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف    الوفد الكشفي السعودي يزور الحديقة النباتية في بوجور ضمن فعاليات الجامبوري العالمي    الصحة القابضة والتجمعات يفعّلون الحملة الوطنيّة للإسعافات الأولية.. ويُدربّون أكثر من 434 ألف    3 أسباب للحوادث المرورية في منطقة الرياض    رحيل من ضيّع في الإعلام عمره.. ولم يضيّع ذكراه    كلمات ولي العهد تسطر بمداد من مسك    مرحبا بمن جاء يحمل زادي إلى الآخرة    الزميل سعود العتيبي في ذمة الله    مركز الدرعية لفنون المستقبل يفتتح "استمرارية 25"    إمام المسجد النبوي: الفوز الأبدي يأتي بتحقيق العبودية لله    مثقفون وإعلاميون يحتفون بالسريحي وبروايته الجداوية    احتفل باليوم العالمي ..«الأحمر»: رفع الوعي بالإسعافات ينقذ الأرواح    نائب أمير الشرقية يعزي أسرة الزامل    إنزاغي يُبرر تأخر التغييرات أمام القادسية    ماسك يقلب الطاولة على موظفيه    أفراح الطويرقي والجميعة بزفاف عبدالله    شغف الموروث    إعادة النظر في أزمة منتصف العمر    باراسيتامول دواء شائع بمخاطر خفية    الأرق يهدد كبار السن    نائب أمير منطقة مكة يقدم التعازي للفريق محمد الحربي في وفاة والدته    المرء أسير الإحسان    في رثاء عبدالعزيز أبو ملحه    الإرث بين الحق والتحدي    خطاب يستحضر التاريخ: السعودية ونهضة عالمية برؤية 2030    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا يأس في سن اليأس
نشر في الحياة يوم 18 - 03 - 2010

عندما تدخل المرأة في خريف العمر تمر في مرحلة لا مناص منها هي سن اليأس، لكن هذه المرحلة ليست مرضاً كما يظن للبعض، بل هي ظاهرة فيزيولوجية طبيعية ناجمة عن النقص التدريجي في وظائف المبيضين، تحصل لجميع النساء من دون استثناء، وتعني الانتقال من مرحلة الخصوبة الى مرحلة عدم المقدرة على الإنجاب. ولعل تسمية هذه المرحلة العمرية بسن اليأس تعود الى كون المرأة خلالها تكون يائسة من الإنجاب، ولكن هذه العبارة فيها نوع من الإجحاف في حق المرأة وكثيراً ما يسبب لها الإحباط بمجرد سماعها لها، ويعطي انطباعاً أنها اصبحت مهملة. صحيح ان المرأة تمر في مرحلة تشهد فيها مطبات صحية وسلوكية ونفسية تشتد تارة وتخف أخرى، ولكنها في النهاية مرحلة انتقالية من سن الخصوبة الى مرحلة عدم القدرة على الإنجاب بسبب توقف المبيض عن انتاج البويضات وبالتالي التوقف عن افراز هرمون الاستروجين. بكلام آخر، هذه المرحلة تعني بكل بساطة أنه آن للمرأة أن تستريح من عناء الحمل والولادة والرضاعة.
على أرض الواقع يمكن تقسيم سن اليأس الى مراحل عدة متداخلة مع بعضها البعض:
1- مرحلة ما قبل سن اليأس، وهي مرحلة منذرة تشير الى ان المرأة ستدخل عاجلاً أم آجلا في سن اليأس، وهي تبدأ عادة بعد الأربعين من العمر، وتعاني المرأة خلالها من مجموعة من الاضطرابات أبرزها تبدلات العادة الشهرية بحيث تصبح مدة الدورة طويلة أو قصيرة من دون ضابط ولا نظام، وفي بعض الأحيان تصل المرأة الى تلك السن في صورة مفاجئة إذ تنقطع الدورة الشهرية فجأة بعد أشهر أو سنوات من الدورة المنتظمة. اما عن مدة هذه المرحلة فهي في شكل عام تدوم من سنتين الى خمس سنوات.
2- مرحلة سن اليأس، وهي مرحلة صعبة التحديد زمنياً نظراً الى كثرة الاضطرابات التي تتعرض لها المرأة في هذه الفترة، وفي شكل عام يمكن القول إن عدم ملاحظة أي عادة شهرية لمدة تزيد على ستة أشهر يعني ان المرأة دخلت فعلاً في مرحلة سن اليأس، وأنها في طريقها الى مرحلة ما بعد سن اليأس.
3- مرحلة ما بعد سن اليأس، وتتميز هذه بفيض من العوارض والعلامات التي تختلف من إمرأة الى أخرى ومنها:
- الهبات الساخنة التي تعتبر من الرموز الشائعة السيئة لسن اليأس، وهي تداهم المرأة في شكل مفاجئ، إذ تشعر بنوبات حرارة خصوصاً في الوجه والرأس وأعلى الصدر مع ارتفاع السخونة في الجلد وأصابع اليدين والقدمين. وفي الماضي كان يعتقد بأن هذه الهبات هي من وحي الخيال، ولكن التحريات السريرية أوضحت أنها حقيقة لا لبس فيها. والهبات الساخنة ليست مشكلة عابرة، بل هناك دراسات حديثة ربطت بينها وبين خطر التعرض للأمراض القلبية الوعائية. ان انحدار مستوى هرمون الاستروجين يعتبر العامل الأول المحرض للهبات ولكنه على ما يبدو ليس العامل الوحيد.
- التعرق الغزير، وهو قد يحصل في شكل مستقل عن الهبات الساخنة أو قد يكون ملازماً لها، ويميل الى الحدوث ليلاً في شكل خاص. أحياناً يكون التعرق عادياً وأحياناً أخرى يكون مزعجاً غزيراً كالمطر.
- الإنهاك والتعب والشعور بالضيق.
- الصداع والدوخة وسرعة النرفزة واضطرابات النوم والميول العدوانية وضعف الذاكرة ونقص القدرة على التركيز.
- حس الإحتراق.
- زيادة الوزن والميل الى السمنة.
- جفاف الجلد.
- اضطرابات تشمل العظام والمفاصل بسبب ضياع الثروة المعدنية وطغيان عملية الهدم على البناء الأمر الذي يسبب آلاماً في العظام والمفاصل خصوصاً في الرسغ وفقرات الظهر وعظام الحوض، وتزداد نسبة التعرض للكسور كلما توغلت المرأة في خريف العمر.
- اضطرابات قلبية وعائية يرجع سببها الى حد بعيد الى هبوط مستوى هرمون الاستروجين، وطبعاً هناك عوامل أخرى تدلي بدلوها مثل زيادة الكوليسترول السيئ والشحوم الثلاثية في الدم.
- اضطرابات في الأعضاء التناسلية.
- اضطرابات على صعيد جهاز الهضم مثل الغثيان والتقيؤ والإسهال او الإمساك.
- اضطرابات جنسية مثل البرودة وجفاف المهبل وآلام المعاشرة.
- اضطرابات بولية مثل زيادة عدد مرات التبول وعدم القدرة على التحكم به.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تجب معالجة عوارض سن اليأس؟
ان الغالبية العظمى من النساء يعبرن بمرحلة سن اليأس بدرجات متفاوتة، بعضهن يتعايشن معها على رغم قساوة العوارض التي تتخللها، في حين ان بعضهن الآخر يلتمسن المساعدة الطبية لترويض العوارض المرافقة لتلك السن. ومن التدابير المهمة على صعيد علاج سن اليأس:
1- الإكثار من تناول الخضروات والفواكه لتأمين كميات مناسبة من الاستروجينات النباتية التي يمكن ان تقوم بنفس وظيفة استروجين الجسم، الأمر الذي يساهم في التخفيف من عوارض سن اليأس المزعجة.
2- الإقلال من المآكل الدسمة.
3- الحد من تناول الملح.
4- ممارسة الرياضة اليومية المنتظمة.
5- المعالجة الهرمونية البديلة تحت اشراف طبي.
تبقى الملاحظات الآتية:
سن اليأس قد تحصل لأسباب أخرى مثل الاستئصال الجراحي للمبيضين، وعلى اثر العلاجات الكيماوية المضادة للسرطان، أو نتيجة عجز المبيضين المبكر قبل ان تصل المرأة الى سن الأربعين.
20 في المئة من النساء محظوظات لا يعانين من مظاهر سن اليأس سوى غياب الدورة الشهرية، وفي 40 في المئة تكون هذه الظواهر خفيفة الى متوسطة، أما في النسبة الباقية فيعاني أصحابها من عوارض شتى وتحتاج الى المعالجة الطبية.
ان النساء ذوات البشرة البيضاء أكثر عرضة لمرض هشاشة العظام من ذوات البشرة السمراء، كما أن النحيلات يصبن به في شكل أكبر، أما عن السبب فلا أحد يملك الجواب الشافي.
في أغلب الأحيان تزيد مشاكل سن اليأس تعقيداً لعدم توافر الخلفية التثقيفية المسبقة لما تمر به المرأة في هذه السن. أيضاً فإن جهل الرجل لهذه المرحلة الفيزيولوجية الطبيعية، التي تترافق مع تغيرات على الصعيد الجسدي والنفسي، يساهم في صب الزيت على النار، وربما التسبب في مشاكل زوجية كالطلاق وغيره.
تعتبر العادات الغذائية أحد العوامل الجوهرية التي تفسر الاختلاف في عوارض سن اليأس من امرأة الى أخرى، وعلى هذا الصعيد فإن النساء الآسيويات أقل تأثراً بعوارض سن اليأس بسبب غنى وجباتهم بمركبات الاستروجين النباتية الشبيهة بمركب الاستروجين الطبيعي.
ان سن اليأس الطبيعية تحصل بين سن 45 و52 عاماً، ولكن من الممكن أن تحدث باكراً، أي قبل سن 35، أما الأسباب فقد تكون معروفة أو مجهولة.
سن اليأس محطة مهمة من حياة المرأة، وهي مرحلة انتقالية كغيرها من المراحل العمرية الأخرى أي البلوغ والمراهقة والحمل والولادة، لذا يجب تفهمها والتعامل معها في إطارها.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.