«فولكسفاغن كوبيه» المدمجة: سر الاستهلاك المنخفض والديناميكية القصوى

أرادت «فولكسفاغن» من خلال إطلاق طرازها كوبيه المدمّج New Compact Coupe في مستهل عام 2010، تجديد التأكيد على استنادها إلى مفاهيم وتقنيات راسخة في تقاليدها في مجال صناعة السيارات.
إنه طراز يمتاز بنظام دفع سريع إلى حدٍ كبير لكنه مستقبلي من ناحية الاقتصاد في استهلاك الوقود، وبمظهر رياضي وتصميم حاد يتميز بالأناقة في شكل ملحوظ. ولعله واسطة العقد بين تصميم شيروكو، أكثر السيارات الرياضية مبيعاً في أوروبا، وسي سي التي حققت نجاحاً عالمياً. ويبلغ معدل استهلاكها لوقود 4.2 ليتر/100 كم! وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون 98 غراماً/كلم. ما يُعدّ مذهلاً إذا أخذنا في الاعتبار اقتصادها في استهلاك الوقود، وسرعتها القصوى البالغة 227 كلم/ساعة، والثواني ال 8.6 التي تحتاجها لبلغ من السكون سرعة 100 كلم/ساعة.
وقد أطلقت كوبيه المدمجة الجديدة في «معرض أميركا الشمالية» في ديترويت.
كان توفير تلك القيم ممكناً من الناحية الفنية من خلال الدمج بين مكونات عالية التقنية: محرك TSI يعمل بالبنزين بقوة 110 كيلوواط/150 حصاناً، ويتميز باقتصاده من دون أن يتخلّ عن مواصفاته الرياضية، مع قوة كهربائية محركة تبلغ مقدارها20 كيلوواط/27 حصاناً، وعلبة تروس مزدوجة القابض ب7 سرعات DSG التي ينظر إليها سائقون كثر على أنها الأفضل في عالم السيارات اليوم.
وبعد نحو شهرين على الظهور الأول للسيارة ذات الأربعة أبواب والأكثر اقتصادية في استهلاك الوقود في العالم آب! لايت (Up! Lite) في لوس أنجليس تؤكد هذه «الافتراضية الجديدة» مجدداً بأن سيارات فولكسفاغن المستقبلية الهجينة لا تركز فقط على الاقتصادية في استهلاك الوقود وإنما وكما هي الحال مع إصدارات السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل النقيين، التي تقدمها علامة فولكسفاغن الأكثر نجاحاً في أوروبا فإن الهدف من تلك السيارات أيضاً أن تكون رياضية وممتعة القيادة.
وخلال النصف الأول من العام الحالي، ستطلق فولكسفاغن طرازها الهجين الأول في الأسواق وهو عبارة عن سيارة SUV تعمل بالدفع الرباعي.
وتظهر سيارة الكوبيه المدمجة الجديدة، من الناحيتين التقنية والأبعاد الخارجية، الكيفية التي ترى بها فولكسفاغن محركات الدفع الأمامي الهجينة ضمن فئة السيارات المدمجة التي ستنتج في الوقت المناسب.
وتستند السيارة الافتراضية على مزيج مبتكر عالي التقنية قريب إلى حدٍ كبير من الإصدارات المحتمل إنتاجها. وتستخدم فولكسفاغن إصدارة بأربع أسطوانات من محركات TSI التي تعمل بالبنزين. ويولّد الحقن المباشر، والشحن التوربيني والمبرّد الداخلي 110 كيلوواط/150 حصاناً من 1.4 ليتر فقط.
وأثبتت تقنية TSI وفي شكلٍ مثير قوتها الفائقة خلال سباقات منها السباق الأسطوري نوردشلايف على حلبة نوربورغرينغ الألمانية الأصعب في العالم.
ومنذ إنتاج أول محرك TSI قبل أكثر من خمسة أعوام، صنّع 3.5 مليون وحدة من هذه المحركات الدافعة ذات العزم القوي باربع أسطوانات.
أما TSI في الكوبيه المدمجة الجديدة NCC والمزودة أيضاً بنظام الثبات الإلكتروني ESP، فيحوّل عزم تدوير ضخم مقداره 240 نيوتن متري إلى العجلات الأمامية عند مستويات سرعة منخفضة.
كما ضمّن هذا الطراز محركاً كهربائياً ما بين محرك ال TSI وعلبة التروس الأوتوماتيكية مزدوجة القابض ذي 7 سرعات DSG، ويمكن استخدامه للحصول على قيادة كهربائية بحتة خالية من الانبعاثات، أو يمكنه دعم محرك TSI بعزم شديد القوة.
ويطوّر المحرك الكهربائي قوة مقدارها 20 كيلوواط/27 حصاناً. كما يكمل كل من القوة والعزم في وحدتي الدفع عمل أحدهما الآخر أثناء ما يعرف بعملية الدفع عند التسارع لتجاوز مركبة أخرى مثلاً.
ولأن كوبيه المدمجة الجديدة NCC قابلة للقيادة في صيغة كهربائية نقية، يصنف نظام الدفع على أنه هجين بالكامل. وتزوّد البطارية التي تعمل بأيونات الليثيوم (1.1 كيلواوط في الساعة) والموجودة في الجزء الخلفي من المركبة، المحرك الكهربائي بالطاقة. ولا تتوقف تقنية TSI في الإصدارة الكهربائية عن العمل فحسب بل تفصل بواسطة معشق لتجنّب خسائر الدفع.
تناقص متكرر
حالما يحرر السائق دواسة الوقود، تفصل تقنية TSI عن عملية نقل الحركة. ويطلق على تلك العملية «الانحدار التنازلي» وهي ممكنة حتى عند القيادة بسرعة عالية، كما في القيادة على الطرق المفتوحة. وبسبب التقليل الحاصل في خسائر الدفع في هذه الحالة أيضاً، يدوم الانحدار الحاصل في كوبيه المدمجة الجديدة NCC طويلاً، ما يمهد الطريق إلى أسلوب متوقع اتباعه يؤدي مباشرة إلى تقليل استهلاك الوقود.
وعند الضغط على المكابح، يستعيد المحرك الكهربائي، الذي يعمل بمثابة مولد للطاقة، الطاقة الحركية التي تخزّن في بطارية أيونات الليثيوم.
وكما هي الحال في طرز سيارات BlueMotion من فولكسفاغن، تتضمن كوبيه المدمجة الجديدة نظام توقف تشغيل على لوح التحكّم، ما يقلل استهلاك الوقود خصوصاً عند القيادة في شوارع المدينة والطرق المزدحمة.
مزيج منسجم
ينعكس التفاعل الفريد ما بين الفاعلية والديناميكية بنسبة 1:1 في تصميم الكوبيه المطلية باللون «تنجستن فضي معدني». ويعلّق كلاوس بيشوف، كبير المصممين لدى فولكسفاغن قائلاً: «يعتبر تصميم الكوبيه الحد المطلق في عالم تصميم السيارات. وقد حقق فريقنا مزيجاً يجمع بين التقنيات الفاعلة والأناقة في كوبيه المدمجة الجديدة التي تعتبر فريدة من نوعها. وتمكنت الخطوط القليلة التي وضعت بدقة والأسطح المصممة بقوة من بناء ديناميكية خالدة وأناقة صافية تشكل نموذجاً عن سيارات فولكسفاغن».
ويظهر الجانب الأمامي لهذه السيارة ثقة مطلقة وسمة مميزة. وتمّ التأكيد على عرض السيارة من خلال الخط الأفقي وتضمين مصابيح Bi-Xenon الأمامية ومن ضمنها مصابيح LED التي تعمل خلال النهار ومصابيح الاستدارة.
ويسهم شكل المصابيح المركبة تقنياً في المظهر الخارجي المميز لهذه السيارة الافتراضية، ليلاً ونهاراً.
في المنظور الجانبي للسيارة، مزجت خصائص التصميم الأنيق الذي تميزت به مركبات فولكسفاغن الجديدة كلها خلال العام الماضي مع خصائص التصميم التي تتسم بالرقي والروح الرياضية لسيارة الكوبيه في الوقت ذاته. ومثال على ذلك، ميزة خط التورنادو والمنحنيات المعززة بقوة عند أقواس العجلات. إذ تتقاطع مع المساحة الكبيرة من الأسطح الملساء المتجانسة لتكسب السيارة مظهراً ديناميكياً قوياً. كما يكمل شكل النوافذ الجانبية هذا الانطباع بتميز موجز.
وتربط العجلات المعدنية من نوع «Lugano» بقطر يبلغ 19 بوصة أناقة هذا التصميم مع الطرز الحالية.
وصممت مساحة التخزين بمظهر قوي حاسم. ويعزز هذا الغرض أسطحها الملساء وتصميم قسم كتف مؤخرة السيارة الموحي بالقوة. وتبدو المصابيح الخلفية العاملة بتقنية LED مبهرة . وقد ثبّت جناح الاتزان الخلفي الذي يقلل أثر الاضطراب الهوائي على ظهر الصندوق الخلفي، فهو يعزز تجاوب السيارة الاستثنائي مع الهواء أثناء انطلاقها.
وهناك ناشر هواء diffuser مصمم بطريقة رائعة في الأسفل، تظهر منه فتحات أنابيب نظام العادم المثبتة عليه لتمنح السيارة طابعاً انسيابياً مع قوة دفع الهواء.
ويبلغ طول كوبيه المدمجة الجديدة 4.54 م وعرضها 1.78 م. ويضفي ارتفاع الهيكل المنخفض والبالغ 1.41 م مزيداً من الطاقة التصميمية على الترابط بين أبعادها، وتعزز النسبة من العرض الواسع والارتفاع المنخفض لهيكل السيارة من صورة فولكسفاغن الديناميكية. وتتسم أبعاد المسارات الخاصة بالسيارة بمقاييس كبيرة أيضاً (أمامي 1.53 م، خلفي 1.54 م) وقاعدة عجلات (2.65 م).
راحة ورحابة
تتميز NCC الجديدة ذات المقاعد الأربعة براحة استثنائية توفرها لركابها خلال المسافات الطويلة، فضلاً عن رحابة مقاعدها الرياضية الجلدية بلون التوت الأبيض الفاتح.
كما صُمّم القسم السفلي لقمرة القيادة والأجزاء الوسطى من المنصة الرئيسة والخطوط الجانبية في الأبواب بلون المقاعد ذاته. وتضم المقصورة الداخلية مجموعة مثيرة للاهتمام من التباينات الأخرى مثل الواجهة الأمامية (باستثناء اللون العام للمقصورة ومفاتيح التحكم) وعجلة القيادة الجلدية التي صممت بلون الكوارتز Grigio الغامق.
داخلياً، توفر هذه السيارة أفضل إحساس بالرحابة مقارنة مع مركبات فئتها. ويبدو هذا واضحاً من خلال المساحة الوافرة التي تمنحها للركاب في مقدمة المقصورة الداخلية وفي المقاعد الخلفية، وذلك على رغم تصميمها الرياضي وهيكلها المنخفض. وتبلغ سعة التخزين فيها 380 ليتراً أي ما يساوي حجم أمتعة لأربعة أشخاص والتي يمكن وضعها وتوضيبها بسهولة.
عند فتح الأبواب، يتضح مدى التناسق بين التفاصيل العملية والبديهية. فقد وضعت الأجهزة في شكل مثالي ودقيق. ويمثل المقود ووظائفه الواجهة الرئيسة بين السائق والسيارة، حيث يسمح تصميمها الفريد للسائق بسهولة استخدام مقبض ناقل الحركة لعلبة التروس الأتوماتيكية (7 سرعات).
كما تتميز لوحة التحكم ذات الشكل الرياضي بضوابط مصممة حديثاً لنظام التكييف الهوائي التلقائي Climatronic، وشاشة عرض بتصميم جديد قياس 8 بوصة تعمل باللمس للتحكّم بجهاز الراديو ونظام الملاحة، فضلاً عن زر إشارة الوقوف الموقت وفتحات الهواء المركزية في الجزء العلوي من المنصة الأمامية.
وصممت لوحة التحكّم المركزية في شكل يتناسق مع وضعية قمرة القيادة لتلبّي متطلبات السائق. ووضعت العدادات الدائرية ضمن أطر من الكروم، حيث تمركزت وسطها شاشة إلكترونية متعددة الوظائف لعرض معلومات إضافية عن الرحلة والملاحة. كما أضيفت لمسات حديثة مثل القطع المصنوعة من المعدن والحاوية على فتحات هوائية، ومفاتيح متعددة الوظائف على عجلة القيادة، ونظام راديو وملاحة، ونظام التحكّم بالجو، ووحدة ناقل الحركة DSG، مع لمسات باللون الأبيض على حوافي الأبواب والأجهزة ولوحات التغيير (رفع النافذة وتعديل المرآة) في الأبواب.
وشكّل المصممون منطقة المقاعد الخلفية على طريقة سيارات غران توريسمو الواسعة. وبالتالي، يمكن للركاب الجلوس على مقعدين رياضيين مريحين، بينهما الكنسولة المركزية التي تمتد من مقدمة المقصورة الداخلية.
وفي الخلف، جهزت الكنسولة المركزية بمساحة تخزين إضافية ونظام للتحكّم بتكييف الهواء ومساند للذراعين قابلة للطي.
وتجعل اللمسة النهائية والجودة التي تتميز بهما المواد المستخدمة في المقصورة الداخلية، الناظر ينسى بأن كوبيه المدمجة الجديدة سيارة افتراضية.