حجز الشاب الأردني كامل الأسمر (25 سنة) في الفضاء الإلكتروني فسحة لموقعه الذي يحمل اسم «نخوة»، وانطلق بفكرته المبنية على جمع المتطوعين وربطهم بالمنظمات التي تحتاج لطاقاتهم وجهودهم في تنفيذ نشاطاتها. مبادرة مدرستي مثلاً هي إحدى المبادرات المدرجة في موقع «نخوة»، والقائمون عليها يطلبون متطوعين للمشاركة في تنفيذ نشاط رياضي يتصل بتعليم طلبة المدارس مهارات لعب كرة القدم وكرة السلة. وتَطلب المبادرة في هذا الشأن أن تتوافر في المتطوع مهارات تتصل بتقديم دروس رياضية لطلبة من عمر 6 إلى 17 سنة، وتعليم هؤلاء قواعد الرياضة وقوانينها وأهمية الروح الرياضية. ويقلب مستخدمو موقع «نخوة» صفحاته باحثين عن فرصة للمشاركة في عمل تطوعي يتناسب مع مؤهلاتهم وهواياتهم. وفي حال لم يجدوا المناسب يملأون استمارة إلكترونية تبين ما يمتلكونه من مهارات يمكن توظيفها لاحقاً في نشاط تطوعي. ويقول كمال أن فكرته تأسيس الموقع الذي انطلق قبل 3 سنوات كانت نتيجة تجربة شخصية يقول عنها: «مشاركتي في العمل التطوعي في أحد مراكز الإعاقة أحدثت تغيراً في مجرى حياتي». ويتابع «أُوكِلت إلي مهمات التنسيق لإقامة يوم ترفيهي للمعوقين في أحد المولات التجارية بهدف دمجهم مع المجتمع، وما كانت أن تتاح لي فرصة المشاركة لولا أنني علمت بتوافرها من خلال إحدى الإذاعات التي اعتدت استماعها». ومن منطلق أهمية التعريف بوجود فرصة الانخراط في الأعمال التطوعية، وجد كمال أن تأسيس الموقع سيتيح للعديد من أقرانه ممن يملكون الرغبة في المشاركة التطوعية بأن يتواصلوا بسهولة مع المنظمات غير الربحية عبر استخدام الشبكة العنكبوتية. ولا يقف طموح كمال وشريكه هادي ناصر الدين ضمن حدود الأردن، بل يعمل الشابان على التوسع في تقديم الخدمة لتشمل دول الجوار وأولى الخطوات تتجه نحو مصر ولبنان. وكانت الخطوة الأولى لكمال في تنفيذ فكرته أن أسّس مجموعة volunteers group على موقع «فايسبوك» وبعدما لمس نجاح الفكرة أسس موقع «نخوة» الإلكتروني www.nakhweh.com في الأشهر الأخيرة من العام الماضي. ويشير كمال إلى أن عدد المتطوعين وصل إلى 800 متطوع، فيما استطاع الموقع أن يجذب العديد من الهيئات والمنظمات الباحثة عن شباب يطمح للعمل من دون مقابل وبمهنية عالية. ويوضح الشاب العشريني أن أكثر مرتادي الموقع من الفئة الشابة وتتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، موضحاً أن دوافعهم متعددة. فمنهم من يبحث عن فرصة من أجل العمل التطوعي أو لتمضية أوقات الفراغ، وآخرون من طلبة الجامعات المطلوب منهم المشاركة بأعمال تطوعية ضمن مقرر جامعي هو «خدمة المجتمع». ويجد كمال أن انطلاق المبادرات الشبابية على صفحات الإنترنت يشير إلى أن هذه الفئة أصبحت تشعر بمسؤوليتها تجاه الوطن، وبأهمية مساهمتهم في معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية. ويؤكد في الوقت ذاته أن الشبكة العنكبوتية أتاحت لمستخدميها وغالبيتهم من الشباب طرح أفكارهم بتكلفة مادية منخفضة، وأن ما نجده من مبادرات على الساحة الإلكترونية ما هو إلا دليل على توجه جاد لتوظيف التكنولوجيا لخدمة المصلحة العامة وبما يحقق الطموحات الشبابية . وهو ما تؤكده نورا يسايان وتعمل منسقة لتطوير البرامج في «مؤسسة نهر الأردن» المدرجة في الموقع ضمن المنظمات التي تبحث عن متطوعين. تقول نورا: «موقع المؤسسة الإلكتروني لم ينجح في جذب المتطوعين، ولطالما كنا نواجه معوقات في سرعة تنفيذ برامجنا ونشاطاتنا نظراً الى الوقت الذي يتطلبه البحث عن متطوعين. لكن بفضل موقع نخوة أصبحت الطلبات تصل مباشرة وغالبيتها من الفئات العمرية الشابة ذات النشاط المتجدد والباحثة عن التجربة وحب العمل التطوعي، فيما البعض يتقدم لنا كمتطوع وأمله أن يقنعنا بقدراته لنضمه الى كادر الموظفين». وتشير نورا إلى أهمية الموقع في جذب الباحثين عن العمل التطوعي وربطهم بالمنظمات التي تحدد المهارات وعدد ساعات العمل، فضلاً عن مكان عمل المتطوع والعدد المطلوب في الموقع الإلكتروني في شكل يسهل عليها الاختيار.