تتصدر السعودية مكانة مميزة في تقديم الدعم والمساعدة للشعوب العربية والإسلامية والصديقة وإعانة حكومات تلك الدول على توفير النماء والازدهار لأبناء تلك الشعوب ومواجهة ما تتعرض له من أضرار وكوارث، إذ بلغ إجمالي المبالغ التي اعتمدتها حكومة المملكة العربية السعودية كاشتراكات في المنظمات الدولية والإقليمية خلال العام المالي 1426-1427ه أكثر من 195 مليون ريال. وتأتي في مقدم هذه المنظمات، منظمة الأممالمتحدة التي حصلت على نحو 20 مليون دولار، والاتحاد الدولي للاتصالات الذي حصل على ما يقارب ثلاثة ملايين دولار، والمنظمة الدولية للطيران المدني، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنتدى الطاقة الدولي ومنظمة اليونيدو، إضافة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة اليونيسكو ومنظمة الصحة العالمية ومكتب العمل الدولي في جنيف. كما تأتي اشتراكات المملكة في هذه المنظمات الدولية والإقليمية انطلاقاً من معرفة المملكة بأهميتها ودورها المهم في خدمة دول العالم كافة. وتخصص السعودية نسباً عالية من دخلها الوطني للمساعدات الخارجية، سواء للدول أو المجتمعات أو المؤسسات والمنظمات المتخصصة. وتشمل برامج المساعدات السعودية جميع المجالات تقريباً، منها الزراعية، والاقتصادية، وبناء المدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات، وإنشاء الجمعيات الإسلامية. وأظهرت إحصاءات رسمية من الصندوق السعودي للتنمية أن قيمة المساعدات الخارجية خلال 25 عاماً، أي في الفترة من 1975 إلى 2000، للدول النامية بلغت 582 بليون ريال، وشكلت نسبة 4 في المئة من المتوسط السنوي من إجمالي الناتج الوطني، وهي النسبة الأعلى بين جميع دول العالم. وشمل هذا الدعم مساعدات غير مستردة وقروضاً إنمائية ميسرة استفادت منها 37 دولة نامية. وتحرص الحكومة السعودية على مساعدة الدول العربية والإسلامية، ولذلك أسقطت ديوناً بلغت 22.5 بليون ريال، استفادت منها 11 دولة من الدول النامية والأقل نمواً، كما قدمت في الأعوام الأخيرة جملة من المساعدات الأخرى لبعض الدول الإسلامية في مجالات إسلامية بلغت أكثر من ثلاثة بلايين ريال، استفادت منها مجموعة كبيرة من الدول الإسلامية، وعشرات المساجد والمدارس والمعاهد والجامعات والجمعيات الإسلامية، واستخدمت في ترميم وإنشاء عدد من المستشفيات. واتخذت المساعدات السعودية أشكالاً أخرى من أهمها الدعمان المادي والمعنوي للدول العربية والإسلامية والصديقة التي تتعرض إلى الكوارث الطبيعية، مثل: الزلازل، الأمطار، الفيضانات، الجفاف، والحروب. ولا تقتصر المساعدات سواء المادية أو العينية على ما تقدمه الحكومة فحسب، بل شملت تشكيل لجان شعبية لاستقبال تبرعات المواطنين النقدية والعينية. ولضمان وصول تلك المساعدات لمستحقيها أقامت السعودية جسوراً جوية وبحرية لإيصالها إلى المناطق المتضررة في الدول العربية والإسلامية. وتشتمل تلك التبرعات والمساعدات على النواحي المادية والعينية ومواد الإغاثة مثل الأغذية ومواد الإيواء والأدوية، وما تحتاجه الحياة المعيشية للمتضررين. وعندما دعت الحاجة أنشأت السعودية مستشفيات ميدانية في الأماكن المتضررة أمدتها بالأطباء والأجهزة الطبية والأدوية. ولم تقف المساعدات السعودية عند حال وقوع الكوارث، بل تعدت إلى إعادة إعمار وبناء المدن والمناطق المتضررة بكامل مرافقها، وبالتالي إزالة آثار تلك الكوارث التي يطول تأثيرها في الغالب، إضافة إلى المشاركة في الوقاية من وقوع بعض الكوارث قبل حدوثها كالجفاف.