المفارقة في قصص يوسف إدريس .. بلاغة المعاني الظاهرة والكامنة للقصص القصيرة

الكتاب : المفارقة في قصص يوسف إدريس القصيرة المؤلف : نجاة علي الناشر: المجلس الأعلى للثقافة - مصر
جهد بحثي كبير تقوم به الباحثة والشاعرة المصرية نجاة علي في كتابها النقدي «المفارقة في قصص يوسف إدريس»، الذي صدر في طبعته الأولى عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر، شهر نوفمبر .
الكتاب يقع في أربعة فصول، خصصت الباحثة الأول منها ل «مفهوم المفارقة» الذي بحثت عنه أولاً في التراث العربي، في محاولة منها لتأصيله داخل الثقافة العربية، على رغم أنه، على حد قولها، «ينتمي إلى سياق ثقافي آخر»، إلا أنها وجدت نماذج إبداعية ولم تجد للمفهوم جذوراً واضحة رغم وجود ما يدل عليه.
فالمصطلح «IRONY» أي المفارقة والموجود في الثقافة الغربية تم تناوله داخل الكثير من الدراسات النقدية العربية، والتي منها ما يتعلق بالشعر، ومنها ما يتعلق بالسرد القصصي، وقد ذهب معظم من استخدموه إلى أن المفارقة تتحدد بعناصر عدة، أولها وجود مستويين ظاهر وباطن للحوار. ثانيها ارتباط المفارقة معظم الوقت بالغموض، لذا يجب إدراك حالات التعارض والتناقض بين الحقائق. أما ثالث تلك العناصر فهو ارتباط المفارقة أيضاً بفكرة التظاهر بالبراءة، ورابعها هو وجود متعلق متورط في فعل «المفارقة» تلك التي تقع عليه أو بمعني آخر «ضحية».
والمفارقة إذاً تعني أن تقول شيئاً بلغة معينة وباستخدام تراكيب حوارية يظهر منها أنك تقصد شيئاً معيناً، في حين إنك في حقيقية الأمر تقصد شيئاً آخر يحتاج إلى فطنة في تلقيه، ربما يكون هذا الفهم هو أبسط أنواع المفارقة تلك التي قسمتها الباحثة إلى مفارقة لفظية وأخرى تخص مفارقة الموقف.