حولت التشكيلية مهدية علي آل طالب معرضها التشكيلي الشخصي «أهازيج سنبلة» الذي أقيم أخيراً إلى قصائد شعرية ملونة، خطتها على 40 لوحة مختلفة المقاسات، وصبغتها بالمشاعر الإنسانية المختلفة من خلال التغيرات المتسارعة في عصر العولمة. ونجحت الفنانة في ابتكار أسلوب فني مختلف، تميزت فيه بعرض تفاصيل الحياة وصورها بشكل رمزي مختصر، تاركة الأبواب مشرعة للنقاد وصناع الحياة للتفكير في الواقع المرير الذي يعيشه المجتمع من خلال هذه اللوحات الزيتية التي ترجمت أحاسيسها ومشاعرها تجاه المجتمعات المحيطة بها. واشتملت معظم الأعمال على مكونات رئيسية، منها السنبلة والحمامة إلى جانب العنصر الإنساني. فيما اتسمت بالتنوع والقدرة الفنية البارعة في محاور البورتريه والمدرستين السريالية والواقعية. وكان للجسد والمرأة نصيب وافر في معظم لوحاتها التي أسرتها بأسماء متعددة وهي: الحدث، حارسة الحياة، سر المصدر، سلام شرقي، اختصار، القرعة، يكثر الكلام فيختفي الإنسان، حانيات، انبثاق، حيرة حتى الدهشة، سنابل خضر، لم يبق غير بقايا طاؤوسية، مكنونات الرموز، تراقص، نهوض، لا سلم ولا تناحر، نائمة في كنف الإله، ومواسم». وركزت الفنانة في معظم لوحاتها على اللونين الأحمر والبرتقالي بإتقان، وذلك لإيضاح تأثيرهما النفسي في واقع الحياة في هذه اللوحات، التي امتزجت بالألم والأمل، تاركة للمشاهدين والزوار تفسير مكنوناتها والمعاني المختلفة التي اختزلتها في عالمها الخاص. تقول آل طالب: «رسالتي باختصار في هذا المعرض هي الإنسان، فالإنسان هو همي أينما كان في هذا الزمن وتغيراته المتسارعة المرهونة بالثورة المعلوماتية وتقنياته، ومن خلال معرفته واطلاعه على جميع الأحداث التي لا تخضع إلى معيارية معينة». وتضيف: «إلا أن الإنسان يبقى يعيش حالة من العزل، حاملاً همومه وغير متفاعل بالشكل المطلوب، حتى أضحى أشباه أشباح، وبصورة هلامية يحيطه شعور الغربة والاغتراب». آل طالب كشفت في هذا المعرض عن قدرتها الأدبية الجميلة عندما أوردت قصيدة نثرية على صفحات كتيبها الخاص بالمعرض، أوضحت من خلالها اختيارها للسنبلة كعنوان عريض لهذا المعرض. وقالت: «من قال إني أريد عصاً، أعطني سنبلة أوكِ عليها سنين عمري، تداخلني وأدخلها، تخالجني وأخالجها وأكون أنا السنبلة. تنحني تنحني، فالسنابل المليئة تنحني سنبلتي أنا.. احتواها التراب حينما احتوته وحين غمرها الماء رفعت رأسها حينما طاير الهواء أهدابها. قرأت تباشير أيقنت أن كل ما رأته آت آت آت، تتساقط حباتها يلتقفها التراب بشوق، تحتضنها الأرض بحنين ويثمر عمري من جديد كلما أتى موسم جني السنابل».